الرئيسية  /  كتاب وآراء

هكذا كتب ياسر قشلق ... ماذا لو هزمنا ؟!


دام برس : هكذا كتب ياسر قشلق ... ماذا لو هزمنا ؟!

دام برس:

بالأمس تحدثت عن قواعد اللعبة الأميركية.. قلت إن أميركا لا تخسر، وردّ البعض أن أميركا على طريق الخسارة أن لم تكن خسرت بالفعل. حسناً، لا أريد تغيير قناعات أحد، فهذه لعبة لا أرتضي القيام بها خصوصاً أنه لا يعنيني شخصياً خسارة أوربح أميركا و سواها من الدول، ما يعنيني هم العرب، والعرب حتى لو خسر الجميع ليس بمقدورهم أن يربحوا شيئاً، والسبب واضح طبعاً، يتجسّد بأنهم لم يكونوا لاعبين ولو لمرة واحدة في تاريخهم، تاريخهم الحديث على الأقل، فأحياناً تراهم متفرجين، وغالباً تراهم أدوات، وبكلتا الحالتين – متفرج أو أداة – لا مجال للربح أبداً. أعلم أن الكلام ربما يكون مفجعاً، لكنها الحقيقة القاسية التي أعتقد أن الجميع بات يدركها، وعندما أتحدث أننا أدوات أو متفرجون فلا أعني العرب كأنظمة فقط، بل أعني الشعوب أيضاً، وهذا شق آخر من الحقيقة التي تأكدت لنا ربما بعد أحداث "الربيع الدموي"، ولنا في ليبيا ومصر وتونس.. وسوريا ما يكفي من الأدلّة عليها. الآن يأتي دور السؤال: من أخرجنا من اللعبة التي تدور على أرضنا؟! بصراحة لم يخرجنا أحد، إنما نحن ارتضينا أن نخرج أنفسنا، خرجنا عندما سلّمنا ما نملك من أدوات اللعب، وهي كثيرة بالمناسبة مثل ثرواتنا وعلى رأسها نفطنا وطرقنا الاستراتيجية وعلى رأسها قناة السويس وحضارتنا العريقة التي تشهد عليها آثارنا، سلّمناها للآخرين وجلسنا نبكي كالأطفال قسوة الكبار الذين لا يرتضون أن نلعب معهم.. أمّا من يتحمّل هذه النتيجة؟! فباعتقادي الإجابة باتت واضحة. ما يثير استيائي أن بعض العربان يصرّون على الإيحاء لشعوبهم أنهم لاعبون أساسيون في هذه اللعبة المبتذلة، لا بل دائماً ما يدّعون تسببهم بهزائم قاسية للاعبين الكبار! اذا كانت هذه حالنا والكبار مهزومون.. فإلى أي ردى سنهوي لو انتصروا علينا؟!!.

ياسر قشلق -رئيس حركة فلسطين حرة


وللحديث بقية

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=38074