الرئيسية  /  لقاء دام برس

عفيف دلا لدام برس : نشعر بشيء من الخجل من أولئك الأبطال الذين مهما فعلنا وعانينا لا نصل لمستوى ما يعانون


دام برس : عفيف دلا لدام برس : نشعر بشيء من الخجل من أولئك الأبطال الذين مهما فعلنا وعانينا لا نصل لمستوى ما يعانون

دام برس – خاص – اياد الجاجة :

لأننا نؤمن بضرورة نقل الواقع والحقيقة للمواطن السوري ومن واجبنا أن نوضح له حقيقة ما يجري على ساحة الوطن كان لنا هذا اللقاء لقاء مع شاب سوري يمثل شبابنا الواعي والمسؤول يتكلم بنبض الشارع، كلامه يرسم أفق جديدا في إيجاد الحلول لما يعانيه المواطن في ظل هذه الأزمة، لقاء مختصر مع الكاتب و المحلل السياسي الأستاذ عفيف دلا حول آخر المستجدات على الساحة السورية.

يشهد الشارع السوري اليوم تصعيدا من حيث عمليات التفجير الإرهابية ما هو تفسيركم لهذا الواقع الجديد؟

- الكثير منا عندما تحدث تفجيرات إرهابية يرى أن ميزان القوى قد اختل لصالح الإرهابيين وان قوة الدولة باتت تضعف لكن اسمحوا لي أن أقول ما يلي:
علينا قراءة الواقع بشكل منطقي وواقعي بعيدا عن الانفعال والعواطف فالتفجيرات الإرهابية هي خروقات أمنية وليست حالة تقدم ميدانية لأن الميدان يعني الاشتباك العسكري على رقعة جغرافية معينة وطالما أن التمدد الجغرافي العسكري لم يحصل فليس هناك من تقدم للإرهابيين ولا اختلال في ميزان القوى بل على العكس إذ يلجأ المتقهقر إلى أتباع أي وسيلة يعوض التراجع في حالته الميدانية وهنا يلجأ إلى عمليات إرهابية للضغط النفسي على الشعب وإيهامه بأن الإرهاب تفوق على الجيش، لو كانت قدرات الإرهابيين تتنامى أفليس ما يقارب العشرين شهراً كافية للسيطرة فقط على الأقل على منطقة أو حيز جغرافي بالمطلق ولو كان هذا الحيز صغيراً لكن ذلك لم يتحقق.

يعاني المواطن السوري اليوم من ضغوط اقتصادية، كيف من الممكن أن يتجاوز محنته ؟
- كم يؤلمني أن أرى كثير من أبناء شعبنا يخرجون عن دائرة الوعي الإنساني ليغرقوا في الأنانية فيقتتلون على رغيف خبز هم بسلوكيتهم صنعوا أزمته وعندما يتذمرون من نقص المازوت وينسون أنهم في قلب الحرب وتحت الحصار، فالاقتتال على الرغيف والتذمر من النقص في المازوت لا ينهي الأزمة بل يفاقمها ولا يصنع صموداً مطلوباً للنصر، أستميح الجميع عذراً فأنا لا أنظر وأتفهم الأعباء المترتبة على الكثيرين جراء غياب توفر هاتين المادتين بشكل كاف لكن الاتكال على الدولة في تجاوز الأزمة دون مساعدتها في تخفيف حجم العبء لن يفيد فلا مشكلة عندما نلتحف الأغطية في منازلنا ريثما يتم تأمين المازوت ولا مشكلة في تناول وطبخ أصناف معينة لا تتطلب الخبز بشكل رئيسي ليوم أو يومين فقط بحيث يتم تخفيف حجم الطلب الكلي على هاتين المادتين فإذا لم يتوحد الشعب والدولة ويتعاونا على كل مستويات المواجهة فالأزمة ستطول وتأخذ أشكالاً متعددة ، فأنا لا أجد مشكلة حين نبتدع وسائل وبدائل لمواجهة أزماتنا التموينية كما الأسرة الواحدة حين تعصف بها أزمة مالية معينة فيقوم أفرادها الواعون بتخفيف النفقات والتأقلم مع الظرف الضاغط مؤقتاً ريثما يأتي الفرج.
إن الذي يشجع المحتكر على احتكاره هو إصرار المستهلك على شراء سلعته بأي ثمن، لو قاوم المستهلك قليلا وقاطع شراء تلك السلعة من باب إيجاد بديل لها لأجبر المحتكر على البيع بالسعر العادي أو بارتفاع نسبي مقبول.
اليوم كنت بين أبطال الجيش العربي السوري في أحد المواقع وما فاجأني هو أنهم يقضون ليلهم الطويل بلا كهرباء ولا مازوت ويواجهون قسوة البرد والمطر بكل جسارة كما عهدناهم لكني في نفس الوقت تذكرت من يتذمر عندما يكون في منزله يجلس بجوار المدفأة وتكون الكهرباء مقطوعة لديه ويفوته برنامج ما على التلفزيون، وأنا لا أستهزئ من هؤلاء أبدا فحقهم وحقنا جميعاً أن تكون لدينا كهرباء وفي هذا الوقت بالذات وأتفهم من لم يستطع حتى الآن تأمين المازوت لبيته وأنا واحد منهم لكن في الحقيقة عندما نرى أن هناك من يعاني أكثر منا بكثير فإننا نشعر بشيء من الخجل من أولئك الأبطال الذين مهما فعلنا وعانينا لا نصل لمستوى ما يعانون.

كيف تقرأ خطوة الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بما يسمى مجلس الائتلاف كممثل وحيد للشعب السوري؟

- هل نستغرب من أن يعترف الصانع بصنيعته ؟ فلماذا نستغرب من اعتراف أمريكا بما يسمى بالائتلاف، ألم يتحدث اوباما منذ حوالي الأسبوعين أن أمريكا لن تعترف بهذا الجسم الهجين وانه لا يمثل الشعب السوري فلماذا اعترف اليوم، ما الذي استجد خلال هذه الفترة حتى يتغير الموقف الأمريكي من ائتلاف الدوحة ويصبح مضطراً لاستخدام ورقة الاعتراف للضغط على سورية، متى يصبح الأمريكي مضطراً لاستخدام أي ورقة ولو لم يكن يراها بأنها ورقة صالحة قبل فترة وجيزة، لأن ما تغير على المستوى الميداني لصالح الجيش العربي السوري أجبر الأمريكي ومن معه على إيجاد مكافئ على المستوى السياسي يعوض التراجع الميداني الحاصل على الأرض لكن ما الذي اختلف بهذا الائتلاف عن مجلس اسطنبول من حيث الشكل والمضمون أقول لكم لا شيء على الإطلاق فنفس واقعه المريض الهش لا يزال قائماً وفرص الاستفادة الفعلية منه شبه معدومة فلذلك أقول لكم إن هذا الاعتراف لا يمكن صرفه على الأرض بتاتاً ولا يعدو عن كونه أسلوب من أساليب الضغط الشكلي ومحاولة اكتساب ورقة ضغط تفاوضية شكلياً.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=24287