دام برس- أحمد صارم :
بالتوازي مع الانهيار العسكري للعصابات المسلحة في سورية ، يستمر التخبط و الإنحدار الإعلامي لهم في الساحات الإفتراضية ، فلم تعد الصورة الملائكية التي رسمتها "الجزيرة" و "العربية" قابلة للتصديق و لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة و الواقع بعد الآن.
ففي بدايات الأزمة عام 2011 ، لم تكد تخلو نشرة أخبار لقناة إخبارية خليجية من ذكر صفحتني "شبكة شام" و "الثورة السورية" في سياق النشرة و أحياناً في العناوين ، و كذلك صفحات التنسيقيات و هيئات التنسيق كانت تحظى بدعم إعلامي واضح ، و أصبحت أعداد المعجبين بتلك الصفحات قياسية اعتماداً على غير السوريين كما تؤكد صفحة "الثورة السورية" التي تظهر فيها مدينة الرياض السعودية كأكثر مدينة يتواجد فيها معجبون بالصفحة.
و بمقارنة بسيطة بين أعداد المشاركين في تلك الصفحات في بدايتها و حالياً نجد الفرق هائلاً ، فآلاف الإعجابات و المشاركات أصبحت بالمئات و المئات أصبحت بالعشرات رغم أن أعداد المعجبين بتلك الصفحات الآن أكبر بكثير مما سبق. باستطلاع بسيط على صفحة "شبكة شام" نجد أن معدل الإعجابات أقل من 50 على أغلب المنشورات رغم أن عدد مشتركيها أكثر من 600 ألف. و صفحة "الثورة السورية" الأكثر نشاطاً و الأكبر عدداً أصبح معدل إعجاباتها أقل من 250 للمنشور الواحد بعد أن كان بالآلاف و أغلب هؤلاء غير سوريون من الأساس.
و ينعكس الأمر أيضاً على بقية الصفحات المعارضة التي أغلق بعضها بسبب الإبلاغات و أصبح بعضها الآخر شبه مهجور مثل "تنسيقية الثورة العربية السورية في حماة" و "تنسيقية أحرار الرستن" ، و اختار مدراء بعض الصفحات تعديل أهداف صفحاتهم لتنتقد ما تسميها "أخطاء الجيش الحر" و "تجاوزات داعش" خصوصاً بعد المعارك الأخيرة بين عصابات "الجيش الحر" و "داعش" و من هذه الصفحات "حلب الآن" التي يلاحظ في ردودها كثرة الخلافات بين أنصار "داعش" و أشباهها من العصابات القاعدية مع أنصار العصابات المحلية  ، و لوحظ ظهور فئة تعارض كل سابقي الذكر بالإضافة إلى معارضة الدولة و يؤدي الإحتكاك الكلامي بينهم إلى الحظر المتبادل و التبليغ على صفحات بعضهم مما يساهم في إغلاقها.
أما صفحات القاعدة مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام - ولاية حلب" فتستمر في منهجها دون أن تتعرض للإغلاق رغم كثرة صور مقاتلي القاعدة فيها و تقوم بانتقاد و تكفير الكثيرين حتى من المعارضين أنفسهم أمثال العرعور. و يلاحظ في تلك الصفحات نشرها لأخبار غير سورية مثل عملية استهداف وزير الداخلية المصري.
البداية كانت مع ثورة تحريضية إعلامية ،  و ربما ستعود لذلك يوماً بعد أن تبين فشل السلاح و دعم الإرهاب في إيصال أتباع الولايات المتحدة إلى السلطة كما في أغلب بلدان المنطقة.