دام برس

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم لقد انطبقت تلك المقولة على قنوات التضليل الناطقة بالعربية ومن يرسم سياستها.من هذا المدخل أريد أن أنقل لكم قصة واقعية تتكرر أحداثها بشكل شبه يومي، أبطال تلك القصة هم من الخونة والمأجورين الذين باعوا شرفهم ووطنهم من أجل حفنة من الريالات. 
في الأيام القليلة الماضية نقلت قنوات التكفير العبرية أخباراً عن ضربة قاسية وجهت للقيادة السورية تمثلت بانشقاق المدعو " عبد الله العمر ".
بحثت مطولا عن هذه الشخصية التي يتداول بعض الجاهلين اسمها فلم أجد أي ضابط أو مسؤول رفيع يحمل هذا الاسم، ووقعة هنا في حيص بيص فمن هذا الرجل الغامض الذي أثار انشقاقه كل هذا اللغط وما هي طبيعة عمله كونه ليس من أصحاب الرتب العسكرية أو المناصب الوزارية، وبعد السؤال والاستفسار ظهر هذا المدعي على شاشات الكذب والنفاق ليعرف عن نفسه بأنه صحفي يعمل في المكتب الإعلامي الخاص في رئاسة الجمهورية وأنه من الأشخاص المقربين للقيادة السورية وأن لديه معلومات ووثائق سرية ذات أهمية إستراتيجية قد تقلب الواقع رأسا على عقب ، وبدافع الفضول تابعت ذلك الأفّاق حيث وضع علم الانتداب الفرنسي خلفه وبدأ هذا الدجّال بالحديث عن أن عائلات المسؤولين السوريين أصبحت في موسكو وبأن القيادة السورية تعيش حالة من التخبط والضياع وبأن المدن السورية تتعرض للقصف العشوائي ولم يترك تهمة أو ادعاء إلا وتحدث عنه ولكن على ما يبدو فإن من طلب من هذا الكومبارس تمثيل هذا الدور نسي أن الجمهورية العربية السورية هي دولة مؤسسات تمتلك من الشفافية ما يكفي لفضح أمثال هؤلاء المأجورين.
من ادعى أنه صحفي ويعمل في المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، لا يحمل إجازة في الصحافة ولا ينتسب إلى اتحاد الصحفيين ولا يمت بأي صلة إلى المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية والمفاجئة الأهم أنه لا يمارس أي عمل ذو طبيعة إعلامية لا في القطاع العام ولا في القطاع الخاص، فمن أين جاءنا هذا المدعي ومن أين أتى بتلك المعلومات وأين هي الوثائق السرية التي تحدث عنها.
في الحقيقة ومنذ بداية المؤامرة تبين أن الحرب الإعلامية هي من أهم جوانب هذه المؤامرة وبعد الصمود الأسطوري للشعب السوري والتفافه حول قيادته وجيشه كان لابد لدول التآمر أن تعدل في خططها الشيطانية محاولة ضرب الثوابت الوطنية لدى شعبنا الأبي فظهروا علينا بمفهوم جديد يحمل اسم " الانشقاق " وفي كل يوم يظهر علينا مجرم يخبرنا بأنه انشق وانضم إلى "الثورة السلمية" ولكن في حالة المدعو " عبد الله العمر " القصة مختلفة لأن هذا المدعي لم يكن يوما عاملا في الحقل الإعلامي ليقوم بالانشقاق عنه، وظهوره على شاشات العهر الخليجي جاء بعد الضربة القاضية التي تلقتها تلك الأنظمة العملية بعد ظهور السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية وعبر قناة الدنيا الفضائية وبعد أن تفاعلت الجماهير كعادتها مع كل ظهور للسيد الرئيس ونزلت إلى الشوارع في مسيرات عفوية تعبر عن وقوفها مع قيادتها وجيشها، كل ذلك دفع غرف الإعلام السوداء ومن يديرها من صهاينة وعملاء إلى محاولة التشويش على صدق وواقعية إعلامنا الوطني المقاوم لذلك أرادوا أن يحجبوا صوت الحقيقة ليستمر مسلسل كذبهم وتضليلهم الذي بات مكشوفا لكل العالم وعلى ما يبدو فإن تلك المحطات تعاني من أزمة حقيقية في كتاب السيناريو ولن ننسى كم تحدثوا عن انشقاق السيد نائب رئيس الجمهورية وكيف انتقل إلى الأردن وحتى بعد ظهوره على القنوات العالمية أتانا من يتحدث عن الفبركة والتزوير ولدينا الكثير من تلك القصص والروايات التي تفوقت على قصص الخيال العلمي.
لسنا بحاجة إلى نفي أو تأكيد صحة ما قاله هذا الخائن لأنه لا يستحق أن نرد عليه ولكن كان لابد لنا في هذه المقالة أن نوضح بأننا في سورية على حق ومن يكون على حق لا يخشى لومة لائم، والى كل من يتابع تلك القنوات الفاجرة المضللة أقول عودوا إلى قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ".
اعلموا أن في وطننا لا مكان للخونة والمأجورين وكما قال الرئيس الأسد "إن الشعب السوري لا يحترم من يهرب، والشعب السوري لا يقاد بالتحكم عن بعد بأجهزة اللاسلكي ولا يستطيعون أن يقودوه من الخارج، هذا الموضوع محسوم تاريخياً لذلك أنا أستطيع أن أقول انه إذا كان هناك مواطن سوري يعرف أن هناك شخصاً متردداً من هؤلاء ولديه الرغبة بالهروب فليشجعه".