الرئيسية  /  كتاب وآراء

الأهداف الأميركية في سورية تخدم التفوق الإسرائيلي والنفوذ الأميركي في كذبة طويلة سميت تحقيق حرية الشعب السوري .. بقلم: العميد فايز منصور


دام برس : الأهداف الأميركية في سورية تخدم التفوق الإسرائيلي والنفوذ الأميركي في كذبة طويلة سميت تحقيق حرية الشعب السوري .. بقلم: العميد فايز منصور

دام برس:

سورية اليوم صامدة كالقلعة بمواجهة  تحالفات دمويةتعبر عن تقاطع مصالح أطراف خارجية ومنها العدو الاول اسرائيل وامريكا التي تعودنا على نظرياتها الدموية فهي تلوم الضحية وتبرِّئ الجاني.وتريد خدمة الشعب السوري بثمن سياسي وعسكري يكافئ تجريد بلاده من سلاح استراتيجي بنتْه بجهود أبنائها وأموالهم. وهذا مثل الضربة الانسانية المزعومة التي كانت ستفعلها  ادارة براك حسين اوباما

فامريكا هي من اسست تحالف اعداء سوريا عبرمعارضة خارجية وعملاء متأسلمين بالزي الجهادي ومرتزقة يدعون الثورية حيث يسعى كل منها لمصلحته الشخصية دون أي اعتبار لمصلحة الشعب السوري اما المعارضة السلمية الناضجة فهي غير منخرطة بالعسكرة  وبالانظمة المعادية لسوريا

إن ما يجري في سورية يدفعنا للنظر في الأمر ضمن رؤية إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة سورية الدولة والمجتمع والتاريخ ، فالتدخل الغربي بسوريا بعيد كل البعد عن الثورة الشعبية ،وهو مشابهة للثورة العربية الكبرى التي اضاعت فلسطين وقسمت الوطن العربي  وما يجري الان لا هو عربي حيث عناصرالتدخل الخارجي أكثر حضورا من حضور الشعب،وحيث البعد الإسلامي المتطرف يُغيب البعد القومي بلالوطني أيضا.

والسؤال هنا كيف بدأت الثورة سلمية خالصة،ثم تحولت إلى عسكرية، وكيف ولدت و كبرت التنظيمات الإسلامية المتطرفة،؟؟وكيف اصبح جهاد النكاح وحبوب الهلوسة امرا طبيعيا ؟؟

في سورية يوجد تحالفات عجيبة من حيث تركيبتها ونوعيها، تركية اسرائيلية  وقطرية وسعودية وفرنسية بريطانية تعاونوا بتسليح وتمويل وتدريب فرق موت من شتى المنابت

وهذا التحالف الذي يقاتل النظام السوري - هووعاء يجمع  بين إسرائيل، وجماعة النصرة(تنظيم القاعدة)، والإخوان المسلمين، ،وجعجع والحريري الخ - . فما الذي يجمع هؤلاء ؟ وماأهدافهم ؟ ؟ وفي حالة سقوط الدولة السرية لا سمح اللة ... فما هو القاسم المشترك الذي سيوحد هؤلاء حولالنظام الجديد ؟ هل سيطبقه الجيش الحر الجناح المتعاون مع الاستخبارات الاسرائيلية او جماعة النصرةوداعش التي تنحر معارضيها بالسلاح الأبيض؟ وأين سيذهب عشرات الآلاف من المقاتلين الإسلاميين غيرالسوريين عندما تضع الحرب أوزارها ؟. 

والاعجب ما يجري في سورية عزز من حضور جماعات تنظيم القاعدة التي ما زال الغرب وكل الدول العربية يصنفونها كجماعات إرهابية، كان الحديث في بداية الحراك يدور حول الاصلاح ، فهل هدف هذاالتحالف الذي يقاتل في سورية يؤمن بالديمقراطية والحرية ويريد تأسيس نظام ديمقراطي؟ هل قطروالسعودية والمغرب ودول الخليج على درجة من الديمقراطية بحيث لا تقبلأن تتعايش مع أنظمة عربية غير ديمقراطية كنظام بشار الأسد ؟ وعن أي إسلام وشريعةودولة  اسلامية يتحدثون و سوريا سباقة بالطقوس الدينية بخاصة الصلوات المتنوعة والابتهالات والاحتفالات الدينية وإعطاء دروس الوعظ.وبها اكثر جوامع وكنائس العبادة وفيها من الائئمة والعلماءوالنخب المثقفة اكثر من عدد امراء وحكام  وجيوش الخليج ؟

وهل تنظيم القاعدة يحشد ويقاتل في سورية ويجمع عناصره من كل دول العالم ليخترق الحدود لأن تنظيم القاعدة تنظيم ديمقراطي وديمقراطيته تجعله يرفض الصمت على وجود نظام غير ديمقراطي في سورية وبالتالي يقاتل هناك من اجل الديمقراطية؟ 

هل إسرائيل وواشنطن والغرب عموما يستفزهم غياب الديمقراطية في سورية فقرروا مساعدة الشعب السوري المغلوب على أمره ... بقصفة بالهاونات والسيارات المفخخة وخطف المطارنة والهجوم على بلدة معلولا وقتل الشيوخ وضرب مكونات اقتصاد الشعب السوري.. كل هذا من اجل تأسيس نظام ديمقراطي في سورية؟ على ايدي جيش الدفاع الاسرائيلي والبنتاغون والناتوا و حلفائهم بالجامعة العربية وها هو الحنون  الناعم الاسرائيلي شمعون بيرز يقول الان ان ما يحدث بسوريا هو عقاب لها  لانها لا تعترف باسرائيل ولاول مرة يصدق هذا الثعلب الكذاب ؟

