دام برس

بعد أن أصبحت سورية تشكل محور الأحداث في العالم حيث باتت قطبا رئيسيا في صراع الأقطاب وانتقل الملف السوري إلى ملف دائم لدى مجلس الأمن، يترقب العالم انعقاد مجلس الأمن على إيقاع عملية الحسم العسكري التي طالما طالب بها الشعب السوري قيادته السياسية، وفي ضوء يترقب الجميع ما سيحدث في مجلس الأمن مع اقتراب الفيتو المزدوج الصيني الروسي ضد مشروعهم.
فالمجلس سيشهد جلسة للتصويت على مشروع قرار بشأن سوريا اليوم من مناقشة مسودتي قرارين الأول تقدمت به روسيا و ينص على تمديد بعثة المراقبين الدوليين، مقابل مشروع قرار غربي تقدمت به بريطانيا، ويتضمن بعض فصول البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. لافروف كان قد أجاب مراسل العربية عندما طلب منه الأخير توضيحات أكثر حول رفضه المطلق لاستخدام الفصل السابع، فكان رد الوزير الروسي مستهجنا وقائلا: "أعجب لمراسل العربية وله في روسيا أكثر من 25 سنة ولا يتقن اللغة الروسية، اذهب وتعلم الروسية جيدا".
ليس وحده مراسل العربية يقع في هذا الجهل، إجمالا من يتابع الإعلام العربي تحديدا يلحظ تخبط هذا الإعلام في استيعابه للموقف الروسي من الأزمة السورية، حيث تم النظر إليه على أنه موقف قابل للتعديل والتبدل، والأمر رهن مهارة الغرب في اختيار الثمن المطلوب.
لم يكن جديدا، كما يخيل للبعض الموقف الروسي الأخير الرافض للتدخل في سيادات الدول، ولكن الجديد على ما يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية  تتأمل بأن تستخدم روسيا ورقة الفيتو من أجل احتواء الموقف، لأن إدارة اوباما تريد حلا سياسيا يحفظ ماء وجهها في ظل الانتصار الذي تحققه القيادة السورية على الأرض.
وبالتالي فان أي تدخل عسكري خارجي في هذه الفترة وما بعدها يبدو مستحيلا، فالسيناريو الجورجي ما زال ماثلا في أذهان من يعنيهم الأمر، ويؤكد أن الروس حاسمون في هذا المجال إلى ابعد الحدود، وأعدوا سيناريوهات لأشد الاحتمالات سوءا بما فيها الحرب، فقد تم وضع مخططات كبيرة ومحسوبة، منها سيناريو دفاعي افتراضي لحماية المنطقة كلها من سوريا ولبنان إلى إيران وأذربيجان ومنطقة القوقاز.
ونتيجة لذلك فان الروس مطمئنون إلى الأوضاع على الأرض في سوريا، ولا يخشون من أي تداعيات على موقع القيادة السورية الرسمية لأنها مدعومة شعبيا وتمتلك جيشا عقائديا متماسكا والقيادة السورية لديها ما يكفي من المال والعتاد والرجال للذهاب في لعبة عض الأصابع مع الغرب حتى النهاية ولو استمر ذلك لسنوات.