دام برس: لــســتُ مـِـمـَـن يـَـتـقــنْ اصــول لعـبــة المنـاورة فـي طـرح اراءه ولا الـتـردد فــي طــرح مـا يــعـتـقـد بــه , فـصـراحــة اشــهــار القــول شــجـاعــة , وإنْ اخــتـلـف معــك المـُـقـربـيـن قـبل البعـيـديـن , والمـواليـن قـبـل المعـارضـيـن , و الـتـخـفـي وراء فـلســفـــة الـتـلاعـب بـالمفـردات لــه جـُبــن المـراوغيـن الانتهـازيين .
الأنحـيـاز لـلطـائـفــه والـمـذهــب والجـمـاعــــه لـيس عــيـبـا , ولا فـيــه مــِـنْ صــاحـبـــه انــتـقـاص وشــَـيــن , كمــا يحــاول الـكـثـيــر الايــحـــاء بــذلــك , أمـا لســـوء فـهــم ودرايــه او لغـــرض مــقـصــودة , مــادام هــذا الانـحيـاز لـيس فـيــه مـِنْ اقـصـاء الآخـــريـن غــايــة , والاعـــتـزاز بـالـبعـد الجـذري القـومــي ليس ابـتـزازا لأحـد , والتـفـاخـر بـالانتمـاء الـوطـنـي لا يحـتـاج الـى مـوافقـة مـِنْ كـائـن يكــون , والاعــتـداد التفـاخـري بالـطـائفـة والمــذهـب ليـس جـرمـا ولا أثـمــا , وهــو وإنْ كـان شعـورا فـرديـا او عـائليـا لكنـه امـتـداد طـبيعـي للاعـتـزاز بالقـوميـة , والتفـاخـر بـالوطنيــة , ولا يـلغيهمـا أو يقفــز عـلـى احـدهمـا , والعـيــب ليس بـِمـَـن يـعــتـد بـأهـلــه , ويــذب عـن ديـنــه ومـذهـبـه ومعـتقــدة ,وإنـمـا بـِمـنْ يحـاول أنْ يشــرع لــنـفســه ســنــن وفــتـاوي ومـواثـيـق يــتعـلـى مـِنْ خــلالهـا عـلـى الآخــريـن ويقــصـيهـم , ويـنفـرد فـي الســاحــة لــوحــدة , دون أنْ يـضـع أي اعـتبـار لأحــد , ولا يحـتسب اي حـسـاب لـرادع اخـلاقــي وحضـاري , حـيــث قــول الامـام الســجـاد زيـن العـابـديـن ( ع ) ... الـعـصـبيـة الـتـي يــأثــم عــليهــا صــاحـبهــا , أنْ يـــرى الــرجــل شــــرار قـــومــه خــيــرا مـِـنْ خــيـار قـــوم آخـــريـن , ولــيـسَ مـِـنَ الـعـصـبيــة أنْ يحــب الــرجــل قــومـــه , ولــكــن مـِـنَ الـعـصـبيــة أنْ يــعيــن قــومـــه عــلــى الــظــُـلـــمْ .
