دام برس:

بعد سنوات من العقوبات والمباحثات ومابين الترهيب والترغيب انتزعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حقها بتخصيب اليورانيوم وبالتالي دخلت إيران في ما يسمى النادي النووي كمنتجة للطاقة النووية وبعيدا عن أهمية هذا الإنجاز على الصعيد الدولي و الإقليمي فقد استطاعت إيران كعضو فاعل في محور المقاومة وركيزة أساسية في العمل المقاوم أن تثبت بأن محور المقاومة سيشكل قطب رئيسي في السياسة العالمية الجديدة وسيفرض نفسه كلاعب دولي مهم في المحافل الدولية.

وبعيدا عن انجاز جينيف الإيراني المقاوم ستشهد الأشهر القليلة القادمة انجاز أكثر أهمية على صعيد الملف السوري حيث ثبت الجيش العربي السوري انتصاراته الميدانية في ساحات القتال في وقت أسهمت المواقف الثابتة والحكيمة للقيادة السورية في فرض شروط وطنية سورية على طاولة الحوار في جينيف.

يرى بعض المتابعين للشأن السوري بأن مؤتمر جنيف سيأتي تثبيتا للنصر السوري على الأرض خصوصا بعد تغير المعادلة وانقلاب الصورة يرى المراقبون بان الموقف السوري اليوم بات أقوى مما كان عليه في مؤتمر جينيف الأول من حيث التقدم الميداني واستعادة السيطرة على المناطق الإستراتيجية كما أن المواقف الدولية اليوم باتت محايدة بشكل أو بآخر ومسألة قطع الإمدادات عن المجموعات الإرهابية المسلحة باتت مطروحة و لابد من الالتزام بها وفي جولة سريعة نجد بان الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية باتت محرجة أمام الرأي العام لمواطنيها وهي اليوم مضطرة للمساعدة في الحرب السورية على التنظيمات الإرهابية التكفيرية أما عربيا فقد تنحت قطر عن المشهد السوري ومعها جزء من دويلات النفط والغاز إضافة للأردن الذي بات يبحث عن طريقة لإثبات حسن النوايا وفي لبنان فللواقع حقيقة مختلفة حيث يشكل تحالف المقاومة شريك في النصر ومن قفز من ساسة لبنانيون في الساحة السوري باتوا اليوم ساقطين بما تحمله الكلمة من معنى ولم يتبقى سوى نظام آل سعود والذي سيواجه مصيره المحتوم قريبا.

أما تركيا فقد بدأت بتغيير سياستها إن كان عبر توجهها نحو العراق أو نحو روسيا وبالتالي فالمشهد اليوم بات اكثر وضوحا و مابين جينيف طهران سينطلق جينيف دمشق بخطى واثقة نحو النصر وإن غداً لناظره قريب.