الرئيسية  /  كتاب وآراء

آن الأوان لانعقاد مؤتمر دمشق الوطني للإنقاذ .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان


دام برس : آن الأوان لانعقاد  مؤتمر دمشق الوطني للإنقاذ  .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان

دام برس:

لا بد من مقاربة الأمور السياسية من جذورها ، و المعضلة السورية تتلخص في الضياع و في خلط الأوراق الذي تمارسه كل جهة ، سواءٌ كانت في المعارضة أو الموالاة ، و إذا أردنا تحديد الحديث فلا بد من التأكيد على إجماع واحد يتلخص و من ناحية المعارضة بأن الأول و المخول بالحديث عن سوريا و مصائبها هي معارضة الداخل ، بكل صراحة  و نحن لا نتحدث الآن عن تقصير أو فشل مقصود توصم به معارضة الخارج ، إلا أن معارضة الداخل هي الوحيدة التي تعيش على أرض الواقع ، وهي الوحيدة المعنية بما يجري و ما يتعرض و تتعرض له مكونات المجتمع السوري من عسفٍ و إرهاب سواء كانَ من النظام أو من هم في حكم الموالاة ، أومن هم ضمن تصنيف المعارضة المقاتلة على الأرض ( و بتلاوينها المختلفة )  ، و يبقى ما يمكن أن نسميه المعارضة السياسية التي تؤمن بضرورة الحل السلمي تبقى الوحيدة التي تتميز بالقراءة الهادئة و بعد النظر و القدرة على التحليل المنطقي لما يجري ، لا شك أن جميع الإتجاهات على المستوى الدولي و الاقليمي  و في الداخل تعيش ضمن مياهٍ راكدة كونتها طبيعة الاتفاقات الأمريكية الروسية الأخيرة ، و التي لم تكن في يومٍ من الأيام معنية بمصلحة الشعب السوري و لا حتى مصلحة النظام الحاكم ، إذ أن ما تحقق لا يعدو أن يكون مصلحةً إسرائيلية بحته ، فقد تضافرت الجهود الأمريكية و الروسية على حدٍ سواء لإزالة كابوس سلاح الردع السوري ضد إسرائيل ، و دفع الثمن ضحايا غاز السارين بصرف النظر عمن أطلق العنان لاستعمال الكيماوي في سوريا ، هذا السلاح الذي كان يشكل لدى كل سوريٍ شريف حلماً للردع و التحرير في يومٍ من الأيام ، الذي يقرأ و يتابع ما يكتب يصل إلى درجة الإعجاب بما كان يخزنه النظام السورية من طاقات و قدرات كيماوية رادعة ، و التساؤل الأكبر رغم استحسان الفكرة ، عن ساعة الصفر التي كان من الممكن تحديدها لاستعمال هذا السلاح  و ضد من ، و من المؤكد أن ساعة الصفر لم تحدد لتتم التجربة في غوطتي دمشق   .

و في رأينا أن الجميع الآن بات في حالة استرخاء الآن سواءٌ الأمريكان أو الروس أو الإسرائيليين ، و حتى النظام بعد زوال كابوس الضربة الأمريكية  ، فقد انتهت قضية الردع السوري مع أننا ما زلنا نسمع من هنا و هناك من المحللين و أحياناً المنظرين أن سوريا لا زالت تملك الأوراق الرادعة بصورةٍ أو بأخرى ضد إسرائيل ، و لذلك فإننا نرى أنه لم يعد هناك حاجةٌ ماسة للإستعجال في عقد جنيف 2 و لن كون في مصلحة أحد ، و سبيقى السوريون يدفعون الثمن في قوافل الشهداء من ةكلِ حدبٍ و صوب ، و يبدو أن التوازن القلق سبقى سيد الموقف ، في اعتقادنا أن الورقة الوحيدة الرادعة التي يمكن أن تلوح بها سوريا ضد المؤمرات التي تحاك ضد شعبه تتلخص باستعادة الوحدة الوطنية لكل مكونات الشعب السوري التي يجب أن تتجسد في موقف حقيقي تجاه ما يحاك لهذه المنطقة من العالم ، و لكن هيهات هيهات ، فالموالاة في واد و المعارضة في واد و كلٌ يغني على ليلاه ، اليوم و في تفكيرٍ عميق يدفع إليه الحس الوطني الذي نؤمن بأنه موجود لدى المخلصين في كل التيارات السياسية في سوريا بكلِ تلاوينها و توجهاتها لا بد من التفكير في إنقاذ سوريا مما آلت إليه و لم يعد مقبولاً من أي جهة التفرد بالمكرمات الوطنية  و كيل  الاتهامات للجهات الأخرى ، مسؤولية الوطن و حمايته تقع على كاهل جميع أبناء الوطن و لا يحق لأيِ فئةٍ أو جماعة التصدي لحماية الوطن بمفردها ، لقد أثبتت الأيام أن من يعيشون في الداخل هم الأقدر على معرفة مشاكلهم و طريقِ حلها ( و أهل مكة أدرى بشعابها ) ،المرحلة تقتضي بكل أمانه توحيد معارضة الداخل في جبهةٍ وطنية لإنقاذ سوريا ، و لا بد من التوقف عن الإدعاءات من كلِ هيئة و فصيلٍ و تشكيل بتمثيل المعارضة في الداخل السوري، و إذا تشكلت تلك الجبهة فمما لا شك فيه أنه لن يكون أمام النظام أو فلنقل الموالاة ما تدعيه عن تشتت المعارضة ، و عدمجاهزيتها للجلوس على طاولة المفاوضات  ، و سواءٌ انعقد جنيف 2 أم لم ينعقد ، نقول أنه آن الأوان لانعقاد مؤتمر دمشق الوطني للإنقاذ  في القريب العاجل و تحت إشراف المبعوث الأممي  ، و لننس جنيف وأخواتها فهي في جميع الأحوال و مهما بلغت انسانياتها لن تكون في خدمة سوريا   

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=32401