Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_nc7u7i2pvdc9o3st5eki0k2up3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  أخبار

الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع لدام برس: دين الإسلام هو دين الناس كافة .. والتعايش السلمي بين أطراف المجتمع السوري أمر لابد منه


دام برس : الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع لدام برس: دين الإسلام هو دين الناس كافة .. والتعايش السلمي بين أطراف المجتمع السوري أمر لابد منه

دام برس:

قال الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع رئيس مركز الراسات للوحدة الاسلامية في بلاد الشام  لدام برس , إن الوحدة والمودة واللحمة بين أبناء المجتمع والشعب الواحد هو من أساس القوة والتغلب على أعداء للوطن وللأمة، والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد بشتى أطرافها هو جزء لا يتجزأ من هذا الدين، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾[3/آل عمران/103] وهذا التعايش يذكرنا لما قدم حبيبنا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم المدينة المنورة غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم فأقام معاهدة معهم تنص على السماحة والعفو والتعاون على الخير والمصلحة المشتركة وحافظ الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على هذا الميثاق التعايش السلمي.
إن التعايش السلمي بين أفراد المجتمع هو خلق من أخلاق الإسلام، لأن هذا الدين لا ضرر ولا ضرار، وهو خلق اجتماعي أيضا، وهذا من أساس هذا الدين الحنيف، فالوحدة واللحمة والمودة لا يتحقق إلا بتوافر نعمة السلام بين أطياف الشعب الواحد، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات ؛ لأن السلام ضد الحرب ، يعني الحب والوئام والمودة والتسامح والاطمئنان والرخاء ، وهو عكس التناحر والتحاسد والتشاجر والتنافر والتباغض، فما أروع أن يستشعر مجتمع ما بنعمة السلام! وإعلاء لمكانة هذه النعمة العظيمة وأهميتها للمجتمع الإنساني ركز عليها المنهج القرآني؛ إذ وردت بمختلف اشتقاقاتها أكثر من ثلاثين مرة، صفة لله تعالى ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾[59/الحشر/23]، وصفة للأنبياء والرسل ﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ  ﴾[37/الصافات/181] وصفة للمؤمن ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾[4/النساء/94] وصفة لليلة القدر ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾[97/القدر/5] وصفة للجنة ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[6/الأنعام/127]، وتحية المسلمين في الدنيا "السلام عليكم ورحمة الله" وتحية المسلمين في الجنة ﴿ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾[7/الأعراف/46] وتحية أهل الجنة لربهم ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾[10/يونس/10] وتحية الله لأهل الجنة ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾[36/يس/58]؛ ومن أجل هذا فإن الله أمرنا أن نبذل ما نستطيع لننعم بهذه النعمة السلامة ، يقول تعالى: ﴿ إِنْ جَنَحُوْا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَاْ ﴾، هنا أمر بالسلام الاجتماعي، وهذا مسئولية صانعي القرار في الدول، ومطلوب هذا السلام عن التعايش السلمي بين أفراد المجتمع الواحد، وهو مسئولية كل إنسان يعيش فوق تراب هذا الوطن الغالي؛ ولأهميته أشار إليه رسول الله ورغّب فيه كثيرا؛ منه قوله: فيما أخرجه الإمام مالك في الموطأ، كتاب أبواب السير، باب رد السلام (3/394)، رقم الحديث (911) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: « السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم » ويقول أيضا: « إن في الجنة غرفا من ألوان كلها يرى ظاهرها من باطنها ويري باطنها من ظاهرها؛ فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر. قالوا: لمن تلك ؟ قال : لمن أفشى السلام ... ». وسيادة السلام يقتضي على مستوي الأفراد وبين أطراف المجتمع .
والتعايش بالسلامة  بين الناس ينتج المحبة والمودة ؛ لأن بدون تلك السلامة لا يمكن أن تجتمع القلوب، ولا أن تتساوى الأفعال، لابد من المحبة حتى لو حصل بينك وبين أخيك المواطن سوء تفاهم فحاول أن تزيل أثر سوء التفاهم هذا حتى تعيد المحبة التي بينك وبين أخيك، فالتعايش السلمي مطلوب في المجتمع على من تعرفه وعلى من لا تعرفه هو المقصود الأعظم لإيجاد التعارف بين الآخرين, فالإسلام إسلام التعايش والتآخي والمحبة والوئام لا إسلام التناحر والتشاحن، وفي هذا الشأن قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾[21/الأنبياء/92] ونظير هذه الآية: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾[23/المؤمنون/52] وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [49/الحجرات/13]
ولذلك شرع الإسلام إفشاء السلام بين الناس لزرع المحبة والمودة بين المسلمين وغيرهم من الناس،  فيما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان أنه ... وأن محبة المؤمنين من الإيمان وأن إفشاء السلام سبب لحصولها (1/74)، رقم الحديث (54) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «  ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ».
إن دين الإسلام هو دين الناس كافة، وهو الدين الذي يُراعي مصالح الإنسان، مادامت متوافقة مع ضوابط الشرع الحنيف. ولذا عاش الناس في ظله في سلام وأمان لعقود طويلة، بقي فيها التعايش السلمي بين الناس هو المظلة التي تجمع المسلمين وغير المسلمين، وفق ضوابط وقيم تدور في ظل نظام يحترم الإنسان ويقدّره.
