الرئيسية  /  أخبار

غيض من فيض ... الفساد .. بقلم الإعلامية جمانه لطف


دام برس : غيض من فيض ... الفساد .. بقلم الإعلامية جمانه لطف

دام برس – متابعة : اياد الجاجة

منذ فترة وأنا أرغب أن أكتب بعض المقالات حول الفساد وأمنع نفسي لا لشيء إلا لأن هناك أولويات تتقدم بمراحل عن فتح هذا الملف الشائك والمعقد في سورية والذي ابتليت سورية والشرفاء فيها بالفاسدين الذين وإن كنا نتوقع أن أننا بتنا على مشارف الاحتفال بالنصر الكبير على الأعداء الخارجيين فإننا نأمل أن نلحق هذا الاحتفال باحتفال آخر قد يأخذ وقتاً أطول ولكنه بحاجة إلى جهودنا جميعاً لنصل إليه وهو الاحتفال باجتثاث الفساد والفاسدين والرشاوى والمرتشين والمحسوبيات والمحسوبين أو من يحسبون أنفسهم على قطاع معين أو مسؤول هنا أو عائلة هناك.
لا أريد أن أطيل بالمقدمة ولكن أحياناً حين يمس المرء معاناة ما بشكل مباشر فهو أقدر على تشخصيها لقربه من أصحابها وتفاصيلها.
والمعاناة اليوم هي معاناة صديقة لي يشاركها فيها الكثير من شريحتها في سورية لا سيما العاملين والعاملات بالقطاع الصحي.
أضع قصة صديقتي هذه بين أيديكم لنرى هل من حل وهل من مجيب لأني مؤمنة بأن سورية كما فيها فاسدين ففيها إضعافهم شرفاء وقد نجد عند أحد هؤلاء الشرفاء الحل.
وقد أخذت على عاتقي واسمحولي بتطفلي قد يقول أحدهم انتي لست سورية فلا تتدخلي اقول له لقد شرفني الله بأن زوجي سوري ابن هذا البلد وابنائي السبعة سوريين وهذا يخولني بأن ادافع عن كل سوري شريف واحاول مساعدته قدر امكانياتي المتواضعة.
القصة باختصار هي لممرضة تعمل في مشفى الأطفال تعاني هي وزميلاتها وكل منهم لها قصة .. أصبح جل ما يتمنونه هو اللقاء بالسيدة الأولى منفردين ليشرحوا لها معاناتهم.
لكن بشأن صديقتي فهذه الممرضة تقيم في السلمية عينت في دمشق وبعد فترة استكلمت كامل شروط النقل من وجود شاغر في محافظة حماه واعتماد مالي من مديرية صحة حماة اضافة الى وعود مدير المشفى المتكررة لها بالنقل الذي تسمع حوله جعجعة ولا ترى طحيناً.
صديقتي الممرضة كانت عزباء وتقدمت بطلب نقل لكي تبقى في محافظتها إلا أن مديرها اخبرها بأنه إذا ما تزوجت فإنه سيقوم بنقلها
تزوجت الممرضة وتقدمت ثانية بطلب النقل لتبقى بجانب زوجها في محافظتها فقال لها المدير العزيز أنه سيقوم بنقلها اذا ما انجبت.
انجبت صديقتي ابنتها منذ ثلاث اشهر وعادت وتقدمت بالنقل ورفض الطلب هذه المره بحجة نقص الممرضات علماً أن القاصي والداني يعلم ان هناك الاف الممرضات الخريجات العاطلات عن العمل وينتحبن للحصول على وظيفه
في هذه الحالة ليس لدى صديقتنا الممرضة بنت السلمية سوى ثلاث خيارات
الخيار الأول : أن تحضر ابنتها الرضيعة معها الى سكن الممرضات حيث تقيم هيث وزميلاتها الثلاث في غرفة مساحتها اربعة أمتار تملأها رائحة الدخان والأرجيلة، وحين تذهب لدوامها تأخذ ابنتها معها لتتجول في عنابر المشفى واقسامه بين الاطفال المرضى وطاقم المشفى أو ان تضع ابنتها في الحضانة التابعة للمشفى والتي يوجد فيها عشرات الأطفال تقوم على رعايتهم صبية واحدة فقططططط
الخيار الثاني : أن تذهب يومياً إلى بيت أحد اقرباءها في ضواحي دمشق او ريفها ما يضطرها للمرور بالعديد من المناطق الساخنة والحواجز ويستغرق معها وقتاً ومخاطرة كبيرة علماً ان دوامها إما الساعة الثامنة مساءا او الثانية بعد منتصف الليل
الخيار الثالث : أن تذهب في إجازتها الاسبوعية الى السلمية وتعود خلال 24 ساعة لترى زوجها ويرى زوجها العاطل عن العمل ابنته الرضيعة وزوجته
ولم يبق أمام صديقتي الممرضة حيال هذه المعاناة سوى الاستقالة لتجلس الى جانب زوجها تندب حظها وحظه بعد ثلاث سنوات دراسة وست سنوات خدمة
كل هذا فقط وفقط لأن مديرها لم يستطع ان ينظر الى حالتها بعين الانسانية وعين المسؤول الذي يعنيه راحة العاملين معه لكي ينتجوا بشكل افضل وبأريحية نفسية تمكنهم من العطاء

