دام برس – حوار: محمد قاسم الساس :
ضيفي نجمٌ سوريٌ شاب أستطاع حجز مكانة مهمة له ليس فقط محلياً بل عربياً. أثار جدلاً كبيراً حوله تبعاً للشخصيات التي جسدها في أضخم وأهم الأعمال السورية. له أسلوبه الخاص في التمثيل والتفكير وكيفية التعامل مع انعكاسات الوسط الفني والحياة. محب ومجتهد ويتميز بتلقائيته.
إنه الممثل " سامر إسماعيل " الذي كشفنا معه الستار عن كل الملفات التي دارت حول مشاركته في مسلسل (منبر الموتى)، والانتقادات التي وجهت إليه بشكلٍ خاص وللعمل بشكلٍ عام. بالإضافة للعديد من الملفات الفنية منها والشخصية، وقد باح لنا بالكثير من الاسرار التي تكشف للمرة الأولى.

1_ بدايةً... لابد من الوقوف أمام نجوميتك التي حققتها تبعاً لمسيرتك الفتية التي تحتوي على عملين دراميين مهمين، هل نحنا أمام نجم يدرك تماماً من أين تؤكل الكتف أم مجرد فقاعة قد تتلاشى بأي وقت؟
لا تقاس لدي المسألة بهذه الطريقة كونها تخضع لمسألة الفرص والعرض والطلب... عندما تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية كان يتم التحضير لمسلسل (عمر) الذي قرر القائمون عليه بأن يجسد من خلال وجه جديد، وهنا حالفني الحظ للعب هذا الدور المهم بعدما اختارني الأستاذ حاتم علي الذي اعتبر أن هذا الدور يناسبني فيزيولوجياً وأدائياً وصوتياً، علماً أنه كان لدي تجارب لطيفة وبسيطة جداً قبل هذا العمل في كل من (جلسات نسائية، كليو بترا وفنجان الدم)، أثناء دراستي في المعهد... مسألة النجومية والفقاعة وإلا ما هنالك، فلا تهمني بقدر اهتمامي بالتمثيل بحد ذاته من خلال تطوير مهاراتي وأدواتي كممثل.

2_ بعد نجاحك الباهر بأدائك لشخصية الفاروق "عمر" رضي الله عنه، عدت هذا الموسم عبر أدائك لدور العسكري عزام في مسلسل (منبر الموتى)، ما الذي جذبك لأداء هذه الشخصية؟
حقق مسلسل "عمر" نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً فور عرضه حيث انهالت عليّ العروض من بعده والتي اعتذرت عنها رغم أنها كانت أعمالاً متميزة كونها لم تكن مشابها للطريقة التي أردت أن استمر من خلالها بعد تجسيدي لشخصية الصحابي "عمر"... في مصر على سبيل المثال عرض عليّ دور إلى جانب الممثلة غادة عبد الرازق واعتذرت عنه لأنني لا أفضل الظهور باللهجة المصرية في هذا التوقيت بل أن أقدم شيئاً سورياً يشبهني. من بين العروض أيضاً التي اعتذرت عن المشاركة فيها تلك تليق بممثل في الأربعين من عمره وقد عرضت عليّ بعد نجاحي في تأدية دور أكبر من عمري -عمر- لكنني فضلت الظهور في دور يتناسب سنّي وطريقة تفكيري على الأقل، حيث عرضت عليّ شركة كلاكيت للإنتاج الفني عدة عروض من ضمنها دور "عزام" في آخر أجزاء (الولادة من الخاصرة) حيث أحببت تجسيده بخاصة أن العمل مهم جداً ومتابع جماهيرياً ويعد الأقرب للواقع السوري الذي نعيشه الآن، لذلك قررت لعبه كمحاولة مني لترك أثر طيب لدى الجمهور حتى ولو لم يكن الدور بطولة مطلقة وهذا ما حدث والحمد لله.

3_ صرحت سابقاً بأنك لن تقدم بعد "عمر" سوى دور استثنائي، وهذا الشرط لم يتحقق عبر "عزام" حسب رأي النقاد والصحافة التي رأت أنه كان بالإمكان أن يقدم الدور أي ممثل مبتدء وليس من نجح بتقدم شخصية استثنائية طرحت بهذه الضخامة، ما ردك؟
لا أقيس الأمور بهذا المنطق بل تعاملت معها بمنطق ممثل عرض عليه دور أحبه وعمل على تجسيده. لم أفكر بقصة أن الدور كان بالإمكان أن يلعبه ممثل مبتدء لأنه فعلياً دور "عمر" جسده ممثلٌ مبتدء في نهاية المطاف.

4_ هل بدأت تدفع ضريبة تقديمك لشخصية دينية تاريخية مهمة، خاصة أن هكذا أدوار قد تكون بمثابة سيف ذو حدين؟
صحيح أنني أعتبر أدائي لشخصية "عمرو بن الخطاب" دوراً عظيماً في حياتي ولكن أيضاً أرى بأن اختياري لـ "عزام" كان بمثابة نقلة مناسبة لي كي أخرج من هالة الشخصية الأولى. بالنسبة لمسألة المقارنة أعتقد بأننا أصبحنا اليوم أكثر نضجاً في التعامل مع هذه المواضيع كون الناس تهتم بالحدث الآني وينصب اهتمامها عليه كون الحياة تسير دائماً نحو الأمام ولا تعود إلا الخلف أو تتوقف عنده.