نعـم , لـَـسـنـا بـطـائـفـييـن بـالمعـنـى الـدارج اليــوم للـطـائـفيــة , وليس مـِنْ اخــلاقـنـا أقـصـاء احــد , وللخـصـومـة عـنـدنـا شــرف وخـصـوصيـة , ولـكـن هــذا لايعـنـي الســكـوت عــن المـُـزايـديـن عـلـى انـتـمـائـنـا وجــذورنـا , او التـخـفـي وراء اصـابـع الـوطنيــة الـزائفــه , ومـدارة اراذل القـوم وحـثـالاتهـا , والتســتـر بثـوب الـوحـدة الـوطنيـة المهلهـل لإرضـاء بـائعـي الشـرف والعـرض والمتـاجـريـن بـالاوطـان والـديـن والاخـلاق , والـذي يــرى بـتجـذرنـا القـومـي شـــوفيـنيـة فـنحـن شـــوفيـنيين , ويــرى فـي اعـتـزازنـا بـوطنيتنـا قطـريـة فنحـن قطـرييـن , ويـسـتشـف مِـنْ تفـاخـرنـا بشـــيعيتنـا وعلـويتنـا طـائفيـة وتـمـذهـب فنحـن طـائفييـن ومـتذهـبيـن , واكـثـر مـمـا يـصـور فـي اســـتـنتـاجـاتـــه , والـذي تـرتـوي غـريـزتــه وتـشــبـع ضـغـائـن احـقــاده , ويجــد اعــذارا لأوهـامــه , وانــدحـار وهـزيـمـة المشـروع الـذي راهــن عـليــه , فـــــي انــتقــاد رمــوزنــا الـوطـنيـة والقـوميـة , وشـخـوص ومسـميـات طـوائـفنـا المـذهـبيـة والدينيــة , فــلـيـنتقــد ويكيـل مِـنْ الانتقـاد مـا يشــاء , وليـريـح حـالــه , فـالانـتقـاد بـالنسبــة لنـا حـالـة ايجـابيــة تقــوي عـضـد صـاحبهـا , وتـضيء النقـاط المظلمـة او الـداكنــه فـي منهج نضـاله وعملـة اليـومـي , التي قـد يكـون لا يراهـا بسـبب ضـبابيـة الاحـداث , او خطـأ فـي التقـديـرات ,لكـن أنْ يُـبـطـن الانتقــاد بـاكـاذيـب وتـلـفيـق وســيـل مِـنْ التـزويـر والاتهـامـات البعيــده عـن الـواقـع , والغيـر مســتنـده عـلـى اي اسس وحـجج يـتقبلهـا العقــل والمنـطـق , فـبكـل تـأكيــد سيكـون الـرد عـليـة ( الصـاع بصـاعيـن ) مـثلمـا يقـال , وبـالأسـلـوب واللغـة الـتي يفهمهـا , فـالحمـلات الاعـلاميــة القــذرة الـتي تــَعـتـرضْ شــخـص ســيـد المقـاومـة الســيـد حســن نصـر الله , وشــخـص الأخ الـرئيس بشــار الأســد , وإنْ كــان جــُـلهــا مـبنـي عـلـى الخـطـاب الطـائفـي والمـذهـبـي الاقـصـائـي , لكـن هنـاك بـُعــد آخــر عـنـد اصحـاب القـرار لهــذة الحـمـلات ولا اقـول مـرويجهـا , فيــه مـِنْ الشــأن مـا هـو اخطـر مـِنْ الشتـائم والسـباب و الاسـقـاط المـذهـبـي , بـل هـو جـزء مِـنْ الآلـه الاعـلاميــة الاســرائيليـة المتصهيـنـة , التـي تجـد نفسهـا صـاغـرة امـام معـضلــة هـاتيـن الشــخـصيتيـن وعمقهمـا الشــعـبي ورؤيتهمـا المقـاومـة والممـانعـة لكـل اشكـال التطبيـع والمسـاومـة , والتخـلـي عـن المبـاديء والثـوابت , وهنـا علينــا أن نـنتبـه لإشــكاليــة البعـد العـدائـي عنـد اصحـاب القـرار , والبعــد الببـغـائـي عـنـد المـروجيـن , فـالأول لا يهمـه إنْ كـان السـيـد حسن نصـر الله شــيعيـا او ســنيـا , ولا الـرئيس بشـار الأســد علـويـا اوحـنبليـا , بقــدر مـا هـية المبـاديء والثـوابت التي يقفان عـنـدهـا ويـذبـان عـنهـا , بينمـا المُـرددين والمـروجـيـن والشــِـغيلــة , وبسـبب ســطحيتهـم الســاذجــه , والظـلاميـة التجهيليـة التـي تـربـواعليهـا , وشـعـورهـم بـالنقص والتـقـزم امـام شجـاعـة وحكمـة وحنكــة ( نصـر