الرئيسية  /  تحقيقات

المشير السيسي في نظر السوريين: مدى تأثير وصوله للرئاسة على سورية


دام برس : المشير السيسي في نظر السوريين: مدى تأثير وصوله للرئاسة على سورية

دام برس - أحمد صارم :
ينظر الكثير من السوريين إلى تطورات المشهد المصري من باب تأثيره على الوضع في سورية ، و ربما أصبح وصول السيسي إلى كرسي الحكم مسألة وقت بعد استقالته من الجيش و نيله الضوء الأخضر للترشح للرئاسة من قبل المجلس العسكري ، و نلاحظ أن الإعلام المصري يعامله من الآن كرئيس للجمهورية و كذلك دولياً في زيارته لروسيا بصفة وزير دفاع.
ينقسم السوريون كثيراً في مواقفهم تجاه المشير السيسي ، و الطريف في الأمر الأن لكل وجهة نظر مبررات منطقية نستعرضها فيما يلي:
القسم الأكبر من السوريين المؤيدين للدولة و الحكومة يرون أن  وصول المشير السيسي إلى الحكم هو عودة لمصر عبد الناصر التي كانت يداً واحدة مع سورية في وجه الإعتداءات الإقليمية ، فبعد إطاحة الجيش المصري بقيادة السيسي لحكم الإخوان و إعادة افتتاح السفارة السورية حصل السيسي على إعجاب الكثير من السوريين الذين عانوا الأمرين من الدعم الرسمي المصري للإرهابيين و الإخوان في سورية. و بعد ذلك تم إيقاف عشرات القنوات الفضائية الدينية التي قامت بالتحريض على الجيشين المصري و السوري. و يلاحظ التغير الإيجابي الكبير في السياسة المصرية الرسمية تجاه سورية رغم أنها لم تصل للحد المأمول ، و لكن على الأقل لم تعد مصر الرسمية تصنف كـ"دولة معادية" مثل تركيا و السعودية.
كانت أيضاً زيارة السيسي إلى روسيا ملفتة للأنظار ، فهو لا يزال وزيراً للدفاع و قام بتوقيع صفقات تسليح مع الحكومة الروسية للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، و ذلك رغم حصول مصر على الكثير من الأسلحة الأمريكية المتقدمة و منها طائرات أباتشي.
أما القسم الآخر من السوريين الذي ينظر إليه نظرة سلبية فهو بدوره قسمان: القسم المعارض للدولة السورية ذو الخلفية المتطرفة الذي يتعاطف مع أقرانه في مصر ، و ينظر للسيسي على اعتباره عدواً للإسلام و جزاراً قاتلاً (فض اعتصام رابعة العدوية).
أما المؤيدون للدولة السورية الذين لا يعجبهم أداء السيسي فلهم وجهة نظر و لكنها مختلفة عن الرؤية المتخلفة للمعارضين ، فالسيسي تم تعيينه أساساً من قبل مرسي و الإطاحة به ليست دليلاً كافياً على النزاهة ، و بعد ترؤس السيسي لمصر لعدة أشهر (رئيس المجلس العسكري الإنتقالي) لم يلاحظ عليه أية ردة فعل و لو لفظية تجاه اتفاقية كامب ديفيد و وجود السفارة الإسرائيلية في القاهرة أو تجول السياح الإسرائيليين بكل حرية في مصر ، و لوحظ تطور العلاقة المصرية مع كل من السعودية و الإمارات تمخض عنها تبرعات بمليارات الدولارات من هاتين الدولتين لمصر فسرها البعض بشراء الذمم.
كذلك وجد كثيرون نقطة سلبية كبيرة تتجسد في لقاء السيسي منذ أيام مع سعد الحريري في مقر وزارة الدفاع بالقاهرة ، فمن هو سعد الحريري حتى يقوم السيسي باستقباله؟ و لماذا لم تتغير وجهة نظر الإعلام المؤيد للسيسي تجاه سورية و لا زال يعتبر ما يحدث ثورة؟
و رغم عدم إعلان ترشحه رسمياً لرئاسة مصر إلا أن أحداً لا يشك أنه لن يلقى منافساً قوياً ، فقد أصبح السيسي رمزاً شعبياً يتمتع بتأييد أغلب الأحزاب و الصحف و الفضائيات المصرية ، قد لا يكون الأفضل تجاه سورية و لكنه –بكل تأكيد- أفضل بكثير ممن يطلب وجبات البط إلى سجنه و "خلوة شرعية" مع زوجته أو من ذاك القابع على سريره في سجن طرة!
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=39862