دام برس
الكل يتحدث عن مفهوم الشجاعة وأصبح يتشدق بها واليكم دام فضلكم أصل الشجاعة ومعناها الحقيقي.
عندما نحرم من كل مقومات الحياة الكريمة من أجل من يدعون الحرية السلمية وتبقى صامدين .. تلك هي الشجاعة.
عندما تقف إمرأة عجوز على أطلال منزلها المدمر وتقول " هذه بلدي .. وسأبقى هنا .. ولدي مات شهيدا .. الله يحمي الوطن وقائد الوطن " .. تلك هي الشجاعة.
عندما تزغرد العروس باستشهاد عريسها قبل زفافهم المنتظر وتقول " رافعة راسي فيك .. هذا أحلى عرس " .. تلك هي الشجاعة.
عندما نتهافت بعد أول تفجير و الثاني لنضمّد جريحاً و نسعف شهيداً ولا نهاب الموت .. تلك هي الشجاعة.
عندما يحاصرنا العالم بأسره ويقطعون عنا حتى الطعام والدواء ونبقى ثابتين على مواقفنا .. تلك هي الشجاعة.
عندما نشاهد أجساد الشهداء لا يد ولا رأس و نحبس دمعتنا كي لا يتسلل الخوف لأطفالنا .. تلك هي الشجاعة.
عندما سلاحك في وجهي و أمدّ يدي إليك وأقول " هذا وطننا " و تفجّر عنفك في وجهي .. تلك هي الشجاعة.
عندما يرحل شهيد لنا نكفنّه بالأحمر و الأبيض و الأسود ولا نبكيه تماماً كما في وصيته .. تلك هي الشجاعة.
عندما توجه رصاصك إلى جسدي.. سأموت واقفاً .. هذه هي الشجاعة.
هنا حيث تنجبُ الأرض الشهادةَ و الأبطال، هنا لا يموت الوطن، هنا وطن الشجاعة.