الرئيسية  /  كتاب وآراء

تيار الـعـار وتـبريـر الانـفجار ..بقلم: د. احمد الاسدي


دام برس : تيار الـعـار وتـبريـر الانـفجار ..بقلم: د. احمد الاسدي

دام برس:

كــاتـب الـســطـور لـســتَ بـصـدد محــاكـاة تـفجـيــر بـئــر حــســن الاجـرامــي أو الخــوض فــي حـيثيــاتـــه , فهــو وإنْ كــان مـُـبهمــا عنـد البعض , و مـحـل تفـاخـر وتبـاهــي للبـعض الآخـر , حـيث فــرح بــه وتـنـاغـم وتـراقـص عـلـى دمــاء الابـريــاء التي ســالت جـراء اجـرامــــه , لكـنــه بـالـنـســبــة لـنــا مـتـوقــع , ومعـلومــة دلالات القـائميـن عـلـى فعلــه , ومـُشــخـصــه الجهـات التـي تـقــف وراء ادواتـــه المنفــذة والـدافعــه لهم ثمـن فعلهــم الـدنـيء ,ولـكـن أنْ يـســتغـل تـيـار مـســتقبـل الحـريـري تحـديــدا , وقــوى 14 اذار  جمعـا هــذا التفجـيــر الجبـان الـذي اســتهـدف ســفـارة جمهـوريـة ايــران الاســلاميـة فــي بـيــروت , وراح ضـحيـتـه الابـريـاء مـِنْ المـدنـييـن المـارة ,والعـامـليـن فـي أمـن حـمـايــة الســفـارة , لإســتعـادة  اجــتـرار خـطـابهـم الاســـتعـدائــي الســـمـج المـضـاد لحـزب الله ,  ويــحـاولـوا ربــط هــذا العمـل الآثــم بـمشـاركـة بـعضــا مـِنْ مقــاتـلـي الحـزب والمقـاومــة فــي الحـرب الـدائـرة بـالضــد مـِنْ الارهــاب وادواتــــه  بـمـنـاطـق بـعينهــا فــي ســــوريــة, فهـــو وإنْ كــان مـِنْ بــاب الـمنـاكـفــه الفـارغــــه والادعــاءات البـاليــة التي تعــودنـا عـلـى ســمـاع اجـتـراراتهــا مـِنْ ســيـاسيـي هــذا التيــار وابــواقـــهلكــنــه يــعنــي فــي نـفس الـوقــت محـاولـة  تمـريــر التـبـريـراتلـلاســتهـدافـات الارهـابيــة الاجـرامـيــة , وتــغـطـيـة فـعلهــا الجبـان الشــنيـع بشــيء مـِنْ الشـــرعــنــه , وطـلاءهــا بصبغــة تـبـريريـــه لإســتغفـال العقــول الســـاذجــه فـي الشــارع , خـصـوصـا وإنَ هـنـاك فضـاء اعـلامــي مهـيء لهــذا الغـرض , ولـلاســف بعضــا منـــه يــدعـي مـنـاصـرة المقـاومــة ويـتلبس عـبـاءتهــا وينظــر بـإســمهــا احـيـاننـا ويظهــر واقع حـالـة وكــأنــه مقــرب مـن اصحـاب القـرار فيهــا .

 

