دام برس – حوار: محمد قاسم الساس
سطع نجمه رغم قلة أعماله التي رسم من خلالها لغاية اليوم صورة مشرقة لممثلٍ شابٍ وموهوب. يتميز بطريقة تعاطيه مع الأمور الفنية والحياتية تبعاً للطريقة التي يفضل العيش فيها. يمتلك صوتاً جميلاً بالإضافة لكونه إنسانٌ جريء وصريح. ضيفي هو الممثل السوري الشاب " كنان العشعوش "، والذي قلبت معه بكل جرأة خفايا الوسط الفني والأعمال الدرامية على اختلافها، وخضت معه بالكثير من الأمور الشخصية، فكشف لنا الكثير.

1_ بدايةً كيف بدأ مشوارك الفني وصولاً للموسم الحالي؟
بصراحة بدأت مشواري منذ الصغر مع تشجيع الأهل، حيث كنت أشارك في مهرجانات الطلائع والشبيبة والكشاف السوري واللبناني، ونلت العديد من المراتب المهمة على مستوى القطر في التمثيل والغناء، بعدها أردت أن أشذب وأطور مهاراتي فتوجهت للمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 2008 م.
تجربتي الأولى كانت مع المخرجين سامي جنادي وسمير حسين في المسلسل التاريخي (علماء على جبين الشمس)، وقتها كنت في السنة الثالثة ويعود الفضل للأستاذ أيمن زيدان لأنه رشحني للمشاركة فيه، وبذلك كسرت حاجز الوقوف أمام الكاميرا، بعدها عملت مع أ. هشام شربتجي في مسلسل (رياح الخماسين) وذلك بعد تخرجي مباشرةً، وأعتبر هذه التجربة نقطة تحول مهمة في حياتي الفنية وخطوة نحو الاحتراف خاصةً بوجود مساحة كبيرة معطاة لي، وكان أ. هشام بمثابة الأب والمعلم بالنسبة لي.
يلي هاتين التجربتين عملي مع المخرج تامر إسحاق في مسلسل (الخبز الحرام) حيث بدأت أرصد الانطباعات الجميلة في الشارع بعدما نالت شخصيتي استحسان الناس، ومن ثم انتقلت للخطوة الأكثر جماهيرية ضمن مسلسل (أيام الدراسة) ج1، هذا العمل الذي حقق نجاحاً كبيراً كونه سلط الضوء على شريحة الشباب ونفذه طاقم كله من الفئة الشابة، حيث كسرنا فيه التقليد المتبع لدى المنتجين الذين يسعون لوجود الممثل النجم لتسويق أعمالهم، وهنا أخص بالشكر منتج المسلسل عبد الله حموده كونه غامر فينا كممثلين شباب لإنتاج عمل قوامه مبني علينا. أخيراً شاركت في الموسم الحالي في كل من مسلسل (أيام الدراسة ج2) و (أرواح عارية).

2_ لم يحقق الجزء الثاني من مسلسل (أيام الدراسة) نجاحاً مماثلاً لما حققه الجزء الأول، ما السبب في ذلك؟
هذا صحيح ولدي تحفظات عديدة على الجزء الثاني وأهمها: بأنه تم إنتاجه بعجالة تبعاً للحالة التسويقية الرمضانية وذلك أدى لفقدان ضبط إيقاع العمل إخراجياً، ووجود الكاميرا الثانية لم تعزز الحالة المطروحة في العمل، هذا من جانب، إضافة إلى النص الذي لم يكن مدروساً بشكل كامل حيث كان من المفترض تسليط الضوء على مواضيع أعمق، ولا أخفيك بأننا قدمنا اقتراحات عديدة ولكن لضيق الوقت لم تلبَّ، كما وتم التركيز على شخصيات معينة وإهمال البقية على عكس الجزء الأول، وبصراحة أعتبر نفسي من الشخصيات المظلومة نوعاً ما في هذا الجزء... بالعموم راضٍ عن نفسي ولكنني لست راضياَ عن العمل.  

3_ حدثنا عن مشاركتك المتميزة في مسلسل (أرواح عارية) مع المخرج الليث حجو؟
يتميز دوري هنا كوني أجسد دور شاب منفتح ومنطلق على عكس الصورة التي قدمتها سابقاً من أدوار الضعف. الناس كرهتني تبعاً لسلوك شخصيتي السلبية التي جسدتها فيه وبحدوث ذلك أكون حققت الهدف وأوصلت الرسالة المرجوة من دوري. المخرج حجو يتعامل مع الممثل بهدوء ويجعلك تثق بنتيجة ما تقدمه كونه يضبط أدواتك بشكلٍ صحيح ويحرص على ذلك، وأسلوبه فيه حرفية عالية، والحمد لله العمل نال أعجاب الناس وسعيد بنجاحي فيه.

4_ اعتبر هذا العمل بأنه قائم فقط على قصة بطلي العمل - سلافة معمار وقصي خولي - وكل ما عرض غيرهما مجرد حشو، ولو لم يتم اختيارهما لبطولة العمل لما شوهد بالأساس، فما رأيك؟
إن شركات الإنتاج تعتمد أسلوب وجود نجم أو أكثر في العمل كي يصبح له ثقل ويتم تسويقه... وهذا الحال ينطبق على (أرواح عارية)، ولكن ربما طبيعة النص فرضت وجود هذه الرؤية كونه اعتمد على فكرة الثنائيات، ولكن لا يمكننا نكران ما عالجه العمل من مواضيع حساسة ومهمة في حياتنا وبكل جرأة. 

