دام برس:
لم يشفع تشابه أحرف تلك الكلمتين في تغيير حال المواطن السوري والذي لا يصح تسميته في الوقت الحالي إلّا (بالمعتر), ربما كان تقدم حرف الحاء على حرف اللام كفيل بتغيير حال المواطن إلى ما لم يتمناه يوماً .
ويبقى ذلك المواطن ينتظر مخلّصه من عذابه علّه يأتي و يجمع الحاء باللام ويقدم له الحل لحياة أضحت عبئاً عليه بكل شيء حتى بلقمة عيشه والتي لم يكن يحسب لها حسابا فيما مضى من الأيام الخوالي كما يصفها (المعتر)

ذلك الانتظار يبدو أنه سيطول أكثر مما طال بالُ هذا المواطن , فلا ضوء يلوح في نفق الحكومة الطويل والمظلم , والتي ترعى استمرار ارتفاع الأسعار بحكمة طالما انتظرناها في أمور أخرى ..! بل وتساهم في رفع الأسعار حتى رفع معها (المعتر) يديه مستسلما أمام لعنة الأسعار الجنونية  .

حيث شهدت بورصة المواد الغذائية ارتفاعا قدره 400 % على أقل تقدير , في حين استقرت التداولات في الحدود الدنيا وللمضطر فقط .
وقد سجلت بورصة مادة البطاطا للكيلوغرام الواحد 220 ليرة سورية فيما أغلقت تعاملات مطاعم الوجبات السريعة بسعر 135 للسندويشة الواحدة من بطاطا برنت .

وائل .. طالب جامعي في اللاذقية يشكو من ارتفاع أسعار هذه الوجبات ,  والتي يعتمد عليها الطالب الجامعي في غذائه اليومي ..
أما الآن فمن الصعب, ذلك كان ممكنا في السابق .. يقول وائل .

ما ذكرته ينسحب على باقي المواد الغذائية , فاللحوم أصبحت من الذكريات  ومعظم أنواع الفاكهة لم تعد موجودة في قاموس غذاء المواطن البسيط ..
وتبقى صرخة هذا (المعتر) غير مسموعة في ظل الغياب الكلي للرقابة الحكومية على أسعار الأسواق, لتترك المواطنيين كالأسماك الصغيرة في مواجهة الحيتان من التجار , وما يؤلم المواطن حقا أن هذه المواد من إنتاج محلي ولا يصرف ليرة سورية واحدة على استيرادها من الخارج .

فإلى أين وصلت بنا الحال ! وما الآتي في ظل تقارير تتحدث عن أزمة خضار ستحدث في القادم من العام الحالي والمقبل , وذلك بسبب خروج الكثير من المزارعين من دائرة الإنتاج جرّاء قرارات الحكومة غير المدروسة في إيقاف تصدير الخضار, دون إيجاد البديل والداعم لتلك الفئة المهمة في توفير الغذاء للسوريين؟!

   ناجي سليمان