دام برس:

إن منتدى من أجل سوريا، رابطة الأمة الحرة، و جمعية سفح القلعة العاملة على الساحة الهنغارية  تصوغ بهذه المناسبة موقفها المشترك فيما يتعلق بالعدوان العسكري الذي تنوي القيام به الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا. ولهذا أهميته الخاصة، نظراً لأن الحكومات الهنغارية المتعاقبة اعتادت أن تقدّم دائماً خدمات مبالغ فيها إذا ما تعلّق الأمر بالولايات المتّحدة الأمريكية.
لقد ذكر وزير الخارجية الهنغاري بفخر أنّ هنغاريا كانت من أول الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية الشرعية، و علّقت عمل السفارة السورية في بودابست و اعترفت بما يسمّى بالإئتلاف الوطني السوري الذي يشكل غطاءً للمعارضة المسلّحة.
إن جزءاً كبيراً من التمرّد يقوم به مجموعات أجنبية إسلامية متعصّبة و مرتزقة يقتلون مواطنين سوريين أبرياء بناءً على أسس عرقية أو مذهبية.
لقد أعلنت الولايات المتحدة في السابق الحرب على المنظمات الإرهابية، ورغم ذلك فإنها و منذ عامين و نصف تقوم بدعم المتمردين المرتبطين بالقاعدة بالسلاح و المال. و مع ذلك فإنه و رغم هذا الدعم الخارجي لم تحرز هذه المعارضة المسلّحة نجاحاً مستمراً، و هذا يعني أنها تتمتع بدعم قليل من المجتمع لما تمثّله من وجهات نظر متزمته.
حان الوقت لأن نقول بأنه و في سوريا الآن لا تخاض حربٌ تحررية من أجل أسس الديمقراطية، بل يمارس دمار إرهابي بلا حدود. إن وحشية المقاتلين المتمردين في سوريا تفوق الوصف. يدمرون الكنائس، يغتصبون النساء، يقتلون الرهبان، يأكلون قلوب الجنود القتلى، يقتلون و يطردون المسلمين المعتدلين و المسيحيين و الأقليات الأخرى و يضعون أيديهم على ممتلكاتهم.
إن السبب المحدد الآن للتدخل العسكري، ما هو إلّا حجة تستند على أسس واهية. إنه إثارة للحرب.
إن الولايات المتحدة تلعب مجدداً ورقة السلاح الكيماوي، و هي نفس الورقة الرابحة في حالة غزو العراق أيضاً على الرغم من أن المخابرات المركزية الأمريكية إعترفت لاحقاً بأنهم لم يجدوا أية أسلحة كيميائية أو بيولوجية في البلد الذي احتلوه.
لذلك لا نستغرب أنّ الكثير من الدول العظمى تقف ضد الحرب مثل روسيا، بل أنّ إثنا عشر بلداً أوروبياً و أطلسياً ترفض الحرب بالإضافة إلى صديقتي الولايات المتحدة بريطانيا و إيطاليا و كذلك اليونان و كندا.
منذ قرابة العام طلبت سوريا من مجلس الأمن أن يرسل مراقبين لتفحص بعض الحالات التي يعتقد فيها بأن المعارضة السورية قد استخدمت فيها غاز السارين منها منطقة قريبة من مدينة دمشق. كما أنّ الحكومة السورية أرسلت 420 رسالة تتضمن قسوة الجرائم   و انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها المعارضة،  و لم يحرك مجلس الأمن ساكناً لذلك.
لقد كانت ردة  الفعل السياسية و الإعلامية كبيرة على استخدام السلاح الكيماوي فقط عندما وصل مراقبو الأمم المتحدة إلى سوريا. و لذلك فإن افتراض أن يكون استعمال السلاح الكيماوي قد جرى من قبل المعارضة هو الصحيح، و قد تمّ ذلك من أجل الإستفزاز.
إن حكومة الرئيس بشار الأسد قد بنت بشكل مثالي النظامين التعليمي و الصحي بشكل نموذجي، و أمنت حق ممارسة الشعائر الدينية للطوائف المتعددة، و إذا ما حققت المعارضة انتصاراً نتيجة الدعم الغربي فإنّه من المتوقع أن يحدث تراجع كبير في هذه المجالات.
من أجل ذلك كلّه نطالب الحكومة المجرية بأن لا تساعد بأي حال من الأحوال العدوان على سوريا و أن تدين الأعمال الوحشية لللإئتلاف الوطني السوري و أن تعيد علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع سوريا، ليس فقط لأنّ الأخلاق المسيحية تتطلب ذلك بل أيضاً لأنّ العقل الحكيم يملي عليها ذلك.