5_ مجمل أعمالك تصنف تحت بند الاجتماعية المعاصرة، هل هذا بقرار منك؟ أم السبب يعود للفرص التي عرضت عليك؟
أنا ضد تصنيف الممثل - ممثل كوميدي، اجتماعي، تاريخي إلى ما هنالك من أنواع درامية - لأن الممثل بالنهاية هو فنان وعليه طرح كل أدواته أينما كان وكيفما أجتهد وسعى، ولا يوجد لدي مشكلة بالمشاركة بجميع الأعمال على اختلافها.
أما بالنسبة لأعمالي يعود سببها للفرص التي عرضت عليّ وكان انسبها الاجتماعي فشاركت فيها، وأنا راضٍ عنها بالمجمل وبالخبرة التي أثقلها مع كل عمل أشارك فيه، ودائماً أنتقد نفسي عندما أتابع أعمالي كي أتجاوز الأخطاء، كوني شخص طماع ويحب تحقيق الأفضل لنفسه دائماً.

6_ تعد واحداً من فئة النجوم الشباب التي دخلت عالم الدراما السورية مؤخراً وحققت نجاحاً ملحوظاً، كيف تتعامل مع هذه المسألة؟ وهل الدراما السورية قادرة على استيعاب وجدكم فيها؟
أنا دائماً مع تكريس الوجوه الشابة في أعمالنا لأنه من الضروري دعم هذه الطاقات واستثمارها والسماح لها بالمشاركة في عملية البناء، خاصة بأننا من أبناء هذا الجيل وهذا من حقنا، والكثير منا حقق نجاحاً جميلاً أمثال: (معتصم النهار، يامن الحجلي وأيمن عبد السلام) وكلهم أصدقائي وأهنئهم على ذلك.
لا أخفيك بأن الوسط الفني مليء بالمحسوبية ومبني على العلاقات الشخصية وبالنادر وجود حالة حقيقية بالمجمل. بالنسبة لي لم أعتمد الواسطة كوسيلة لعملي ولم أركض وراء مخرج أو منتج سعياً للمشاركة بعمله الجديد، ولا أمتلك صدقات بالوسط الفني وربما هذه الأمور أدت إلى قلة أعمالي مقارنةً مع غيري، أضف إلى ذلك بأنني مكتفٍ مادياً ولست مضطراً للعمل من اجل المال، إنما أختار ما يناسبني وما أقتنع فيه، وسبق ورفضت عدة فرص عرضت عليّ بسبب التهكم والتحجيم والاستغلال الذي تتبعه شركات الإنتاج مع النجوم الشباب. 

7_ كونك تمتلك صوتاً جميلاً، ألم تفكر بشكل جدي بالدخول لعالم الغناء عوضاً عن التمثيل؟
فكرت بهذا الأمر ولكن فضلت استثمار صوتي في التمثيل بدلاً من أن أكون مطرباً ويمثل، وهذا ما فعلته في مسلسل (أيام الدراسة) حيث طوعت صوتي تبعاً لشخصيتي فيه، ولاقى ذلك صدىً جميلاً لدى الجمهور... نعم يوجد لدي بعض التجارب المتواضعة، ومن يدري؟! ربما سأدخل هذا المجال بشكل احترافي في الغد القريب، وهذا طبعاً يحتاج لبذل جهد كبير كي أمتلك مقومات المطرب الصحيحة وأن شاء الله خير.

8_ من هو مطربك المفضل؟
لا توجد لدي أسماء محددة، ما يهمني هو اللحن الجميل والتوزيع الجديد، وكذلك جمال الكلمات، وبالتأكيد خامة الصوت والإحساس.

9_ ماذا تعني لك كل من ( الصداقة، الحب والنجومية)؟
الصداقة... مسؤولية، وعي، أخلاص، حالة يصعب الحصول عليها بهذه البساطة، والحمد لله أمتلك أصدقاء كثر يصعب عليّ أحيانا التواصل معهم كما يجب.
الحب... كلمة كبيرة، هي: كيمياء، جنون، كل شيء له علاقة بكسر المألوف بالنسبة لي، تواصل بالعيون قبل الكلام... الحب هو خلق.
النجومية... ذكاء، ابتسامة، محبة الناس، استمرارية، صناعة... ولا تعنيني بقدر أن أكون بعيون الناس فناناً حقيقياً قبل أن أكون نجماً بنظرهم.

10_ من هو "كنان العشعوش" بعيداً عن الفن؟
"كنان" شاب اجتماعي بطبعه، معظم أصدقائي من خارج الوسط الفني ربما لأنني أتقاطع مع الحالة الحقيقة أكتر من الاستعراضية المتمثلة بالمظاهر كوني إنسان بسيط وأتعامل مع الجميع بإنسانية. أقول ما أقتنع به لأنني واضح وحقيقي، وأعطي الفعل حقه بالكامل ولا أختزل شيئاً. مغامر وربما أورط نفسي أحياناً بأمور لا علاقة لي بها ولكنني أتعلم من تجاربي. عادةً أمضي أوقات فراغي في العزف وعلى الانترنيت ومشاهدة الأفلام السينمائية.

11_ هل من كلمة أخيرة؟
كل الشكر لإلك محمد على هذا اللقاء الممتع والجميل ولهذه المساحة التي منحتني إياها، ولدعمك الوجوه الجديدة، وكل التحية لموقع (دام برس) وبالتوفيق.  
mohamadsass@yahoo.com
Facebook.com/ Mohamad k alsass