الرئيسية  /  كتاب وآراء

النعامة التي أرادت دفن رأسها في الرمال فارتطم رأسها برؤوس العرب ؟ بقلم : الإعلامية مها جميل الباشا


دام برس : النعامة التي أرادت دفن رأسها في الرمال فارتطم رأسها برؤوس العرب ؟ بقلم : الإعلامية مها جميل الباشا

دام برس:

رجل عام 1974 م الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية نعم يستحقها لأنه قاد الحملة الداعية إلى قطع النفط العربي عن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة لإسرائيل في حرب 1973 ضد مصر وسورية وما بعدها كما فعل مع جمال عبد الناصر أثناء العدوان الثلاثي 1956 على مصر، خاصة عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإقامة جسر جوي لإمداد إسرائيل بالسلاح تعويضاً لما دُمّر لها في حرب 1973 وفي هذه الأثناء جن جنون العالم ولعل أبلغ شي ما تناقلته صحف العالم من صورة رئيس وزراء بلجيكا  يطلب من شعبه التحلي بالصبر أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد خرجت مظاهرات دفعت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أن يقوم بزيارة عاجلة إلى منطقة الشرق الأوسط  قاصداً المملكة العربية السعودية  كأول رئيس أمريكي يزور هذه المنطقة وفي ذروة الحرب الباردة والقصة المشهورة للملك بأنه عندما اجتمع بنكسون  قدم له إناء فيه لبن وآخر تمر مخاطباً إياه عاش آبائي وأجدادي على هذا الذي أمامك وأيضاً كل شعبي ولا أمانع من العودة إليه ، فرد الرئيس الأمريكي ألا تخشى من تجميد الأموال التي في بنوكنا ؟؟؟؟ فرد عليه لك ما تشاء ولكن ما هو رأي شعب الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً حلفائكم على إيقاف تدفق البترول إلى أراضيكم ؟ 
وانتهى الاجتماع على أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إيقاف تزويد إسرائيل بالسلاح وأن توقف الحرب فوراً، في النهاية استمر توقف النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية مما أدى إلى زيادة سعر النفط أضعاف أضعاف ما كان عليه إلى أن عاد التدفق ، إضافة إلى دعمه الدول العربية بالمال والرجال  ضد العدو الصهيوني . السؤال الذي يسأل أين سعودية الأمس من السعودية اليوم ؟
سعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم ؟؟؟!!!! ترعى الطائفية والتفجيرات التي تحدث في العراق ولبنان  القضية الفلسطينية وتراوح في مكانها، تغذي الإسلام المتشدد في اليمن لاستمرار صراعات قبلية تخدم الولايات المتحدة الأمريكية في استيلائها على الثروات اليمنية، تموّل وتسلح الجماعات المسلحة الذين يقاتلون في سورية بالتنسيق مع الاستخبارات المركزية الأمريكية كما كشف عنها الصحفي الفرنسي المختص بشؤون الشرق الوسط جورج مالبرونو، السعودية هي من تدفع الولايات المتحدة الأمريكية لشن عدوان على سورية كما طلبت في السابق من إسرائيل شن عدوانها على لبنان 2006 وعلى غزة 2008 . سعودية اليوم هي من تستحضر وتتسول الأمريكي لطمث معالم الثقافة والهوية العربية حتى وصلت الأمة العربية إلى ما وصلت إليه اليوم من تشرذم وضعف وتفرقة والقوي يأكل الضعيف ؟؟؟؟!!!!
جنيف سيعقد ... جنيف لم يعقد جملة تتداولها وسائل الإعلام الغربية والعربية، مباحثات دولية وإقليمية بشأن انعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في سورية حلاً سياسياً كما اتفق الروسي والأمريكي لكن هذه الجملة أصبحت مستهجنة لدى الشعب العربي قبل السوري، هل يعقل بأن الأمر متوقف على موافقة السعودية كما يتم طرحها ؟
منذ متى والسعودية تخالف معلمها الأمريكي....  أم أن هناك خلفية لما يجري ؟
في الحقيقة ان السعودية تقوم بعرقلة انعقاده برغبة أمريكية علّ جماعاتهم يستطيعون إنجاز ما حلموا به من السيطرة على دمشق وحلب ومنها إسقاط النظام برمته خدمة للصهيوني الذي بدأ يقلق ويتوتر من إنجازات الجيش العربي السوري بالقضاء على الإرهابيين واقتلاعهم من الأرض السورية من جهة والتهديد المحتمل لوجوده على الأرض المصرية من جهة أخرى.
السؤال الذي يحير الشعوب العربية: ما مصلحة السعودية في تنامي وازدهار العنف والإرهاب والتوتر الأمني والفقر والبطالة والصراعات الإقليمية والدولية على أرض الشرق الأوسط ؟؟؟؟؟
هذا السؤال هدف الأمريكي والصهيوني، والسعودية هي الوكيل الأول لهم في الشرق الأوسط إذاً هذا مايفسر تصرفاتها التي تقوم بها من تمويل وتسليح وإرسال إرهابيين إلى تلك البلدان إرضاءً لهم !!!!!!
لم تكتفِ السعودية عند هذا الحد لا بل اتخذت جوانب أخرى لعرقلة مؤتمر جنيف كتشكيل حكومة الائتلاف المعارض الذي يرأسه الجربا ومن المضحك المبكي هو أن هذه الحكومة تقبع في فنادق الثماني نجوم خارج سورية لذلك تسلمت مهام شبيهة بالمهمات الفضائية كونها ليست على الأرض إضافة إلى المشروع الذي قدمته للجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن (وضع حقوق الإنسان في سورية) على أن يجري التصويت عليه قبل منتصف الشهر المقبل ومضمونه التنديد بقوة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة 21 آب الماضي متهمة الحكومة السورية مع أن التحقيقات تشير إلى أن المعارضة المسلحة وراء ذلك الهجوم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان حبذا لو تهتم السعودية بشعبها (أليس هذا من الأولى) ؟
السعودية تعيش صراعاً وتخبطاً لا مثيل له على مر التاريخ لإخفاقها في النيل من سورية شعباً وجيشاً وقيادة  وإلا ما معنى تخوفها الواضح أمام العالم أجمع ؟؟؟ على كل لا السعودية ولا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها تستطيع إسقاط أي حجرة من الموزاييك السوري المتراص الذي أسقط كل الرهانات الغربية والعربية.
أخيراً مؤتمر جنيف 2 إن انعقد أو لم يعقد بمن حضر، ولم يحضر ما هو إلا حبر على الورق، هذا ما يراه الشعب السوري وما يهمه هو إنجازات الجيش العربي السوري على الأرض والتي اقتربت من الدقائق الأخيرة للحسم النهائي لصالحه ومن ينتظر غير ذلك سينتظر طويلاً ...
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=34970