دام برس:

قرأت عنها الكثير .. ولم أخط لها حرفاً ، شاهدت من ألبوم صورها الكثير .. وكانت رفقتي في كل مرة غصةٌ بوسع الكون وبركان ثائر وصمتي ،، وظلي ، في الليل داهمت وجوه أبريائها ، نساءها ، أطفالها .. ساحات عقلي وروحي ، اقتحموا أحلامي ، وكانوا أبطال مشاهدها . لا أعرف أياً منهم وليس لي سابق لقيا مع مدينتهم ، لكن صور أخوات عدرا المسجلات في قيد الذاكرة وأبناء أخوات عدرا ممن ذبحوا وفصلت رؤوسهم عن أجسادهم ،، تحت عناوين القتل الثوري والذبح الثوري والإغتصاب في سبيل الحرية وأبناء عمومة أبنائها سهلت علي مهمة التصور ،، فجسر الشغور ما زالت حاضرة وحظلة ترفض الرحيل ،، و معلولا و صدد والقرى العشر لريف الساحل .. حصلت على إقامة أبدية في خزائن الذاكرة .
ماذا لدينا لنقدمه لأرواح من رحلوا ؟ يتساءل كثيرون ، هل نكتب فيهم قصائد الرثاء .. وحسب ؟ ، هل نمسح جراحهم النازفة .. وحسب ؟ ، هل نقبل أعينهم التي واجهت ذلك الكفر .. وحسب ؟ هل نتبارك بقدسية دموع من تبقى من أهلهم وذويهم .. وحسب ( فبعض الأسر ذبح افرادها جميعهم ) .. ما العمل إذاً ؟
لو كنت مكان سيادته .. لو .. مع علمي وتقديري أن حسابات العاطفة لا تلتقي دوماً مع حسابات السياسة و قد تكون حكمة إلهية أن من مثلي ليس مكان سيادته .. لكنني فيما لو كنت أمرت بالآتي :
لأمرت بتعليق مشانق المئات وربما الآلاف من نزلاء السجون من ثيران الإرهاب ، ممن ثبت تورطهم بسفك الدم السوري ،، مشانق تعلق في أماكن سرية و تصور بسرية مطلقة ، ولطلبت من الناطق بإسم هذا الوطن في المحافل الدولية السيد بشار الجعفري أن يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ،، لتزويد أعضائه بملفٍ هام يخص الحرب على سوريا ، لطلبت منه أن يكون أول من يعلن على الملأ وعلى الهواء مباشرةً عن خبر المشانق التي علقت للقتلة ، وأن يوزع بنفسه التسجيل الحصري لعمليات الشنق على أعضاء المجلس ولاحقاً على مندوبي وسائل الإعلام ... مرفقاً بتسجيلٍ توثيقي جديد يعرض لأقذر المجازر التي ارتكبها أتباع وهابية آل سعود وإخونجية آل ثاني في سوريا ..ولأسماء وصور الآلاف الذين تحولوا إلى أشلاء عبر سيارات الإرهاب المفخخة المسافرة للقيا الحور العين ، والآلاف ممن فصلت رؤوسهم عن أجسادهم بالسكاكين والسواطير والسيوف.. ودائماً .. على أنغام البسملة والتكبير ..
ولو قيض لي أخيراً أن أصيغ بعضاً من مداخلته ،، لقلت لهم : هذه مقابل تلك ، التسجيل الأول هو ردنا على الثاني . و من كانت حكومة بلاده ستفعل غير ما فعلنا لو أن مسرح الجرائم والمذابح هو بلاده .. فليرجمنا بإحتجاجٍ أو إعتراضٍ أو تنديدٍ أو تهديدٍ أو وعيد .. أو فليختر واحداً أو أكثر من خياراتٍ ستة ... أرض القاعة .. سقفها .. أو أحد جدرانها .. يناطح بها رأسه. أيها السوريون .. بعض قرون الشياطين لا تكسر .. لكن نيران الحق و لهيب التحدي يحرقها ويجعلها رماداً .

نمير سعد