دام برس: كل الشهداء عظام ولكل شهيد قصة بطولة وفداء ولكن لبعضهم خصوصية في مثل هذا اليوم هاجر طائر أيلول إلى السماء السابعة لم يكن يوما عاديا وكذلك من استشهد لم يكن شخصا عاديا. من جنوب لبنان و في جبل الرفيع اشتبكت وحدة من المقاومة الإسلامية مع وحدة من الجيش الصهيوني وفي عملية عسكرية ارتقى عدد من رجال الله شهداء إلى الآن هذا خبر اعتاد سماعه أهل المقاومة. كيف لا و حزب الله خاض مئات العمليات ضد الكيان الصهيوني في حربه المقدسة لتحرير الأراضي المغتصبة وقد مضى في هذه الحرب مئات الشهداء. كان متحمساً جداً للشهادة أطلق الرصاص من رشاشه متقدما نحو الصهاينة وهو يصرخ ( الله اكبر ) لحظات وخفت الصوت تدريجيا، وقد وضع يده على خاصرته اليسرى حيث أصيب بطلقة نارية ثم أصيب بشظية أخرى في رقبته وهوى إلى الأرض فانغرست أصابعه بين التراب خاطب من حوله هذا يا جبل الرفيع ، دمي فاجعل ترابك كفني وأغمض عينيه، وعرجت روحه مسرعة نحو السماء. "إن رحل هادي فأنت الذي تصبرني ، ولكن أخبرني أنت من ذا الذي يصبرك من ؟! " فأجابها بطمأنينة : " الله هو الذي يصبرني ". هذا هو سماحة السيد حسن نصر الله والد الشهيد البطل هادي نصر الله وبالكلمات التالية خاطب سماحته جمهور المقاومة " إنني أشكر الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه ، أن تطلع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتي فاختار منها شهيدا ". لم يعد من الشهيد هادي سوى ثيابه، وكتاب الدعاء الذي يرافقه في رحلة الحياة والجهاد وخاتمه العزيز الذي كان يلبسه في المهمات الصعبة وبقي جسده محتجزاً لدى القوات الإسرائيلية وبعدها عاد هادي ليرقد في المكان الذي طالما زار الشهداء فيه وقرأ على أضرحتهم سوراً من القران الكريم عن أرواحهم الطاهرة عاد ليسكن وردةً بينهم، يفوح منه عطر الشهادة. رحل هادي تاركاً في القلب دمعة، تحفر على جدران الذكريات كلمات لا تنسى ومشاهد لا تمحى، فصفحات حياته ستبقى على مسرح الوجود أُمثولة للسائرين نحو الله فسلام عليه يوم ولد، ويوم اشتم رائحة والده النبوية، ويوم سار في درب المجاهدين ويوم عانق جسده الطاهر تراب جبل الرفيع ويوم يبعث حياً نوره يسعى بين يديه.
|
||||||||
|