دام برس - أحمد صارم
لا يخفى على أحد التناقض الواضح في شعارات و أهداف مدعي الثورة في سورية ، و ربما مرد ذلك إلى الاختلاف في مستويات الصراحة بينهم !
فعلى سبيل المثال ، نجد معارضين يقولون أنهم يريدون دولة لجميع السوريين تحمي حقوقهم جميعاً ، و بالمقابل نجد أطرافاً مثل عدنان العرعور و مأمون الحمصي لا يكفّون عن التهديد و الوعيد للأقليات التي من أسباب معاداتها لثورة الرعاع هي أنها ثورة متطرفين و أصحاب فكر فاسد بالدرجة الأولى.
و فيما يتعلق بشكل الدولة المستقبلي (بعد النجاح المفترض للثورة المفترضة)، نجد من يطالبون بدولة مدنية علمانية و آخرين بدولة "إسلامية" و لا يخجلون من رفع علم القاعدة أو التفاخر بالكتائب التي تشكّلها في سورية ، و نضع الاقتباس هنا لأن هذه كلمة (الإسلام) تستخدم كأداة و ليست غاية و هم أبعد ما يكونون عنها.
و عبر الأشهر الماضية ، وجدنا كثيراً من التناقضات بين مدّعي السلمية و المطالبين بحمل السلاح الذين بدورهم ينقسمون إلى قسمين : قسم يطالب بحمله "للدفاع عن النفس" و آخر "للجهاد" علماً أن هذه الكلمة دينية بحتة و لا علاقة لها بكلمة "ثورة" ، و ما يقولون أنها ثورة لم تكن يوماً سلمية رغم أنهم ظلوا يتشدقون بهذه الكلمة لأشهر عديدة.
و نلاحظ أيضاً التناقض في أسماء الجمع ، فبين تلك التي تعكس الطابع الديني مثل جمعة (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) و جمعة (من جهز غازياً فقد غزا) و بين أسماء مثل جمعة (سورية لكل السوريين).
و ربما تكون قمة النفاق في موقف أدعياء الثورة مما يحصل في البحرين ، فهم يؤيدون النظام الملكي و الأسرة الحاكمة في البحرين ضد المحتجين في تناقض صارخ مع المبادئ التي ينادون من أجلها ، و ربما يكون الاتفاق الوحيد هو في استجرار المحتل الخارجي لتدمير الوطن ..!