الله والأســد ) وفعلهمـا المبدئـي , الـذي عـرى العـرب والعـربـان وعمـالتهـم , جـعـلـوا مِـنْ انفسهــم ببغـاوات تـردد مـا يقـال , وامعـات تـنقـاد وراء قطـيـع اســيـادهـا ,وخـنـاجـر تـقطـع اوصـال الأمــة بــاحقـادهـا . عـودة عـلـى اصـل السـطـور وغـايتهـا عنـدمـا راهـنـا عـلـى إيــران قـبـل ســنـوات وســنـوات وأجـزمـنـا بـأنهـا ( الـرهـــان الـرابــح ) ونـُـعـتنـا حـينهـا بـالصـفـويـيـن والـمتـذهـبيـن الطـائـفـييـن , ومـا يشيب لــه الـرأس مِـنْ النعـوت الـتي تـوهم اصحـابهـا واعتقـدوا إنهـا ســتـزعجـنـا , وعنـدهـا يكـون تــغييـر قـنـاعـاتنـا مـمكننـا فـي رئيهـم , وادارة اتجـاه بـوصلــة مـبـدئيـتنـا جــائـزا حـسب تـوهمـاتهـم , والانقـلاب عـلى انفســنـا ليس مســتحـيـلا فـي منظـورهـم القـاصـر , لـم نـكـن قــد بـنيننـا رؤيتنـا واســتقـراءنـا عـلـى بعـد مـذهـبـي , وانحـيـاز متـطـوفـن او تقـارب قــومـي , بــل عـلـى درايــة وعـلـم بـمبـدئيــة مـواقف طهـران واخـلاقـيـات التـزاماتهـا , واســـتقـراء دقـيـق لمـاهيــة الاســتراتيجيـات الايـرانيـة وطـرق تعـاطيهـا مـع حـلفـاءهـا واصـدقـاءهـا ,وبـراعـة مـسـؤوليهـا فـي ادارتهـم الهـادئـة وذات النفس الطـويـل وبدون انفـعـالات غيـر مبـرره لملفـات بـلدهـم الســيـاسيـة الداخليـة والخـارجيـة ,والاقـتصـاديـة والعســكـريـة , وقـدرتهـم علـى امتصـاص زخـم التحـديـات التي تـعـتـرضبنـاء دولتهـم القـوميـة , وتحـقق لشــعبهـم مصـالحـة وآفـاق تطـوره ووصـولـة الـى مصـاف الدول المتقـدمـة , ولنـا فـي الملـلف النـووي الســلمـي الـذي لـم تـتنازل عنــهالقيـادة الايـرانيــة , بـالـرغـم مـِنْ كـل مـا تعـرضت ولا تـزال طهـران مِـنْ حصـار واســتفـزاز وتهـديـدات , ومحـاولات اثـارة زعـزعـة اســتقـرار داخـلـي وعـزل تـأمـري عـن حـلفـاءهـا واصـدقـاءهـا .
ايـران انـتقـلت مِـنْ مـرحلـة احـتـواء الأزمــات الغـربيـة الصهيـونيـة المفـتعلــة ازاءهــا الـى مـرحلـة الهجـوم المقـابـل , حـيث غــزوة نـيـويـورك الدبلـومـاسيـة اذا صـح تـسـميتهـا ,التـي قــادهـا الـرئيس روحـانـي , و سحـب فيهـا أبســطـة اروقــة الجمعيـة العـامـة للامـم المتحـدة مِـنْ تحـت اقـدام الـرئيس الأمـريكـي اوبـامـا ورئيس وزراء اســرائيـل نـتنيـاهـو ,وركـل رؤسـاء وشـيـوخ البتـرول والعمـالـة العـربيـة علـى مـؤخـراتهـم , واثـبـت للعـالـم بـأســره إنْ ايــران رقمـا صـعبـا , ولا يمكـن الـى اي معـادلـة اقليميـة ودوليــة , إلا وأنْ تـكـون عـاملهـا المشــتـرك وعنصـر مـوازنتهـا , وعلـى المـراهـنيـين علـى ضـربـة امـريكيـة او اســرائيليــة الـى طهـران أنْ يـغسـلـو ايديهـم ( بســبـع شــطـوط ) , فـلقـد غـيـر الصمـود الســـوري الخـارطـة الدوليــة , واعـاد صـيـاغـة مـوازيـن القـوى فـي العـالـم مِـنْ جـديـد ,بعـد أنْ هـيمنـت عليهـا واشــنطـن لأكثـر مِـنْ عـقــد , ومـا كان جـائـزا لـه أنْ يحـدث قـبـل ســنتيـن ونصـف , اصـبـح مســتحـيـل التحـقق اليـوم , ولنـا بـالتهـديـدات الامـريكيـة والهـرطقـات الاوبـاميـة التي اعـقـبت فبـركـات كيميـاوي الغـوطـة الدمشـقيـة اقـرب مثـال عـلـى ذلـك .
|
||||||||
|