دام برس: من يدري قد يكون هناك ضوء في نهاية النفق ، و بالنتيجة نتوقع أن تتطور الأمور إلى أفضل ، هذه اليمن منذ البارحة يلتئم عقد وحدتها الوطنية و تلتقي مكونات المجتمع اليمني السياسية و الاجتماعية و المذهبية على مبدأ الوحدة الوطنية ، و هذه تونس الخضراء تبادر جبهتها الإسلامية لتعطي مثلاً يُحتذى في فهم الديمقراطية في هذا العصر ، الشيخ راشد الغنوشي يفاجئ الجميع في لقاء مؤتمر دافوس و يتحدث راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية لا بل يبادر ليقدم رؤية الإسلاميين التوانسة السياسية و قبولهم المطلق باعترافهم بالآخر و اختيارهم للديمقراطية التوافقية بدلاً من صيغ الحكم القهرية التي تعتمد على أغلبيةٍ ضئيلة ، و يفضلون التمسك ببقاء الروابط مع شركائهم في الثورة المتمثلين بالأحزاب و الحركات العلمانية ضد دكتاتورية زين العابدين بن علي أغلبية نسبة الـ 51% التي يملكونها ، وهم يعلنون أنهم مع بناء الدستور وفق آراء و رغبات مكونات الجماهير التونسية السياسية ، لا شك أنها خطوة إلى الأمام تعيد القطار إلى السكة و تحبط المحاولات الغريبة عن المجتمع العربي التونسي التي تحاول دفعه إلى الاقتتال في تشكيلات مختلقة كحركة تمرد و غيرها ، هل سنستفيد من هذه النقلة في الفكر الإسلامي عند أصدقائنا الذين يؤمنون بدور للإسلام السياسي في سوريا و في مصر و هل لديهم الاستعداد لتقبل هذا الفكر الذي لا يكفر الآخرين ؟ ما نراه أن الرؤية الحقيقية للإسلام تعتمد على مبدأ ( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ) و على مبدأ ( من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) ، هذه المبادئ الحقيقية التي لم نرها في فكر داعش و أخواتها و التي تجعلنا نتساءل من وراء داعش و من يدعم داعش بالمال و السلاح و من هو المنظر لذلك الفكر التكفيري الذي تجاهر به داعش ليلاً نهاراً و أين تلقى ثقافته ، و هل من الإسلام إزهاق الأرواح و قتل النفوس ، حتى للمسلمين الذين يعتقدون أنهم امتشقوا السلاح و في قناعاتهم أنهم يخدمون الوطن و يعملون على تحريره حتى هؤلاء تقتلهم داعش و تمثل بهم ، أليس من الغريب هذه الضبابية الإعلامية التي تحاط بها هذه الفئة من المقاتلين و التي تصورهم بأنهم الصخرة التي لا تكسر ، من يخدمون . البون شاسع ما بين الفكر الإسلامي الجديد الذي يطرحه الشيخ راشد الغنوشي ، و ما بين معتقدات داعش . أليس من المطلوب إعادة النظر في العلاقات ما بين القوى الوطنية السياسية التي تؤمن بالسلم الأهلي و المواطنة و ترشيد العلاقة مع هذا النوع من الإسلام المتنور ، لا شك أن هناك تيار إسلامي جارف في سوريا يملك هذه الرؤى و يبدو أنه حتى الآن و رغم البحث عن المخارج لم يتح له المجال للظهور إلى السطح و في وضح النهار ، و هل يبدو من الممكن استثمار هذا الفكر الجديد لدينا هنا في سوريا و حتى في مصر لإيقاف نزيف الدم الذي ما زال ينسكب مهراقاً على الأراضي الدول التي وصفت بأنها دول الربيع العربي ، هل نستطيع أن نقلب الطاولة و نقطع الطريق على المؤامرة الكبيرة التي ابتدأت بسايكس بيكو و التي تقطف نتائجها في أيامنا هذه إسرائيل و الصهيونية العالمية ، هل نستطيع تصويب الرؤى و إتاحة المجال للتوافقية ما بين كل مكونات المجتمع السوري ، و التأكيد على مدنية الدولة و تساوي الجميع أمام القانون بالمواطنة الحقيقية و بصرف النظر عن الانتماء المذهبي أو الإثني أو العشائري ، هل هو حلم أو واقع يمكن أن نعيشه و نورثه لأبنائنا لنقدم لهم وطناً كريماً عزيزاً روابطه المحبة و الإخاء و الوئام ، هل هذا كثير على السوريين .ne |
||||||||
|