الــتبـريـرات الـمفضــوحــه لجــريمــة الـتفـجـيــر الارهـــابــي فــي بيــــروت ,ومحــاولـــة اســـتـدارة الـبـوصـلــة بــإتجــاه حزب الله وســــوريـة كـمـا هــيالعـــاده فــي اي تــفـجـيــر يحــصـل فــي لبنــان , تــدل عـلــى تــوافــق رؤى  و تــقــاطــع مـصـالــح بيــن فــريــق المـُـبـرريــن وخـلفيــة فـريـق المـُـنـفــذيــن , وهــذا يـضــع الـمـُـبـرريــن فــي قــائمــة الاتهــام المشــروع , فـمــن يــُـبـرر الجــرم ويشــرعــن لــه إنـمـا هــو شـــريــك فـيــه , وإنْ لـم يـكـن مـنفـــذ فـعـلـي لــه , وعـليــه تحـمـل الارتـدادات الآنـيــه و الـنـتـائـج المـُــســتقبليــة  لـتبـريـراتــه هـــذة , فـليس بـكــل مــره تــســـلـم الجـــره , ومـَنْ يــقــارب الـنـار يحـتـرق بـلهـيبهــا عـاجــلا أم آجـــلا .

 

بكــل تــأكـيــد , المـُـســتفيــد الاكـبـر مـِنْ اي عمـليـة ارهـابيـة وتفجيـر اجـرامـي يحـدث فـي لبنـان او ســوريـة او العـراق او فــي ايــران , وتـحـت اي ذريعــة ومـبـرر كان , هـي اســـرائيــل , ومـمـا لا شــك فـيــه , هــنـاك التقــاء بـالنـوايــا بيــن الاصـوليـة التكفيـريــة الـوهـابيــه وبيـن السـيـاسات العـدائيــة الصهـيـونيــة , ومـِنَ الـواضــح ايضـا , هنـاك جهــة عـربيــة  تــؤَمـن هــذا الالتقــاء , وتـُـنـســق فـعـالياتـه الغيـر مبـاشـرة بـإحــتـرافيــه واصــرار مـتعمـــديـن , ليس حـبـا بـاســرائيـل ولا فـي الجمـاعـات التكفيـريـة ذاتهـا ,وإنمـا ضــننـا منهـا , انهـا ومـن خـلال خـلطهـا  لـلاوراق وتفجـيـر الصـراعـات المذهـبيــة فـي تـلك الـدول , إنمـا تســتطيـع اســتعـادة دورهــا الاقليمـي الذي فقــدتــه , حـيث جـرت مـِنْ تحت عبـاءتهـا الميـاه بعـد بـروز بـوادر التقـاربـات السـيـاسيـة الـدوليــة فـي ســـوريـة , واســتعـادة الجيش العـربي فيهـا لـزمـام المبـادرة وتشــبيـكه لخـرائط قضمـه للجمـاعـاتالارهـابيـة المسلحــه عـلـى تـرابـه الـوطـنـي بكـل هـدوء ومهنيـة واصـرار على هـزيمـة الارهـاب وداعميــه , واحـتمـالات تـوقيـع اتفـاق دولـي مـع طهـران بخـصـوص مـلفهـا النـووي , وخـروج العـراق خـلال الانتخـابـات البرلمـانيـة المـرتقبــه مـن دائــرة التحـاصصات والتـوافقـات التي اجهضـت عمليتــه الســيـاسيـة  أو لنقــل شـــوهـت جنينهـا الفـتـي ,  لكــن اســتفـادة اســـرائيــل هــذه لا يـعـنــي القــاء الـلـوم والاتهـام لهــا وانتهــى الأمـر , بــل تــوجـب علينــا أنْ نفضــح وبـدون اي حـرج وتردد ,وعـلـى العلـن جـميــع الجهـات المـتـورطـة معهـا ,  اقليميـة كـانت او محـليــه , ونتعـامـل معهــا بجـديــه وحـزم حـتـى لـو تطـلـب الأمــر الخـروج عـن ثـوابـت اخـلاقيتنـا والـرد بـالمثــل وأكثــر , لأنّ هـؤلاء لايعـرفــون ســوى لغــة الـنـَهـُـر  وضـرب العصــا علـى الظهـور والـدوس بـالاقــدام , حـيث إنَ لغــة الحــوار معهـم فـي منظـورهــم الأبلــه ضــعــف ومـبــدأ العض علـى الجـراح وهــن .

 al_asadi@aol.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=35221