الرئيسية  /  أخبار

أنتِ من يلقُ بكِ الاحتفال ... بقلم : محمد قاسم الساس


دام برس :
يصادف يوم الحادي والعشرين من شهر آذار ككل عام "عيد الأم"، حيث تحتفل فيه كل دول العالم بطقوس فرحة إلا سوريا، كون الأم السورية لها حكايتها الخاصة مع هذا العيد.
في هذا العيد ستملأ الدموع عينّيها... كيف لا؟ وهي التي خسرت ابنها الذي حرمتها الأحداث الدامية الدائرة من بقائه إلى جانبها.
كانت تدعى "أم فلان" وتلك تدعى "أم غلام"، أما اليوم فتوحدت أسمائهن لتصبحن "أم الشهيد"... الشهيد الذي ارتوت الأرض من عبق دمائه العطرة.
في هذا العيد ستحضن ما تبقى لها من صورٍ وذكريات مع ابنها، ذاهبة لقبره، لتقرأ الفاتحة على روحه، وتهديه ورداً، في حين كان هو من يهديها إياها كل عام.
ستجلس مع ذاتها وتخبر من حولها بقولها: "ذاك العيد أمضيناه معاً... قطعنا قالب الحلوى هنا... قبّل يدي وقدم لي باقة زهورٍ رائعة... وقال لي: "رضاك يا أمي"... طفلي كم أفتقدك اليوم".
الأم السورية في هذه العيد تجدها رافعة يديها في جوف الليل وفي وضح النهار داعية الله عز وجل أن يعيد لها ابنها سالماً من جدران المعتقلات... أن تسمع البشارة ّمن مبشرٍ يقول لها: "ابنك المخطوف عاد... ها هو يطرق الباب... هلٌّمي إليه... إنه عاد".
وهذه أمٌّ سوريةٌ أخرى تلمم جراحها... ابنها للعام الثالث على الدوام لم تراه... وكيف يحدث ذلك؟ وهي توصيه في كل اتصال، إياك والعودة إلى الديار... افتقادي لغربتك أهونُ عليّ من افتقادك مدى الحياة.
وتلك أمٌّ سوريةٌ تحضن أولادها في هذا العام إلى صدرها بحنان وبكل ما أوتيت من قوة العطاء... خوفاً من ابتعادهم عنها... على أثر طلقٍ ناري أو سقوطهم في تفجيرٍ كبير أو قضائهم جراء القصف أو أن تصيبهم قذيفة هاون.
أصبح لعيد الأم في سوريا طقوسٌ خاصة لا يمكن إنكارها... كثيراتٌ هن من تنتظرن عودة أبنائهن سالمين بعد كل مواجهة دائرة بين الأطراف.
ولأجل ما أسلفت يتوجب علينا هذا العام أن نحتفل بالأم السورية، لأن ما تتحمله من صعاب لا يمكن أن يتحمله إنسان.
لأجلك أنتِ كتبت هذا المقال، لأنقل للعالم أجمع ما يجول في خاطرك، وما تخبئه الخلجات، وكيف تحتفلين الآن... وإذ بدموعي تمزج الكلمات... راجياً من خالق الأكوان أن يكون معكِ وأن يكون خلاصكِ آتٍ لا محال.
إليك يا أمي... أنحني احتراماً... طالباً منك الدعاء... مقبلاً يداكِ ورأسكِ... لأقول لكِ: "أنت العيد ككل عام". 
mohamadsass@yahoo.com
facebook.com/mohamadkasim al-sass
Facebook.com/ Mohamad k alsass

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=26289