دام برس
حريتي تبدأ عندما تنتهي حرية الآخرين، ولكن المشكلة في يومنا هذا في مفهوم هذه العبارة عند الآخرين، لأن بعض الآخرين أصبح يتشدق بالحرية وباتت مطلبا لكل من هب ودب فلقد تحول كل قاتل ومجرم وسلفي وتكفيري وقاطع طريق الى ناشط من أجل الحرية وبعض المنافقين والمتاجرين بدماء أبناء الوطن تحولوا الى فلاسفة يحاضرون بالحريات على اختلاف أنواعها، وقد بات مؤشر الحرية في السوق العالمية يتأثر بمقدار الدماء السورية التي تنزف على أرض الوطن.
وهذا الآخر الذي يعتلي الأكتاف ويصدح بالهتاف منادياً بالحرية السلمية على طريقته الاقصائية بات يتهم الغالبية العظمى من أبناء وطنه بأنهم خانعون خاضعون قادمون من عصر العبودية والجاهلية وفي هذا السياق أحببت أن أوجه لهذا الآخر الرسالة التالية عبر مقارنة بين زمن حريتنا وزمن حريتهم واليكم الحكم دام فضلكم.
في زمن حريتنا كان الدولار يعادل 48 ليرة سورية وفي زمن حريتهم أصبح يعادل أكثر من 72 ليرة سورية.
في زمن حريتنا كنا نسمع أصوات الأطفال وهم يغنون وفي زمن حريتهم أصبحنا نسمع الأطفال يبكون والنساء يندبون.
في زمن حريتنا كانت المعالم الأثرية والأماكن السياحية مليئة بالزوار وفي زمن حريتهم أصبح تلك الأماكن خاوية على عروشها ليل نهار.
في زمن حريتنا كنا نخرج من بيوتنا ونعلم أننا عائدون وفي زمن حريتهم أصبحنا نخرج لا نعلم إن كنا سنعود أشلاء أو سنصبح مفقودون.
في زمن حريتنا كنا لا نسمع صوت الرصاص إلا بالأعراس ولا نشاهد أنواع الأسلحة إلا على شاشة التلفاز وفي زمن حريتهم أصبحنا نألف صوت الرصاص واعتدنا من التفجيرات الاهتزاز.
في زمن حريتنا كانت الحافلة تقل الأطفال الى الروضة وفي زمن حريتهم أصبحت الحافلة تقلهم الى الجنة.
في زمن حريتنا كنا نتغنى بالوحدة الوطنية وفي زمن حريتهم أصبحنا نهدد بالحرب الطائفية.
في زمن حريتنا كنا نحترم الرأي والرأي الآخر وفي زمن حريتهم أصبحنا نخاف من الآخر.
القائمة تطول وتطول ولكن فصل الخطاب أيها الآخر يا من تدعي الحرية الوهابية أن حماة الديار هم الحرية الحقيقية، وأن السيد الرئيس بشار الأسد هو حامي القضية ورمز الوحدة الوطنية ودائما القلب السوري ينبض بالوطنية، هل عرفتم الآن أصل القضية.