الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

رسالة من سورية الجريحة المنتصرة إلى صبرا وشاتيلا .. بقلم: مي حميدوش


دام برس:

في صباح السابع عشر من أيلول عام 1982م استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف أعداء الإنسانية من صهاينة وخونة فانضم الجيش الإسرائيلي إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد  صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن.

لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا آخر المجازر الصهيونية لأننا في الجمهورية العربية السورية نشهد مجازر يومية ترتكب بحق الشعب والجيش السوري على يد عصابات الغدر الإرهابية الممولة عربيا والمدعومة إقليما وكل تلك المجازر تجاوزت مجزرة صبرا وشاتيلا بشاعة ودموية.

مذبحة صبرا وشاتيلا بدأت في الخامسة من مساء السادس عشر من أيلول حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب في ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين .

48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة  أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة  ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني والمئات من أبناء الشعب اللبناني.

أما المذبحة في وطني فهي مستمرة منذ عامين ونيف وأعداد الشهداء تجاوزت عشرات الآلاف وكلهم قتلوا لأنهم أحبوا وطنهم وآمنوا بقائدهم وبمعتقدهم، ذنب أبناء وطني أنهم آمنوا بالمقاومة طريقا للتحرير.

من صبرا وشاتيلا إلى جسر الشغور مرورا بالحولة إلى حطلة إلى ريف اللاذقية وإلى وإلى الممول واحد والمجرمون متعددون الوجوه ورغم ذلك لابد للحق أن ينتصر وسورية ستبقى قلعة للمقاومة عصية على المعتدين.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=31947