الرئيسية  /  كتاب وآراء

ما فشلوا الظفر به بالعدوان لن ينالوه بجنيف او غيره .. بقلم: د احمد الاسـدي


دام برس : ما فشلوا الظفر به بالعدوان لن ينالوه بجنيف او غيره .. بقلم: د احمد الاسـدي

دام برس:

مــنــذ بــدايــة المـُشــكـل الســـوري , وتصـاعــد الحـمـلات الأعـلامـيـة والســـيـاسيــة المـوجهــه بـالضـد مـِـنْ دمـشــق , وبـروز فـقـاعــات الـتـدخـلات الاقـليميــة والـدوليــة عـلـى ســطـح الاحــداث , اتـضـحـت امـامـنـا الـرؤيــا الجـازمــة عـن حـقـيقــة مـا يجــري عـلـى الارض , ومـا يحــاك وراء الـكـواليـس , وحـيـث بــدأت تــتـســاقط فـصــول التـآمـر العـربـي الأمـريكـي الغـربـي المـتصـهيـن  المـتـحـالـف و قــوى الارهــاب الـدولــي مــع تقــادم الـتـطـورات الأمـنيــة والعـسـكـريــة , وتعـاظـم التهـديـدات واتســاع رقعـتهــا الجـغـرافـيــة , وتـنـوع وســـائــل تـنـفـيـذهــا ومـراكــز الـتخـطـيـط والـدعــم والاســنـاد لهـا خــارج الحـدود الســوريـة وداخـلهــا , وبطـريقــة هــســتـيريــة عــكــســت واقــعيــة إنَ مـا مخـطط يــتعـدى دعــوات للتغييــر والاصــلاح ,والتـظـاهـر بـمطـالـب الديمقـراطـيــات المـزعــومــة والحـريــاتالكـاذبــه .

 

الـتـآمـر عـلـى ســـوريــة لـم يــكـن حـالــة مـنـفـرده عـــن مـا هــو مخــططلـضـرب المقــاومــة فــي لبــنـان ومـحـاصـرتهـا  ونــزع ســلاحهــا , وغـيـر معـزول عـن معـركـة اســــتـنـزاف ايــران واضــعـافهــا عـســكريـا واقــتصـاديـا وتجـريــدهــا مـِـنْ عــوامــل بــقـاءهـا كـقــوة اقــليميــة  لهــا ثــقـلـهـا فــي كـفــه المـوازيــن الـدولـيــه , فـمـا عجـزوا عــن فـعلــه فــي جـنـوب لبنـان ,وانهـيـارهـم امـام جـبـروت حـزب الله عـام 2006 ,وفـشـلهـم فـي  تـركـيـع ايــران وادخـالهـا بمـتـاهـات التنـاحـرات الشــارعـيــه , وتــيـقـنهـم مــِـنْ عــدم القـدرة عـلـى احــتـواءهـــا ومـســاومـتهـا , فــكـان قـرار  اســتهـداف ســـوريــة بـغيــه اســقـاطهـا واضـعـاف جـيشهــا وتـفكـيـك وحـدتهـا المجـتمعيــة على اسـاس عـرقي ودينـي ومـذهـبي طـائفـي , وانهـاء دورهــا المقـاوم على خـارطـة الصـراع مـع اســرائيــل , حـيـث إنَ تكـسـيـر الحلقــة الســوريـة بـالنسبــة لهـم , ســـيـحـقق عــزل حـزب الله وتـجـفـيف منـابـع دعمــه التسـليحـي واللـوجـيســتـي  والاســتفـراد بــه , وفـي نـفس الـوقــت ابعــاد ايـران عـن ســاحـة المواجهــه المبـاشــره مـع اســرائيــل , والعمـل عـلى اســتهـدافهـا مـســتقـبـلا , وهــذه الاســتـراتيجيــة العـدوانـيــة الصهيـو امـريكيــة لـم تـكـن غـائبـــه عــن جــداول حـســابـات حـليفـي دمـشــق فـي جـنـوب لبنـان وطهــران , ومـِنْ هــنـا كـان المـوقــف الايـرانــي المبدئـي الراسـخ  الـذي اعــتبـر العـدوان عـلى سورية واســقـاط نظـامهـا الســـياســي خـط احمــر , و جـســدتــه طهــران بـدعمهـا الشــامـل  الســيـاسـي والتســليحـي والاقــتصـادي لحـليفهـا الدمشــقـي , وعـلـى هــذا الأســاس كـان ذهــاب حـزب الله الـى منـاطـق بعـينهـا فـي ســوريـة وقصمـة لظهـر الارهـاب القـاعـدي فـي عقـر داره  .