وقد لمست عكس هذا الأمر بعيني حينما مرض ابني في منتصف الليل واضطررت لاخذه الى مشفى الاطفال بدمشق حيث لا يوجد للنظافة عنوان وجميع الاطفال بشتى امراضهم يستلقون على نفس الفراش في قسم الطواريء وحدث ولا حرج عن المعاملة ومصيبتي انني عشت في امريكا وكنت ارى مدى قدسية الطفل لديهم لا سيما اذا ما ادخل الى مشفى بحالة طارئة .. عموماً هذا موضوع آخر لا اريد الخوض فيه الآن لكي لا ننكأ الجراح التي تمس الكثير من المواطنين من سوء المعاملة بالمستشفيات الحكومية والخاصة ايضاً
عودة الى ممرضتنا المنهكة بأعباء وظيفتها وابنتها وعائلتها وسكنها وو و و .. الى متى مثل هذه الحالات تتكرر سعادة المدير
الى من يتوجه اصحاب مثل هذه المعاناة ؟؟؟
في إذن من نهمس بمصيبتها ؟؟؟
هل يمكن ان يصل صوتها الى معالي وزير الصحة ؟؟؟؟
ام من الأجدر بنا التوجه الى منظمات حقوق الانسان وجمعيات حماية الاطفال ؟؟؟
إذا كان سعادة المدير لا يتوانى حتى عن طرد اي شخص يقوم بمراجعته في أمر هذه الممرضة والكلام معه بشدة تخلو من اي كياسة
أهذا كله لأنه متزوج من ابنة ........... ؟؟؟؟
علماً اني متأكدة ان عائلة زوجته التي يرتكز على قوتها ومكانتها في المجتمع والدولة في تصرفاته لا تقبل مثل هذه المعاملة مع اي سوري كان مهما كان وضعه الاجتماعي او طائفته او او او
حتى فرعون الذي كان يعتقد نفسه وينصب نفسه إلهاً برغم كل طغيانه وجبروته حينما وقع استنجد بالله تعالى ربه ورب العاملين اجمعين
الله سبحانه وتعالى لا يقبل بالظلم ففي ديننا الحنيف وفي كل الاديان هناك استثناءات لحالات انسانية والضرورات احياناً تبيح المحظورات افلا تجد أيها الانسان ضرورة انسانية لمثل هذه الممرضة حتى تقوم بنقلها الذي لن يكلفك سوى توقيع ؟؟؟؟
هذه قصة من قصص تردني واعايشها أحببت ان تشاركوني اياها لعلنا نجد الحل عند أحدكم .. أحد السوريين الشرفاء

وقد تسامحوني اذا وضعت في كل اسبوع قصة اجتماعية ومعاناة لاحدهم اطلب مساعدتكم لنقف جميعاً في وجه الفساد سواء في الدولة او في المجتمع
لكم خالص تحياتي وارجو ان لا اكون قد جرحت احد او تطفلت على احد

الاعلامية جمانه لطف

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=22516