دام برس – غزل الموسى :

 على الرغم من جبهات الحرب المشتعلة على أكثر من محور في البلاد، إلا أن  السوريين لازالوا  يحتفظون بشعلة مضرمة في زاوية مرمى بعيدة لم تستطع الرياح الغادرة أن تطفئها، فقد كان حارس هذه الشعلة يعيد إضرامها كلما خفت نورها، فلم تكن المباراة التي جرت يوم الخميس 23 آذار/ مارس إلا وقود جديد أضاف لهذه الشعلة بريقاً خاصاً لم يقتصر مداه على الحدود المحلية بل أستطاع لفت الأنظار العالمية إليه.

حيث حصد المنتخب السوري  فوز ثمين استطاع أن ينهي فيه مواجهته  أمام خصمه الأوزبكي في أولى مباريات الإياب التي خاضها، والتي جرت على ملعب هانغ جيبات بمدينة ملاكا الماليزية ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، فاستطاع بهدف جاء في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء أن يختار الطريق القصير ويترك لخصمه محاولات تعديل النتيجة التي اتسمت بالتسلل.

فبعد تبديلات أجراها المدرب  أيمن الحكيم، جاءت الدقيقة 90 بركلة جزاء وقعها المهاجم عمر خريبين بعد أن حصل عليها البديل فراس الخطيب الذي دخل الملعب في الخمس دقائق الأخيرة من عمر المباراة، عن هذه اللحظة صرح المهاجم محمود المواس لدام برس : رغم التأخر بالهدف ورغم الأفضلية التي تمتعنا بها من بداية المباراة إلا أنه جاء بوقت مميز بالنسبة لنا، وتابع : تنتظرنا مباراة قوية مع منتخب كوريا الجنوبية وهي التي ستحدد المراكز، نتطلع إلى المركز الثاني و نحن قادرين على ذلك بإذن الله.

                ولم تغب التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي  طيلة وقت المواجهة والتي تحدث معظمها  عن الجرعة الجديدة من الروح المعنوية، كان مصدرها الأسماء التي  استدعاها الحكيم مؤخراً، و التي  لوحظ غيابها عن قميص المنتخب في الفترات السابقة، الأمر الذي أكده حارس المنتخب السوري ابراهيم عالمة في حديثه لدام برس  فقال : إن الأسماء التي تم استدعائها أثرت بشكل كبير على أداء المنتخب وبشكل فعال، والدليل الأكبر على ذلك ما جرى في المواجهة الأولى لنا في الإياب مع اللاعبين الذين أضافوا المزيد من الخبرة  على تشكيلة الفريق، وبعد الفوز الذي حققناه بالطبع زادت المعنويات و الرغبة لتحقيق انتصار أهم.

و لم يمر  افتتاح مباريات الإياب مع مواجهة سوريا لإوزبكستان دون  عنونة الصحف العالمية  له خاصة بعد نتيجةٍ حسمت لصالح نسور قاسيون والتي وصفتها صحيفة الماركا الإسبانية بأنه حلم لا يزال قائم، وعن مجريات هذه  المباراة تحدث كابتن منتخب سوريا السابق زياد شعبو لدام برس أن المنتخب السوري كان باستطاعته حسم النتيجة بوقت أبكر وأن الهجوم لم يكن بالفعالية المطلوبة لهذا تأخر الفوز الذي لعبت به خبرة فراس الخطيب دوراً مهماً

أما في الحديث عن مواجهة كوريا الجنوبية وضح شعبو لدام برس : علينا التركيز على الدفاع وبالوقت ذاته يجب ألا ننسى الهجوم، المباراة  قوية وتحتاج الكثير من التوازن، فكوريا ليست بالخصم السهل وخاصة أننا سنلعب على أرضها، و فيما عدا حرمان عمر ميداني من اللعب  فالمعطيات على الأرض  إيجابية وتبشر بالخير، وتابع : في مجموعة تتصدرها إيران و تليها كوريا وبعدها أوزبكستان و منتخبنا رابعا بثمان نقاط،  فالفوز في مباراة يوم الثلاثاء سيحجز لنا المركز الثالث على أقل تقدير.

يذكر أن المنتخب السوري سيواجه منتخب كوريا الجنوبية  يوم الثلاثاء 28 آذار/مارس،في 90  دقيقة أخرى  سيستطيع من خلالها  السوريون  أن يُجلسوا الحرب على دكة الاحتياط و يستبدلوها بمنتخب لطالما وقفوا خلفه و بحوا الحناجر لأجله عسى أن يصل صوتهم إليه ولو كان من خلف الشاشات فالأرض المضيفة لم تعد عائقا أمام حماس تخطى المكان وعبر الحدود