الرئيسية  /  كتاب وآراء

ما قبل جنيف وما بعده .. بقلم: مها جميل الباشا


دام برس : ما قبل جنيف وما بعده .. بقلم: مها جميل الباشا

دام برس:

في الأيام القليلة الماضية بدأت تتضح علامات الارتياح على وجوه الشعب السوري بكل أطيافه وخاصة عندما بدأت بعض المناطق التي كانت تعيش حالة من الإرهاب المدمر بفعل الجماعات المسلحة

الممولة من السعودية وقطر والامارات والكويت ومساندة تركيا والأردن وبعض الأطراف في لبنان، واستسلم من استسلم وفر من فر وقُتل من قُتل من الإرهابيين الذين مارسوا كل أنواع فنون القتال التي كانت تمارس أيام العصر الجاهلي منذ 1444 عاماً.‏

منطقة القلمون – برزة- المعضمية – ببيلا وبيت سحم – مضايا تعلن تباعاً أنها آمنة بفضل همة الجيش العربي السوري.‏

العالم كله يوجه أنظاره إلى مؤتمر جنيف 2 ما إذا كان سيعقد أم لا؟؟؟؟؟ وما سينبثق عنه من قرارات ؟؟ وهل ستحضر إيران أم لا؟ إلاّ الشعب السوري الذي يتطلع إلى ما تنجزه قيادته السياسية والعسكرية على أرض الواقع وليس ما صرح به رئيس ما يسمى ائتلاف الدوحة أحمد الجربا صبي السعودية بإعطاء الكتلة لحضور المؤتمر ضمانات دولية وإقليمية بانتقال السلطة مع كامل الصلاحيات... والسؤال الذي يسأل:‏

أين نضع تصريح الجربا مما صرح به كل من جون كيري ولافروف في اليوم التالي على أن عنوان مؤتمر جنيف 2 هو مكافحة الإرهاب؟‏

ما زال المجتمع الدولي والإقليمي يراهن على الوقت ما إذا كان يستطيع أن يمسك بزمام المعركة التي افتعلوها على الأرض السورية وآماله التي ذهبت مع الريح بلي أذرعها (من ألوية إسلامية وجبهات نصرة وداعش وغيرهم)، وما زال يلعب على وتر لي ذراع حلفائها (إيران وحزب الله) من الملف النووي الإيراني إلى إشعال الساحة اللبنانية من تفجيرات واغتيالات. ليس هذا فحسب وإنما واهم كل من يعتقد بأن الجربا صرح ما صرح به من تلقاء نفسه أو رغبة ائتلافه، وإنما هذا التصريح جزء من لعبة البترو دولار بغية إفشال عقده، بعد أن أفرغت سلته من أوراق التفاوض الذي سيفاوض عليها في مؤتمر جنيف 2، ويقينه بأن المؤتمر سيكون لصالح سورية وخاصة أن عنوانها قد حدد بـ(مكافحة الإرهاب ) هذا يعني إن عُقد فإن السعودية لم تجرؤ بعد اليوم أن تصرح جهاراً نهاراً بأحقية تسليح المعارضة ولم تعد تجرؤ على إرسال إرهابيين من أصقاع الأرض إلى سورية ليقاتلوا النظام والشعب بآنٍ معاً، وأن تركيا ستمتنع عن فتح حدودها على مصراعيها وكذلك الأردن ولبنان، وأن الصهيونية (رأس الأفعى) سترتدع عن التحريض والتدخل بالشؤون السورية.‏

بعد كل هذه العناوين لا أعتقد بأن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها انعقاد مؤتمر جنيف 2 في ظل الإنجازات السورية التي تتوالى الواحدة تلو الأخرى، وإنما سيبقى يعرض إعلانه على شاشات التلفزة مع وصفة كيرية من هنا ووصفة لافروفية من هناك. بالتزامن مع تحليلات كبار محللي الولايات المتحدة الأمريكية كـ توماس فريدمان وتناقضه بين مقالته التي نشرت منذ أيام على صفحات نيويورك تايمز بأن الصراعات والاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي المزعوم، سببها غياب قيم التعددية لا «القوة الأمريكية» وإن الاعتقاد بأن أمريكا هي السبب في هذه المشاكل يعدُ سذاجة، ومقاله الذي نشر في 26/3/2012 تحت عنوان (أمريكا تمول صراعات الشرق الأوسط) والتي أكد فيها بأن الولايات المتحدة تمول الصراعات القبلية والأصولية في المنطقة العربية والشرق الأوسط تعزيزاً للصراع والانقسام من منطلق نهج نفعي وانتهازي بحت.‏

هذا يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد قلب الحقائق وتزييفها بشحطة قلم محلليها للخروج بماء الوجه من المستنقع السوري الذي زرعته ونمتّه بأيدي مصاصي الدماء.‏

سورية ماضية في اجتثاث الإرهاب من على أراضيها وماضية في الدفاع المستميت عن شعبها وسيادتها، وماضية في مواجهة الحرب المفتوحة من كل الاتجاهات وبالنفس الطويل الذي أثبت جدواه، وجازمة في دفع عملية الخروج من الأزمة مهما كلفها ذلك، إن عقد المؤتمر أو لم يعقد، وكل ما يدار من هنا أو هناك بادعاءات على أنها لمصلحة الشعب السوري ما هي إلاّ ادعاءات مزيفة، لأن من يريد مصلحة الشعب السوري لا يمول ولا يسلح ولا يرسل مسلحين لقتلهم وتشريدهم ودمار بنيتهم التحتية ومن ثم نهب ثرواتهم. وليعلم العالم بأن الشعب السوري لا يعوّل كثيراً ولا يضع آمالاً لا عليهم ولا على مؤتمراتهم لكنه يؤمن بما تراه قيادته السياسية والعسكرية ويصب في مصلحته.

صحيفة الثورة ‏

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=38021