5_ حلاقة شعرك في (الولادة جزء3) جاءت لأجل الدور فقط أم خطوة جريئة؟
الدور كان يتطلب هذا الأمر وأنا على استعداد لتغيير ملامحي تبعاً للدور الذي أجسده ما يجعلني أشعر بالسعادة خاصة أنني أتعامل مع الموضوع بمنطق فني محترف وأسعى دائماً لتقديم ما يرضيني، لذلك لم أتوقف عند مسألة الحلاقة كون الدور نال إعجابي، وقد قصصت نصف شعري لأجل "عمر" ولم يكن لدي مشكلة آنذاك، وسبقها ذلك في فيلم سينمائي للمخرج سمير ذكرى... الحمد لله لم أقدم عملاً لغاية اليوم إلا وقصصت شعري لأجله (يقولها ضاحكاً).

6_ ما رأيك بالجدل الكبير الذي أثاره مسلسل (منبر الموتى) عند الجمهور وبتباين ردود الفعل؟
صحيح... الناس ضاعت حول مسألة تصنيف المسلسل كمعارض أم مؤيد حتى بعد نهاية عرضه، وأعتبر هذا ذروة نجاح المسلسل خاصة أنه جمع العديد من الممثلين السوريين الذين يتبنون وجهات نظر مختلفة وجسدوا أدوارهم بمهنية بصرف النظر إذا كانت هذه الأدوار تنطبق مع معتقداتهم أو العكس. فالمسلسل عرض كل الحالات الموجودة حالياً في سوريا.

7_ ما رأيك بمسألة أنه لم يرض أي طرفٍ من الأطراف ولم ينصفهم؟
العمل لم يرض أحد لأنه في الحقيقة لا يوجد اليوم شخصٌ راضٍ عما يحدث في بلدنا، كما ولا يوجد طرفٌ ينصف.

8_ ما أن أنتهى عرض المسلسل تعرض المخرج سيف الدين سبيعي لكاتب العمل سامر رضوان، ليكشف الأخير بأن سيف لم يكون أميناً على نقل نصه كما هو، ليتلو بعد ذلك مواقف عديدة لأبطال المسلسل منها أيدت الكاتب وبعضها الآخر أيدت المخرج، ما هو تعليقك عما جرى؟
بصراحة كنت أفضل عدم حدوث أي شيء من هذا القبيل، وإن حدث ذلك أن يكون بعيداً عن الإعلام... أأسف لسماعي حصول هكذا أمر بخاصة أن العمل تم إنجازه بظروفٍ صعبة جداً، وهنا اسمح لي بتوجيه تحية للمخرجة رشا شربتجي كوني صورت معها معظم مشاهدي وأيضاً للشركة المنتجة التي حاولت تقديم الأفضل لنا في لبنان... أنجز العمل بصعوبة وبعدها يحدث ما حدث!

9_ تحضر حالياً لمشروع مسرحي في سوريا، حدثنا عنه؟
منذ سنوات ونحن نجري في مختبر دمشق المسرحي ورشات عمل تحت إشراف د. أسامة غنم لها علاقة بالتواصل مع المسرح العالمي، قد تنتج عنها مشاريع مسرحية في المستقبل لأننا مازلنا في مرحلة العمل والبحث.

10_ ماذا عن السينما؟
محلياً عرض عليّ المخرج محمد عبد العزيز المشاركة في فيلمه الجديد لكنني اعتذرت عنه بسبب تواجدي في لبنان وانشغالي بتصوير (منبر الموتى) آنذاك. عربياً لدي مشروع جديد قيد الدراسة.

11_ حدثنا عن طباعك... عن سلبياتك وإجابياتك؟
أعشق الجمال والفن على اختلاف أشكاله وأنواعه، وأهوى خوض التجربة كونه لا يوجد لدي شيء محسوم في هذه الحياة. أدخن بكثرة... عادة سيئة ولكنها ممتعة بالنسبة لي (يقولها ضاحكاً).

12_ ختاماً… لو كنت تمتلك مثل الأزرار الموجودة في آلة التسجيل كيف ستستخدمها من خلال الأسئلة التالية:

• ما هو الأمر الذي تود لو يتحقق بمجرد ضغطك على زر (►)؟
أن تصبح سوريا بخير.

• هل من مشكلة تعاني منها تتمنى لو بإمكانك تجاوزها بمجرد ضغطك على زر (►►)؟
الحالة التي نعيشها اليوم لتأثيرها على كل مفاصل حياتنا اليومية.

• ما هي الذكرى السعيدة التي بودك لو تعيشها مجدداً بمجرد ضغطك على زر (◄◄)؟
أتمنى حضور مباراة لنادي الكرامة بكرة القدم وأن يتوج بالفوز (يقولها ضاحكاً).

• ما هي المسألة التي تتمهل في حسمها وكأنك تضغط على زر (II)؟
عموماً لا أتخذ بحياتي قرارات سريعة إلا في بعض الحالات التي تفرض علينا حسمها بسرعة.

• متى شعرت بأن حياتك لبرهة قد توقفت كلياً وكأن القدر ضغط على زر (■)؟
عندما كنت على مقربة من إحدى التفجيرات التي حدثت في الشام، وعندما تجاوزت شارعاً يعتليه قناص... والحمد لله تجاوزت الخطر بفضلٍ من الله عز وجل.
mohamadsass@yahoo.com
facebook.com/mohamad kasim al-sass
Facebook.com/ Mohamad kasim alsas