الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

سورية لن تقبل ببرادعي جديد والسيادة خط أحمر .. بقلم : مي حميدوش


دام برس : سورية لن تقبل ببرادعي جديد والسيادة خط أحمر .. بقلم : مي حميدوش

دام برس:

منذ مدة ليست ببعيدة بدء الحديث حول ملف السلاح الكيمائي في سورية وبأن دول الغرب تخشى أن يتم استخدام هذا السلاح أو الاستيلاء عليه في ذلك الوقت كانت خطة الغرب تعتمد على سيناريو الحرب على العراق بحجة امتلاكها أسلحة دمار شامل وتم احتلال بلاد الرافدين ليكتشف العالم بأن تلك كانت مجرد خدعة لتسهيل عملية الاحتلال.

اليوم وبعد ان استخدمت العصابات المسلحة السلاح الكيميائي في ريف حلب كان لابد من أن يقف العالم في وجه هذا الإرهاب المتنامي , وهنا يتساءل مراقبون لو أن هذا الهجوم كان في اسطنبول أو باريس أو الدوحة أو حتى في تل أبيب كيف كانت ردة الفعل العالمية على الحادثة بالتأكيد كان مجلس الأمن سيعقد على الفور والإدانات ستتوالى والحداد الرسمي سيشمل دول العالم.

ولأن سورية تلتزم بالقوانين ولأنها دولة مؤسسات توجهت الجمهورية العربية السورية إلى الأمم المتحدة بطلب تشكيل بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة للتحقيق في حادثة استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في خان العسل في محافظة حلب وبعد أخذ ورد وافقت الأمم المتحدة على الطلب السوري.

قبيل الموافقة اندلع خلاف داخل مجلس الأمن الدولي حول الموضوع ، يومها طالبت كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من بان كي مون إرسال بعثة إلى سوريا للتحقيق في كل الاتهامات حول استعمال أسلحة كيميائية ، فيما اعتبرت موسكو أنهذا الأمر تكتيك هدفه التعطيل ولا داعي له وهنا يرى مراقبون بأن من مول الأزمة السورية وسلح جهاراً نهاراً العصابات المسلحة بشتى أنواع السلاح لن يدين نفسه.

لقد أكدت سورية حرصها على كشف ابعاد الجريمة الإرهابية ومخاطرها على امن المواطن السوري ودحض جميع الافتراءات التي ساقتها الدوائر الداعمة للإرهابوالإرهابيين.

اليوم تثبت الأمم المتحدة مرة جديدة أنها تمتهن سياسة الكيل بمكيالين وبأنها قد أسقطت عنها صفة الحيادية حيث تحولت الأمم المتحدة إلى أداة طيعة بيد دول التآمر والتي تهدف للقضاء على كل ما هو رمز للحضارة والإنسانية.

ولأن سورية دولة ذات سيادة تتصرف وفق القوانين الناظمة للعمل الدولي أعلنت بشكل صريح أنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن المدى الذي سيسمح به لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سورية،ولأنها دولة ذات سيادة كان لابد من أن يكون عمل اللجنة المكلفة موضحا وفي ضوء ذلك وقفت روسيا مع الحق السوري وأعلنت بأن سكرتارية الأمم المتحدة تفشل عملياًالتحقيق المزعم إجرائه في سورية عبر تبنيها موقفاً غير بناء حيال المسألة.

في الختام لابد من القول بأن الجمهورية العربية السورية دولة مستقلة لن تسمح بأن ينال أحد من سيادتها فالقيادة والشعب والجيش العربي السوري لن يقبل بلجنة برادعي جديد ولن تستباح الحرمة السورية كما استباحت بلاد الرافدين.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=26837