دام برس – خاص – اياد الجاجة
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد، منذ الأزل كانوا وما زالوا الشعراء يسطرون تاريخ الأمة بنفحات وطنية تعبر عن مكنونات الجماهير على امتداد المساحة الجغرافية الناطقة بلغة الضاد.هذه المقدمة لا تعني أننا سنتحدث عن أديب أو شاعر معاصر كان أو من العصور الوسطى فهذا شأن آخر، لكن استدعت ملامح الشخصية السياسية والإعلامية التي كان لنا شرف اللقاء بها على صفحات موقعنا وما تحمله من هوية قومية ذات أبعاد وطنية أبت ألا تكون إلا منحازة إلى قضية الجماهير في سورية لا تزلفا ولا ملقا، لقد رأت وبوضوح ساطع وأدركت حجم المؤامرة على دمشق العروبة التي ناصرت ووقفت إلى جانب كل الجماهير العربية على امتداد مساحة الوطن العربي. - تتوجه الأنظار إلى مهمة كوفي عنان ومجلس الأمن الدولي وذلك لإيجاد حل للأزمة السورية كمحلل سياسي وإعلامي ما هي توقعاتكم لنجاح تلك الخطة ؟
دائما سورية تكون على مفترق طرق و اليوم هي على مفرق من أصعب المفارق الدولية ودائما تكون خيارتها ناجحة لأنها تعتمد على قدرة إلهية موجودة إضافة إلى نجاح سياساتها الدولية ومبادئها الثابتة، وإذا عدنا إلى السنوات الماضية فان سورية قد تعرضت إلى الكثير من الضغوط الدولية ابتداء من الحراك الدولي لإطلاق عملية السلام وذلك عبر المفاوضات المباشرة والغير مباشرة انتقالا إلى رحيل القائد الخالد حافظ الأسد واستلام السيد الرئيس بشار الأسد لمقاليد السلطة وحالة الانفتاح التي رافقت هذا الاستلام من فتح للمنتديات ونهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي السوري إضافة إلى الموضوع العراقي والاحتلال الأمريكي للأراضي العراقية مرورا إلى اغتيال رفيق الحريري في لبنان وحرب تموز وحرب غزة إلى أن وصلنا إلى ما يسمى ثورات الربيع العربي لكن القيادة السورية تمكنت باجتياز كل هذه الأزمات بنجاح وذلك عبر هدوئها السياسي.
إن الأمريكان قد لعبوا الدور الرئيسي في خلق الأزمة السورية وقد بدئوا لعبتهم عبر محاولتهم فك الارتباط مع قطاع غزة وسحب حركة حماس إلى الجانب القطري من خلال الترويج بأن النظام السوري سيسقط وأن القطريون هم الوحيدون القادرون على الحفاظ على مصالح الحركة إضافة إلى الوضع العراقي المغيب عن الساحة الإقليمية ويأتي ذلك عبر طبيعة العقل الأمريكي وهو عقل مستعجل دائما ولذلك فالوقت عدوه الحقيقي بينما القيادة السورية والمجتمع السوري يعتمد على الصبر ولذلك فان السياسة السورية تنجح في اللعب على حافة الهاوية أو سياسة العض على الأصابع ولابد من أن اذكر بأن اللعبة الأميركية في سوريا هي لعبة نظيفة بحيث لم يتورط الأمريكان بشكل مباشر على الأرض لأنهم تدخلوا عبر شبكات من المرتزقة بينما في الوقت نفسه كان الفرنسيون والأتراك وبعض الأعراب تورطوا بشكل مباشر على الأرض السورية من خلال إرسالهم عناصر تقاتل مع الجماعات المسلحة . إن الهدف الرئيسي الآن للسياسة الأمريكية هو استنزاف القدرات السورية إضافة إلى تسهيل عمل السيد عنان بإيجاد حل للازمة السورية، والقيادة السورية تعلم أن البعد الإقليمي للازمة السورية يلعب دورا كبيرا في إيجاد حل لها لأن لسورية ارتباط وثيق بكل ما يجري في المنطقة العربية من البحرين إلى السعودية مرورا بدول الجوار، ناهيك عن دورها الداعم لكل حركات المقاومة في المنطقة وعلى الأخص دعهما المستمر لحزب الله، في ضوء ذلك فقد تحولت سورية إلى قطب رئيسي في صراع الأقطاب العالمي. - برأيكم ما هو السر في توقيت المناورات السورية الأخيرة التي جرت تزامنا مع مناورات الرسول الأعظم في إيران وما هي الرسالة التي أراد السوريون أن تصل ؟
إن مكسب الوقت الطويل الذي حصلت عليه سورية عبر دبلوماسيتها الهادئة والتي أرهقت الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا،وبعد الخسارات والفضائح الإعلامية التي تمر يوميا على المجتمع الدولي وعلى الأعراب المتورطين في محاولة تدمير سورية وفي أجواء هذه المهزلة التاريخية فان الوقت كان في مصلحة القيادة السورية ومن خلال الحسم العسكري الذي طالب به الشارع السوري المترافق مع الخيار السياسي وبالتزامن مع العمليات التي تقوم بها الجهات المختصة السورية في المدن التي تتواجد بها العصابات المسلحة فإن قيام الجيش العربي السوري بعدة مناورات ناجحة وعلى قدر عالي من الأداء فهي رسالة إلى كل المشككين بانتصار القيادة السورية بحيث تأتي هذه المناورات وفي هذا الوقت تحديدا دليلا على أن القيادة السورية مرتاحة وأنها تمسك مفاتيح الحل على الأرض، الآن وبعد سنة وأربعة أشهر من عمر الأزمة أصبح المجتمع السوري بكافة شرائحه يعي حقيقة الأزمة ولنتكلم بصراحة فمعظم المناطق التي كانت تخرج بها المظاهرات قد توقفت حتى في المدن التي لم يدخلها الجيش.
