دام برس:

لم اكن ادري ان للياسمين بيوتا في ساحل سوريا .. في احد منازل مدينة جبلة اخبرني صديقي انها ياسمين دمشقي احضرها معه من دمشق .. في اللاذقية في صافيتا في طرطوس في بانياس في ريف الساحل ..اتفاجئ بياسمين دمشق مزروع في ارض عاشقة ..
في ساحل سورية وقراه الممتدة من ريف طرطوس وحتى ريف اللاذقية والقرداحة تجد النساء هناك يرتدين الملابس السوداء ..
في كل بيت زرته وفي كل قرية اجد النساء بملابسها السوداء حزنا وعزاء .. الملفت للنظر ان الملابس سوداء بلون الياسمين الدمشقي ..
ليت هناك من يفهم قصدي من كتابة هذه الهلوسات ..
احترم سيدات سورية واحترم مشاعرها وقوة صبرها والاجمل .. قوة عزيمتها وإيمانها بوطن سيعود اقوى واجمل بفضل سواعد سمر رحلت من اجل بقائنا ..
سيدات سورية الاجمل ..
الليلة باق هنا في احضان مدينة طرطوس التي غنّاها احد عظماء لبنان .. انام بين احضانها الدافئة .. مع دفئ ابطال من شهدائها تحمي روحي ودفئ قلوب اهلها .. تستحق طرطوس هذه الكلمات .. هي جميلة .. جمال فستان اسود يحمل لون الياسمين .. حزنا لفراق احبة .. احبة رحلوا وسواعدهم السمر تقف خلف الشمس ترقب يوم انتصارنا القريب ..
احبة رحلوا من اجل بقائنا ..
سلام على ساحل سورية .. سلام على اهله الصامدين .. الرحيل بصمت والموت بصمت وصمود له وقع خاص .. صمود تصمت امامه كل كلمة وتنحني كل الاعناق ..
طرطوس وشاطئ جميل راقبت غروبه اليوم بين حوريات تسير على شاطئ له الف قصة والف اسطورة واسطورة .. ارواح شهداء تحمل غروب شمسها الى عالم آخر وتعود بها مع فجر جديد ..
كنت هناك في ساحل سورية واودعه اليوم من شاطئ طرطوس .. كنت هناك مع شعب عظيم .. بين اضرحة شهداء وابتسامة فتاة خجولة ترحب بي ..
كانت تقف هناك بفستان اسود امام ضريح شهيد .. فستان اسود يحمل لون الياسمين ..
كنت هناك اقف بخشوع .. امام شاهد قبر .. امام ضريح شهيد .. كل شهيد
ارواح لا زالت تحيا داخل قلوبنا ..
سلام عليك ساحل سورية ..
كمال فياض