الرئيسية  /  تحقيقات

طريق التوبة .. دمشق - ضاحية الأسد بين الهاون والقنص .. وكل يوم حكاية جديدة


دام برس : طريق التوبة .. دمشق - ضاحية الأسد بين الهاون والقنص .. وكل يوم حكاية جديدة

دام برس : لينا عليشة :

في ظل الأزمة التي تعيشها سورية، كان لضاحية الأسد في حرستا نصيبها من هذه الأزمة؛ فهي تقع جغرافياً في موقع تحيطه بعض الأماكن الساخنة كـ"دوما وحرستا والقابون وبرزة"، مما جعل سكانها يقعون في مشكلات كبيرة كوضع الطرق السيئ وانتشار القناصين على بعضها، وغلاء المعيشة، وقذائف الهاون..ومع كل هذه الصعوبات التي يعانون منها سكان الضاحية فهم صامدون بوجه كل الضغوطات التي فرضت عليهم ويجبرون أنفسهم على الحياة الطبيعية مع حلوها ومرها .

.
"دام برس " أجرت الاستطلاع التالي مع بعض سكان الضاحية، واطلعت على بعض المشكلات التي يعانون منها.

سامر محمد ، من سكان الضاحية، الذي قال: بعد أن أغلق الطريق الرئيسي لخط سير ضاحية الأسد وهو طريق حي تشرين، وذلك بسبب سوء الأوضاع في تلك المنطقة، إضافة إلى حدوث عدة حالات خطف لركاب الضاحية، بقي طريق أوتستراد حرستا لسكان الضاحية، والذي لم يسلم بدوره من انتشار القناصين عليه، وحدوث اشتباكات مفاجئة بين الجيش السوري والمسلحين، ما اضطر سكان الضاحية إلى سلوك طريق السليمة - معربا، والذي يعتبر مخصصاً للشاحنات وهو طريق شاق وطويل جداً، لكنه آمن..
سمر يوسف، طالبة جامعة، تشرح معاناتها مع الوصول إلى الجامعة، حيث تخرج من منزلها قبل ثلاث ساعات من موعد محاضرتها، لتضمن وصولها إلى وقت المحاضرة، والسبب يعود إلى أنها تسلك طريق السليمة، لأن والديها من الممكن أن يُمنعانها من متابعة جامعتها، في حال سلكت طريق الأوتستراد.

نور أسعد، ربة منزل، تقول إنها ومنذ إغلاق طريق الضاحية الرئيسي، لم تخرج منها، موضحة السبب بأن جميع وسائل النقل العامة في الضاحية تذهب من "طريق الموت"، وهي لاتملك الجرأة والقوة لتخاطر بحياتها وحياة أطفالها من أجل قضاء عدة ساعات في الأسواق، مضيفة أن شقيقتها الصغيرة اضطرت إلى التخلي عن عملها بسبب الطريق وعدم توافر مواصلات على الطريق

.
أما ريتا حداد، تضحك قائلة، إن طريق الأوتستراد يجب أن يسمى طريق جاييك الموت لا محال ، وذلك من تجربتها الخاصة؛ حيث توضح أنها كلما سلكت ذلك الطريق تبدأ بمراجعة ومعاتبة نفسها على تصرفات غير لائقة قامت بها مع من حولها، إضافة إلى تلاوة آيات قرآنية صغيرة، وتعد نفسها في حال نجاتها أنها ستكون أفضل.

تنقطع صلة الضاحية بالعاصمة عند الساعة السادسة ، حيث ترى في حدود الساعة السادسة راكبين أو ثلاثة ينتظرون آخر سيارة أجرة توصلهم إلى الضاحية، لأن سرافيس الضاحية تنهي عملها حوالي الساعة الثالثة ظهراً، فالسائقون يكتفون بعدة رحلات على طريق الأتوستراد، ولايبقى لركاب الضاحية إلا أن يجمعوا بعضهم ويستقلوا سيارة أجرة ترضى بالمخاطرة وتوصلهم إلى الضاحية، طبعاً مع الاشتراط الدائم للسائق بالأجر ومكان الهبوط

.
لم تسلم ضاحية الأسد من ارتفاع أجور السكن، فبسبب الأوضاع المأساوية في ريف دمشق، اضطر الكثير من سكان الأماكن المحيطة بالضاحية إلى النزوح إليها؛ حيث أصبحت "الشقق السكنية" تشكل سلعة رئيسية لعمل أصحاب المكاتب العقارية وتجار العقارات، وبدأ أصحاب المنازل يفرضون على المستأجرين القدامى، إما زيادة سعر الإيجار أو إخلاء المنزل لتأجيره إلى المهجرين، دون الأخذ في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أصابت المهجرين، وهنا يقول مالك "موظف حكومي" إنه اضطر إلى القبول برفع إيجار منزله خمسة آلاف ليرة سورية بعد تهديد صاحب المنزل له بإخراجه منه، في حال لم يقبل بالزيادة، مبرراً التهديد بأن هناك الكثير من المستأجرين الذين يرغبون في المنزل بأسعار مضاعفة.

.
وبفضل الأوضاع الأمنية، لم يكن العنصر الاقتصادي أفضل من غيره، فبعد الأمان الذي تخلله سقوط عشرات قذائف الهاون أسبوعياً، يكون الوضع المعيشي سيئاً بسبب تحكم تجار الجملة والتجزئة، بحيث لايوجد تسعيرة نظامية قريبة من الواقع، ما اضطر الناس إلى جلب مؤنهم من دمشق وهو ما يرتب عليهم أجوراً إضافية وأزمة أخرى هي أزمة السير.
وبالعودة إلى الحديث عن طريق الذهاب والإياب، فإن سائقي الميكرو باصات باتوا العنصر الأقوى في المعادلة، يتحكمون بساعات الدوام، وحتى الركاب، وبعد أن أصبح نهاية خط الضاحية في مستشفى تشرين، فإن سكان الضاحية باتوا مرتبة ثانية لا يأتي دورهم إلا بعد انتهاء ركاب مستشفى تشرين القريب.

وبالنهاية أتمنى أن يصل هذا النداء للجهات المعنية مع إيجاد حلول قريبة جداً لوضع الطريق وللمأساة الكبيرة التي يعانون منها سكان ضاحية الأسد .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=34789