- ما هي الدوافع الرئيسية لكل من تركيا وقطر بمعاداة سورية وهل لمشروع ربط البحار الخمسة الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد دورا في هذا العداء؟ - على ما يبدو فإن رياح التغيير تهب على منطقة الخليج العربي، كيف تقيمون الحراك الشعبي في تلك المنطقة من امتنا العربية؟
إن الحديث حول الخليج العربي ونخص بالذكر ما يحدث في الجزيرة العربية هذه الدولة ليست السعودية وإنما هي الجزيرة العربية لا نقول عن اسرائيل أنها اسرائيل إنما الكيان الصهيوني. إن نظام آل سعود جزء من الكيان الصهيوني باختلاف الاسم والمعنى وما يحدث في السعودية هو حراك شعبي قائم ضد نظام آل سعود فقد أفرزت الأحداث الأخيرة مجتمعا واعيا لمصالحه لان المجتمع في السعودية قد اضطهد من قبل نظام آل سعود بعدة أشكال ومنها الاضطهاد الديني، وقد تشكلت في دول الخليج حالة من الحراك الشعبي السلمي الذي يطالب بحقوقه في احترام الحريات على مختلف أنواعها.
- مازالت قضية المخطوفين اللبنانيين معلقة وقد تم التعتيم الإعلامي على هذه الأزمة، هل تمتلك أي معلومات عن المخطوفين والى أين وصلت قضيتهم ؟
- منذ بدء الأزمة السورية والحديث يدور حول إقامة مناطق عازلة وممرات إنسانية، هل ما يجري في شمال لبنان هو تحضير لإقامة منطقة عازلة وتحديدا في عكار؟
إن محاولتهم تحويل عكار أو طرابلس إلى كوريدور للتدخل الخارجي لم ولن تنجح لأنه كان يوجد مناطق أخرى من السهل أن تكون كوريدورات للتدخل الخارجي لكنها لم تنجح وفشلت ويعود فشلها إلى الأسباب التالية أولا الوجود العسكري للجيش العربي السوري وخصوصا بعد العمليات الناجحة والمنتظمة التي قام بها الجيش العربي السوري في حمص بحيث جعل الحدود بين وادي خالد ومنطقة عكار منطقة عسكرية آمنة وذات قدرة استخبارية في استنباط كل التحركات داخل الأراضي اللبنانية والنقطة الثانية بأن أهالي منطقة عكار أناس بسيطون يعملون بالزراعة لكن تم التلاعب ببعضهم عبر المال ولذلك كل شيء يشترى بالمال لا ينجح لأنه غير مدعوم بأي عقيدة أو موقف ثابت. - ما هو الهدف الحقيقي من وراء الحديث حول إيقاف بث المحطات الفضائية السورية؟ إن الحديث حول إسقاط المحطات السورية و إيقاف بثها عبر الأقمار الصناعية هو مجرد لعبة عربية لإشغال الرأي العام فقط، وبعد أن تم الحديث حول هذا الطرح قمت بالاتصال ببعض الجهات الخارجية التي لها تأثير بالوضع الإعلامي العربي وقد اخبروني بان كل هذه المحاولات هي مجرد كذب وتلاعب بالرأي العام وهي جزء من الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب السوري ولكن النتائج كانت لصالح الإعلام السوري بحيث توجهت الأنظار إليه وتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجاوز مثل هذه الحالات وعلينا أن نلاحظ بأن الأعلام السوري قد نهض وتطور بشكل كبير في هذه الأزمة وقد لعب دورا كبيرا في كشف الكذب والتضليل لقنوات الخداع الإعلامية. - ما هي رسالتكم إلى الشارع السوري عبر موقعنا؟
أستطيع من خلال موقع دام برس أن أتحدث إلى السوريين بمفصل وحيد وقصير جدا هذا المفصل يمكن جمعه في قصة قصيرة جدا وتاريخية، وهي القصة التي تروي لنا أحداث دخول القائد الإسلامي خالد بن الوليد إلى دمشق القديمة عبر سورها من الباب الشرقي، عندما التقى بعدد من الشخصيات الدينية المسيحية الذين أتوا بمفاتيح الكنائس إلى هذا القائد الإسلامي وقالوا له أننا نشترك معكم في العروبة، السوريون العرب دخل إليهم الإسلام ابيض ولم ترق دماء على أبواب دمشق، هذا يعطينا انطباعا رائعا جدا على وعي المجتمع السوري بضرورة عدم إراقة الدماء وعلى ضرورة الالتزام بالعلاقات الاجتماعية المتينة التي يمتلكونها ويكفي أن أقول دائما أنهم يمتلكون أقدم طريق مأهول بالعالم وهو الشارع المستقيم الذي مشي فيه بولس الرسول وجاء إلى كنيسة حنانيا واعتقد أن كل السوريين ومن كل المحافظات مشوا في هذا الطريق وتباركوا في هذا الطريق وهم إخوة وأحبة و أنا أراهن على أن تكون سوريا في المستقبل بلدا واعيا ومتينا وقويا بكل أبنائه ومن كل مشاربهم واختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية. |
||||||||
|