الإسلام هو دين التعايش السلمي بين الشعوب، وهو الذي يحث على حفظ كرامة الإنسان، ويحرص على احترام حقوق المسلم وغير المسلم، في منهجية قائمة على العدالة والمساواة، واستيعاب جميع البشر ضمن مبادئ إسلامية رفيعة. وفي بيان نظرة الإسلام إلى التعايش بين الشعوب، وجانب من المبادئ الرفيعة التي يحث على التحلي بها، وصولاً إلى تحقيق تلك الغاية الإنسانية النبيلة
إنّ التعايش السلمي بين بني الإنسان لا يقوم إلا على أُسس راسخة وقيم عظيمة تُبنى لمصلحة البشر، ولا يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون السماء الذي أرسل به خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فهو قانون يهدف إلى صون البشرية جمعاء وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس.
لقد خلقنا الله تعالى، وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم الإنسان، وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام واستقرار. وما أحوج العالم اليوم إلى تدارس تلك القيم والضوابط والأخذ بها حتى يتفرغ الإنسان لأداء رسالته التي خُلق من أجلها وهي عبادة الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض. إنّ الناس في حاجة إلى بث ثقافة الرحمة من أجل تحقيق التعايش السلمي الذي هو من أهداف نشر الإسلام بين الشعوب والأُمم، وهذه هي فلسفة الإسلام في التعايش لأنّه أوصل الإنسان إلى العيش في ظلال مبادئ عظيمة منها التعايش السلمي بين بني البشر، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل، وجعل من مبادئ حياته أن يرحم القوي الضعيف بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من معنى، وهنا تظهر قيمة التعايش السلمي بين كل طبقات المجتمع،
فالإسلام يدعو إلى التعايش السلمي بين الشعوب، وإلى التعايش السلمي بين أفراد الشعب الواحد بدعم التنمية البشرية بوسائلها الصحيحة، ويتضح ذلك من خلال توجيهات رسول السلام والإسلام والمحبة سيدنا محمد به عبدالله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي يقول: فيما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (4/1996)، رقم الحديث (2580)  عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: « من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ».
. وكما يقول أيضا فيما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الساعي على الأرملة (5/2237)، رقم الحديث (5660) عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال: «  الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل ».
وهكذا فقد امتاز الإسلام برعاية الإنسانية ، فبسط الله تعالى به روح الانتماء بين البشر، وألف به أبناء الفئات المختلفة، ونشر به روح العدل والإحسان بين الناس كافة. وحفلت الثقافة الإسلامية بمنظومة متكاملة ترعى مسيرة التعايش بين الشعوب والقبائل، وتجمع في رياضها شتى العروق والفصائل، وتضفي عليها محاسن الأخلاق، وأحسن الشمائل، كل ذلك في سبيل أن يحيا الإنسان حياة طيبة شعارها السلام، ومنهجها وفكرها لا يحيد عن الإسلام.
إنّ التعايش أواصره كثيرة، وسبله وفيرة، والعاقل من أدرك أنّ الحياة تسع الجميع، وأنّ العمر لا ينبغي أن يضيع في ظلال الخلاف والتنافر والتناحر، وأنّ الإسلام بعث الله به الأنبياء، وألف به بين شعوب الأرض، وأصلح به السلوك، فمنه وإليه المحتكم، وبه تصلح النفوس لتتقبل التعايش مع الآخر على ضوء ضوابطه ومقرراته وسعة رحمته واتساع معالجاته. فالإنسان الحق هو من قام بحق الإنسانية وحفظها لأبناء جنسه، والمسلم الحق من حفظ للإنسانية حقوقها، وبادلها بالرأفة والشفقة والإحسان أسلوب الحياة، وسعى في نجاتها بما أتاه الله من طاقة ورحمة وعقل وإيمان، وقدم للبشرية قدوة في أخلاق الإسلام وسعة رحمته وعدالة مبادئه.
نظراً لأهمية هذا التعايش من منظور الإسلام، أشاع رسول الله (ص) لغة الحب والوئام والألفة والود بين الناس، والتي تتمثل في قوله صلى الله عليه وآله وصحبه مسلم، فيما أخرجه الترمذي في سننه، كتاب البر والصلة (4/339)، رقم الحديث (1956) عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: « تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ».
يقول العلماء إن كل وجه يحمل خلفه متاعب الحياة، والإنسان إذا نظر إلى أخيه في الإنسانية والدين، وتبسّم في وجهه، أدخل عليه السرور وأذهب عنه الحزن، ولو لفترة قصيرة. المهم أنه تبسّم وأنه كان السبب في إظهاره الفرح. لذلك ينال الأجر والثواب، لأنه خفف من أحزان الآخر الذي هو أخوه في الإنسانية وأظهر له الود. فينتج عن ذلك التعايش السلمي بين الشعوب، الذي هو أصل التنمية البشرية، التي ينبغي أن نحافظ عليها لتنعم الشعوب كافة بالأمن والأمان، من خلال التراحم والتكافل الاجتماعي العام، تحقيقاً لقول الرسول الأعظم، فيما أخرجه الترمذي في سننه، كتاب البر والصلة،  باب ما جاء في رحمة المسلمين  (4/323)، رقم الحديث (1924) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: « الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ».
ومدح الإسلام كثيرا ورغب عن الوحدة والاعتصام واللحمة الوطنية والجماعة والرص الصف والتعايش السلمي بين أطراف المجتمع، وذم الشتات والتفرقة والتنافر والتنازع، وبعد حثنا وحض الله تعالى علينا التعايش السلمي وعدم التنازع والشتات، ألا تراه يقول في التنزيل العزيز: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ﴾[8/الأنفال/46] وقوله: ﴿ وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾[3/آل عمران/103] فمن فارقهم خالف أمر الرحمن فلزم الشيطان. قال أبو شامة رحمه الله : جاء الأمر بلزوم الجماعة.
الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع رئيس مركز الراسات للوحدة الاسلاميةفي بلاد الشام

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=26953


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_nc7u7i2pvdc9o3st5eki0k2up3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0