الرئيسية  /  كتاب وآراء

مـا بـعـد غــُـمــة الســبــع زائـــد واحـــد .. بقلم: د. احمد الاســدي


دام برس:

قــطـع ابــو مجـحـش خـلـوتـــه  ... أبــرق مـيـشــــال شــــكـوتــــه ... ارتــدى ابن البريطانيه بــزتـــه ... خـلـع كـاميــــرون ســــتــرتــه ... وقــــال شــــبـل الأســـد كلمتـه

انــفض عـرس واويـــة بـلفـاســت الـذي تـراقـص علـى وقــع طـبـول انـعـقــاده كــل مـَنْ كــان يـُـمنــي نـفســـه المـريضــه بقــرارات فــرض حظـر جــوي فـي ســـوريـة وشــن حـرب عليهــا , وذهـبـت مـع انفـضـاضــه اوهـام دق نـواقـيس الغـزو و قـرع طـبـول الحـرب التي كـان يــنتظـرهـا الحـاقـديـن وهــم كــُــثــر .

الغـرب الامريكي يـبـدو مـنـفـصـلا عـن واقعــه بمـراهـنـتـه اللعـب علـى ورقــة ازدواج الخطـاب اللفظـي والفعـل الـواقعـي , فـمـن جـانـب لا يـتوانـى الامـريكـان وتـابعيهـم بالتبـاكـي علـى نــزيــف الـدم الســوري والحـرص علـى امـن ســوريـة واســتقـراهـا ,حـيث التصـريحـات الـمجـتـره يــوميــا وبيـانـات المـؤتمـرات والتـحذيـرات والتهـديـدات والدعـوات الـى ضـرورة ايـقـاف هـذا الـنـزيـف , ولـكـن مِـنْ الجـانب الآخـر فـإنَ  فـعلــهم علـى الارض ومـا يحيكــه سـاســتـهم خـلـف الكـواليس معـاكس تمـامـا , فالـدعـم المـالـي والاســتخبـاراتــي الـتجـسيسـي واللـوجـيسـتي والمعـلومـاتي والتســليـحـي والســـيـاسـي , ودفعــهم وبـالتعـاون مـع حـلفـاءه فـي المنطقـة مِـنْ عـرب واتــراك بـقـوى الارهـاب الكـونـي الـى الـداخـل الســوري , واصــرارهم علـى اجـهـاض اي جهـد حـقيقـي لـوقـف الحـرب الدائرة علـى الارض الســوريـة , بـل امعـانـهم فـي صـب الـزيت علـى نـارهـا مِـنْ خـلال ادعـاءات الاسـلحـة الكيميـاويـة تـاره , وعبـور الخـطوط الحمـراء تـارة اخـرى ,  واســتثـارتهم عبـر عمـلاءهم وادواتـــهم للبعـد المذهـبـي والطـائفـي في سـوريـة ولبنـان والعـراق يـثـبت ازدواجيــة خـطـابـهم وفعلـهم .

تـصـعيـد المـواقـف تــاره والانـقـلاب عليهـا تـاره اخـرى الـذي اتســم بــه الخـطـاب الامـريكـي الغـربـي واللجـوء فـي بعـض الاحـيـان الـى الادوات الأقـليميــة  لأداء هــذا الــدور فـي هــذا الـوقـت بـالـذات يعـود اولا وآخـرا الـى تـكـتيكـات منـع حـدوث قصيـر ثـانيـة لعصـابـات ارهـابهـم ومعـارضتهـم المسـلحـة فــي حـلــب , لأن هـذا الأمـر سـيـكـون بمثـابـة ســقـوط آخــر اعمـدة مشـروعهـم , وذهـابهـم الـى جـنـيـف 2 بخـف حـنيـن وايـادي فـارغــة مـن كـل اوراق تـفـاوضيـة تسـاعـدهـم علـى الأقــل تمـريـر شـيء مـا يحـفـظ لهـم مـا قـد بقـي مـن مـاء علـى وجـوههـم وحـلفـاءهـم الـذيـن دفعـوا الكثيـر الكثيـر عـنـدمـا راهنـوا علـى اســقـاط الـدولـة الســوريـة وشـل جســد المقـاومـة وعـزلهـاتحـت مـطـرقـة الارهـاب التكفيـري العـربي من جهـة , وارهـاب الاحـتلال الصهيـونـي مـن الجهـة المقـابلـة .

مـا بــدأ بـالقصيــر يجـب أن لا يـتـوقـف عـنـدهـا , وحـلـب يجـب أن تكـون الصفحـة الثـانيـة لنصـر القصيـر بـالــتـوازي مـع الانـفـتـاح مـع رغـبـات الحـلفـاء والاصـدقـاء الـروس والايـرانييـن بالـذهـاب الـى جـنـيـف لحـوار مـع معـارضـة وطنيـة تـؤمـن بسـوريـة ديمقـراطيـة مـوحـده لا مكـان فيهـا للتكفيـر والارهـاب ومـرتهنـي القـرار لأجـنـدة الخـارج ,  وليس التفـاوض علـى مـرحلـة مـرسـومـة خـرائطهـا ســلفـا لصـالـح المشـروع الصهيـو امـريكي المتخـادم مـع الارهـاب التكفيـري والعمـالاتــي العـربـي .

al_asadi@aol.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=28880