الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

حكومة آل سعود تتخذ أول قرار صائب في تاريخها المليء بالخيانة والخذلان .. بقلم: مي حميدوش


دام برس : حكومة آل سعود تتخذ أول قرار صائب في تاريخها المليء بالخيانة والخذلان .. بقلم: مي حميدوش

دام برس:

لو كنت طبيب لطببت نفسي أو شر البلية ما يضحك كثيرة هي المقولات التي تنطبق على واقع مملكة آل سعود وقضية امتناعها عن قبول مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن من أجل الاطلاع على حقيقة هذا الموقف لابد لنا أولا وبعيدا عن طريقة اختيار السعودية كممثل عن المجموعة الآسيوية والتي تترأسها وهي بدورها من تزكي عادة الدولة العربية لهذا المقعد إلا أن ما يهمنا هو الآتي كيف لدولة لا تمتلك دستورا وتفرض بها عائلة حكمها على باقي الشعب وتستثمر ثرواته لحساب تلك العائلة بأن تكون عضو في مجلس الأمن وكيف لنا أن نقبل بوجود دولة تحرم مواطنيها من أبسط حقوقهم بما فيها قيادة المرأة للسيارة بأن تقف في مجلس الأمن لتدافع عن الحريات وحقوق الإنسان.

المشكلة الحقيقية في هذه القضية تكمن بأن الأسباب التي أعلنها آل سعود كانت عبارة عن احتجاج «لعدم إصلاح مجلس الأمن الدولي الذي لا يتحمل مسؤولياته وحول هذه الأسباب نقول لماذا صمت حكام آل سعود طيلة الفترة الماضية عن انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي واغتصابها للحقوق العربية أم أنهم اختصروا كل الأزمات بالقضية السورية متناسين بأنهم هم من مولوا وأرسلوا المجموعات الإرهابية المسلحة لسفك دم الشعب السوري وتهديم بنيته التحتية وتدمير المجتمع السوري وهنا يتساءل البعض كيف يمكن لدولة ترسل قواتها العسكرية لقمع شعب أعزل في البحرين من أن تنادي بحريات الشعوب.

ومع ذلك كله وبعيدا عن كل التحليلات ما لم تقله حكومة الرياض عن السبب الحقيقي لقرارها في شأن عضوية مجلس الأمن، أعلنته فرنسا على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة قبيل دخول قاعة مجلس الأمن أمس بقوله «إننا ندرك إحباط السعودية من واقع أن مجلس الأمن الدولي لم يكن قادراً على العمل لمدة تتجاوز عامين. لم يتح للمجلس العمل بفعل استخدام متكرر للفيتو من قبل دولتين. نتفهم الإحباط الذي يمثل إحباط جانب كبير من المجتمع الدولي».

كل ذلك يأتي ضمن حملة التضليل الإعلامي وصناعة الأبطال الوهميين إن قرار مملكة آل سعود برفضها لقبول العضوية المؤقتة في مجلس الأمن هو القرار الصائب الوحيد الذي اتخذته حكومة آل سعود منذ أن استولت على بلاد الحجاز.

على الرغم من عجز مجلس الأمن أمام الكثير من القضايا المفصلية ومع تحويل مجلس الأمن في العامين الماضيين إلى مجلس متخصص بإصدار العقوبات تجاه الجمهورية العربية السورية إلا أن في أروقة ذلك المجلس وبين أعضاءه من امتلكوا الصدق ووقفوا بوجه الظلم ونصروا الشعب السوري.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=33655