 

الــذهـاب الـى جـنـيــف 2 بـالنسبــة لمحـور اعــداء ســـوريـة لـم يكــن خـيـار تـطـوعـــي او رغـبــة فــي حـفـظ الـدم الســوري , ولـو كـان الأمـر كــذلـك .لكـانـو قــد حـســمـوا امـرهــم وادواتهـــم مـنـذ جـنـيــف 1 , بـقــدر مـا إنــه ذهــاب مـفـروض بفعـــل الـفـشــل والهـزيمــة الـتـي أطـاحــت بكــل مخـططـاتهـم واســتـراتيجيـاتهـم وصـفحــات تـآمـرهـم وعــدوانهـم طــوال مـا يقــارب الثـلاث ســـنـوات , ولــكــن أنْ يــعتـقــد  البـعـض أنــه قــادر ومـِنْ خــلال ضــغـوط ســيـاسيــة دوليــة . وألاعــيــب دبـلومــاسيـــة فـي جـنيـف المفـترض انعقـاده قـريبــا , أنْ يــنـتــزع نصــر الـربــع الســاعـة الأخـيــرة فـيمعـركــة الصمـود والتحــدي الســوري مـن اصحـابــه  , فهــو غــبــي اكثـر ممـا أنْ يكــون  واهـــم , فمـا فـشــل وعجــز محـور اسـتهـداف دمشــق وادواتــه  الحـصـول عـليــة عـبـر كـل وســائــل اجـرامهـم وارهــابهـم وحـصـارهـم , ودنـاءه اعـلامهـم ومليـارات خـزائنهـم ,وتحـالفـات عــدوانهـــم وصفحــات غــدرهــم , لا يمكـن أنْ يـُـعطــى لهـم ( بــجـرة قـلــم )  او ( تــبـويس لحـــى ) مـثلمــا يــقــال , فـزمـن ارضــاء هـــذا الطـــرف والتـــوافـق مـــع ذاكقــد ولـــى , وقـرار مجـالســة الـراغـب بـالحـوار والأخـذ والـرد معــه , يبقــى ســوريـا وإنْ كـان مكـانــه فـي جـنيـف فـالحــل والـــحـوار الســـيـاســي مـِنْ الضــرورات الوطـنيــة الـمـُلحــه , والـتــزام اخــلاقـــــي قـبـل كـل شيء , والـدم الســـوري يجــب أنْ لا يكــون رخـيصــا امــام اي اعـتبـارات مصـالحيــة واحــتكـارات حـزبيـــه ,والقيــادة الســـوريــة وشــخص الـرئيس الأســـد عـنـدمـا دعــت الـى الحــوار قـبـل ولادة جــنيــف ودعــواتـــه , إنـمـا انـطـلـقت مـِنْ رحــم هــذة الضـرورات والألـتـزامـات , حـيث وضـعـت جـانبـا حســابـات الربـح والخســارة , وقــدمـت المصلحــة الجمعيــة الـوطـنيـة عـلـى المصلحـة الحـزبيـة والشــخصيــة , ويجـب عـلـى الآخـريـن والـذيـن يـدعــون الـوطنيــة ومعـارضـتهـا المشـروعــه , أنْ لا يتخفـوا وراء اصـابعهـم , و يـتذكـروا يعـتـرفـوا ثقلهـم بـالشــارع إنَ كـان لهـم قـاعـدة جـمـاهيـريـة فـعـلا ,ويتصـرفـوا علـى اسـاس المصلحـة الـوطنيـة , وأنْ لا تـأخـذهـم اوهـامهـم بعيــدا , ويعـتقـدوا إنهـم قـادريـن عـلـى تـغييـر الـواقـع عـلـى الارض , الـذي خـطت خـرائطـة دمـاء ابطـال الجـيش العـربي السـوري وتضحيـات الاحـرار مـن الســورييـن ,  وهنـا بطبيعــة الحـال إذ نخـاطـب المعـارضـة الـوطنيـة التي رفـضـت الـتدخـلات الخـارجيـة ,والـتـزمت بـســقف الـوطـن , وليس العمـلاء والمـأجـوريـن القـابعيـن فـي عـواصـم العـدوان والتـآمـر ,ولايمتلـكـون مـِنْ امـرهـم شيء ,وقـرارهـم بيـد اسـيـادهـم ومـُـشـغـليهـم ,فهـؤلاء ذهـابهـم الـى جـنيـف مـِنْ عـدمـة وشســع نعـل طـفـلـة ســوريـة بالنسـبـة لنــا . 

 al_asadi@aol.com

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=34646