خاص دام برس - بلال سليطين :

"هذه مؤسسة دولة وليست مزرعة يستثمرها المسؤولون وأبناؤهم من بعدهم" هذه العبارة وغيرها من عبارات الشجب والتنديد ستسمعها مئات المرات لمجرد الوقوف أمام اللوحة التي وضعت عليها أسماء الناجحين في مسابقة برنامج تشغيل الشباب لصالح وزارة الإدارة المحلية وتحديداً لمحافظة اللاذقية.

نتائج المسابقة التي صدرت صباح يوم الأحد جاءت لتقول "لا شيء تغير" وصناع القرار في محافظة اللاذقية لم يقتنعوا بعد بأن هناك أزمة وطنية تمر بها سورية وأن المواطنين على سوية واحدة ولا فرق بين ابن فلان وابن فلان حتى ينجح ابن فلان في المسابقة لأن والده مسؤول ولا ينجح ابن فلان رغم أن والده مصاب حرب !!!!!

أسماء الناجحين وأصحاب العلامات العالية مع نسبتهم كافية لتشرح الكثير عن مسابقة تشغيل الشباب وعن حجم الاستهتار بالمواطنين ودفعهم للتقديم على هكذا مسابقة دون فائدة، فالناجحون والمتفوقون أصحاب العلامات الشبه تامة هم (عينة بسيطة) "أسماء جمال أمون" (والدها مدير الخدمات الفنية)، "فاطمة عمار ساعي" (شقيقتها "سماح ساعي" العضو في لجنة الفحص ووضع الأسئلة)،"براءة أحمد عهد علاونجي" (وهي من عائلة نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية "عمر غلاونجي")،  "نغم فؤاد شريتح" (من عائلة "شريتح") "دانية صديق مطره جي" (ابنة رئيس مجلس مدينة اللاذقية) ... والقائمة تطول وفيها أقرباء لمدراء ومسؤولين آخرين كثر بالإضافة لأشخاص مستنفذين في الدولة.

طبعاً الناجحون عن الشهادة الثانوية وعددهم /26/ حصلوا على /85/ علامة في المسابقة الكتابية التي جرى حديث في الأوساط المحلية عن تسريب أسئلتها، وهم ليسوا فقط من حصدوا هذه العلامة فقد حصدها معهم كثيرون وهي العلامة الكاملة للامتحان الكتابي!، وهذا كان مفاجئاً على مايبدو لدرجة جعلت القائمين على المسابقة يجرون الفحص الشفهي قبل أن يعلنوا نتائج المسابقة الكتابية على غير العادة التي تحدث في هكذا مسابقات.

بيضة القبان كما تسمى كانت في الامتحان الشفهي والذي حصل فيه /26/ متسابقاً /12/ درجة ليكون مجموع ما حصدوه /97/ من /100/، لكن اللافت أن الأسماء التي حصلت على العلامة /12/ هي الأسماء التي ذكرناها في الأعلى وقد تم تمرير بعض الأسماء ضمنها (منشان ما تحمر العين كثير)، علما أن كل الناجحين حصلوا على العلامة /12/ في الامتحان الشفهي بينما حصل الخاسرون الأقرب لهم على /11/ علامة بفارق علامة واحدة عنهم هذا فيما يتعلق بحملة الشهادة الثانوية.

أما بالنسبة للناجحين في مسابقة خريجي الاقتصاد نجد أن الوحيدة التي حصلت على العلامة /97/ وهي العلامة الأعلى "دانية صديق مطره جي" ابنة رئيس مجلس مدينة اللاذقية، "دانية" حصلت على /85/علامة بالامتحان الكتابي وقد حصل معها متسابق آخر فقط على ذات العلامة لكنها تفوقت عليه بالامتحان الشفهي من خلال حصولها على /12/ علامة فيما حصل هو على /11/، طبعاً ترتيب الأوائل لا يشير إلى وجود (منافسة) كما في مسابقة الثانوية، حيث الأول في مسابقة الاقتصاد أي دانية /97/ والثاني /96/ والثالث والرابع والخامس /94/ فيما حصد السادس والسابع /93/ فيما نال الثامن /90/ علامة قبل أن تبدأ العلامات بالهبوط تدريجياً.

نتائج مخيبة للآمال خرجت بها مسابقة برنامج تشغيل الشباب عن قطاع الإدارة المحلية (المحافظة) في اللاذقية، في وقت جرى فيه حديث عن عمليات تلاعب وفساد ومحسوبيات ونجاح أشخاص لم يحضروا امتحانات ولا مقابلات وآخرون فصلت العلامات على مقاسهم، لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت عندما اطلع المتسابقون على أسماء الناجحين الذين معظمهم أبناء المسؤولين حينها كانت الفاجعة والصدمة الغير متوقعة في مرحلة كهذه المرحلة التي تمر بها سورية.

يذكر أن مسابقة المحافظة ليست الوحيدة التي شهدت حالات مشابهة وسيكون لنا وقفة عند كل مسابقة جرت في محافظة اللاذقية وبالأسماء والنتائج في تقارير لاحقة