دام برس- كتب نبيل فياض :
العسكري يرفع يده لي كي اعود الى الخلف ... اصرّيت على التقدم بهدوء اليه ... فتقدم نحو سيارتي بحذر و يده على الزناد ... قال :- وين رايح ؟ .. قلت : ... رايح عالمشفى اتبرع بالدم عاد الى الوراء قليلا و حيّاني بتحيّة عسكرية .... وصلتُ بعد جهد و حرق اعصاب ... و كانت المفاجأة الثانية :
طابور طويل جدا منظم من الشباب و جانبه طابور طويل من الشابات و من يراهم يعتقد انهم واقفين لشراء جرة غاز او ربطة خبز !!
و عندما اقترب دوري ووصلت على بعد عشرة امتار من باب المشفى الخارجي ... خرج الطبيب و قال : يا جماعة : بدي اشكركن و بصراحة ماني عرفان كيف ؟ الوطن بيفتخر فيكن ... نحنا اكتفينا و اخدنا حاجتنا وزيادة من جميع الفئات ..!!! و هنا المفاجأة الثالثة .... تقدّم رجل بعدي بكثير و قال له بصوت جهوري : ( انا قاطع ستّين كيلومتر منشان اتبرع بالدم و ماني رايح من محلي لفوت اتبرع ..!!!) - احسست بشيء يحرق وجنتي انها دموعي التي حبستها امام العسكري على الحاجز .... - ابتسم الطبيب ابتسامة اعجاب و احترام و قال سوف نتصل بالمشفى الاخر و ناخدكن لهونيك ... تقدم الى الرجل و ضمّه الى صدره و قبّله على رأسه ... و اخذ يبكي ....
هؤلاء يجري في عروقهم دم من فئة (سوري ايجابي ) لا تحزني ياشام ... لا تحزني يا حبيبتي ... يا امي ... يا صديقتي ... لا تخافي ان ينقص دمك الطاهر .... ( دمّ رْجالك بْترخص كرمالك ) |
||||||||
|