فهو مثل سعود الفيصل صاحب ...الكذب الانتقامي  وما يغيظة ان سوريا محتلة بديمقراطيتها ؟ على الاقل  انهالا تفتح عاصمتها للهوان الامريكي والاسرائيلي ...وهل الديمقراطية غائبة في سورية وحاضرة فيغيرها من الدول العربية الحليفة لواشنطن والغرب التي لم تصلها رياح الثورة ؟ مثل دول الخليج سؤال برسم امراء الخليج

قد يقول قائل إن الأمر لا يتعلق بالديمقراطية فقط، بل لهعلاقة أيضا بالدفاع عن الإسلام في مواجهة نظام علماني متحالف مع الشيعة، وأن جماعات الإسلام السياسي تقاتل من اجل سورية مسلمة أو تحكمهاالشريعة!

ولكن عن أي إسلام وشريعة ودولة  اسلامية يتحدثون؟ هل يريدون سورية مسلمة على طريقة حكم طالبان وداعش والغبراء وتعاليم تنظيم جهاد النكاح وسواطير القاعدة ؟ 

أم يريدون سورية مسلمة على الطريقة السعودية الصحراوية التي حكمت بالسيف الاملح واحتلت بلاد نجد والحجاز برعاية بريطانيا او على طريقة المستؤجرالقرضاوي والعريفي؟  أم يريدون سورية إخوانية كالنموذج الليبي والمصري السابق ؟ وهل حكمالدين والشريعة مطبق في كل العالم العربي والإسلامي ولم يتبق خارج الأسلمة إلا سورية عاصمة بلاد الشام ؟وهل وقفة واشنطن والغرب مع المعارضة السورية تعتبر وقفة في سبيل الله وفي سبيل مهد المسيح علية السلام ؟

ربما يعن للبعض الزعم بأن التدخل في سورية والدعوةلإرسال الكتائب والجماعات المسلحة لسورية كما طالب المجتمعون الذين عينتهم بالرشاوي السعودية وقطر في المؤتمر الإسلامي ممن يسمون أنفسهم بـ (الدعاة) وهم يتحدثون في مجالسهم عن المراة والجنس والطبيخ اكثرمن الدين والسؤال هنا كم عدد زوجات كل منهم ،وهل هذا يدخل في باب الجهاد! ومن اين يحصلون على معاشاتهم.... هؤلاء الدعاة ومنهم قادة في جماعة الإخوان المسلمين

الهدف الحقيقي لهذا التحالف الذي يقاتل فيسورية

هو وجود دول وقوى عربية تمانع وتقاوم كل من يقف في وجهة امريكا واسرائيل وهاهو بندربن سلطان وكيل ال سعود يوظف علاقاته المتشعبة مع الشخصيات واللوبيات والاحزاب في الولايات المتحدة بما فيها شركات النفط والسلاح، بل ويحتفظ بعلاقات قوية مع(أيباك) معقل الصهاينة وجماعة الضغط الكبرى، واحدأهم المؤسسات التي تساهم في صنع الرؤساء الأمريكان المتصهينين

حلفاء امريكا واسرائيل يعملون ويساهمون

بانهاء القضية الفلسطينية تماماً، وإلغاء الى الابد مايسمى بالمقاومة الفلسطينية وتنظيماتها المسلحة.انهاءمحور الممانعة (سوريا– حزب الله- حماس).

تقزيم الدور الإيراني وكبح تطلعها كقوى إقليمية كبرى،وتقييد منظوماتها التسليحية والنووية،

ابقاء العراق ضعيفاً الى زمن قابل طويل، وربمايصل الى حد الى العبث بالاردن- التي تظل بحاجة الى المال البترو دولاري.

التوافق مع أميركا واسرائيل ودول الغربالأخرى، على قيام ديمقراطية في دول المنطقة من خلال البوابة الوهابية السلفية، طالما أن هذا لايضر بمصالح وأهداف واستراتيجية أميركا– اسرائيلفي المنطقة طالما أن هذه الديمقراطية، هي مجردانتخابات شكلية تقدم مشروعية للوثوب الى السلطة،وهي في جرد الحساب النهائي هي ديمقراطية (غيرحقوقية– غير متسامحة - رثة- تابعة- فوضوية بل عميلة).مثل نظام السعودية تماما

ومن الواضح أن كلا من هذه الأهداف الأميركيةفي سوريا يخدم التفوق الإسرائيلي والنفوذالأميركي بالدرجة الأولى، في كذبة طويلة سميت تحقيق حرية الشعب السوري

ان ال سعود مثلهم ال حمد وامراء الخليج المتنفذين يحرصون على تنفيذ المخطط الأميركي– الاسرائيلي، فهم يحرصون على دفع عوامل التغيير خارج رمال صحراء مملكتهم واماراتهم ومشيخاتهم ، التي بدأت رياحها تهب عليها رويداًرويداً، واضحت على حدودهم، 

وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=32174