دام برس - وسيم قشلان:

«الهوليجانز»، للوهلة الأولى عندما تسمع هذه الكلمة، تربطها بالجماهير الإنجليزية، فهذه الظاهرة أطلق عليها البعض «الداء الإنجليزي»، لأنها ظهرت لأول مرة في الملاعب الإنجليزية، حيث «التعصب الأعمى» من قبل بعض الجماهير لأنديتها، حتى وصل بها الأمر للاشتباك والشجار مع الجماهير المنافسة، حتى وصل لبعض الأحيان إلى أعمال قتل!.

تاريخ كرة القدم الإنجليزية فيما يخض عنف بعض الجماهير طويل وعريض، وقد صنعت أفلام وخرجت كتب حول هذا الأمر، حتى أن ذلك رسخ كفلكرور في بلاد مهد كرة القدم، وهو ما أساء لسمعة الجماهير الإنجليزية، كما أضر بكرة القدم الإنجليزية وتسبب في حوادث مأساوية، كان أبرزها كارثة هيسل في عام 1985.

فعلى ملعب «هيسل» في بلجيكا لقى 39 شخصًا حتفه بسبب أعمال شغب خلال مباراة يوفنتوس وليفربول في نهائي كأس الأندية الأوروبية، حين فقدت مجموعة من «هوليجانز» جماهير ليفربول صوابها واخترقت السياج الذي يفصل بينها وبين جماهير يوفنتوس، التي حاولت الهرب، لكن مع تكتلها في منطقة واحدة، انهار جزء من الملعب، وتحدث الكارقة بهذا العدد الكبير من الضحايا.

ليفربول لم يكن الوحيد المتضرر من هذه الكارقة، بل أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر حرمان جميع الأندية الإنجليزية من المشاركة في أي بطولة أوروبية لمدة 5 أعوام (1986 إلى 1991) في حين امتد حرمان ليفربول إلى عام 1992 باعتبار جماهيره السبب في هذه الكارثة.

- نظرة تاريخية

في السابق في إنجلترا كانت الشجارات بين مجموعات «الهوليجانز» في إنجلترا متفق عليها سلفًا، حيث تتفق المجموعات على المكان الذي يكون عادة بعيدًا عن ملعب المباراة وعن أعين الشرطة، ومن ثم يبدأ الشجار، ووفقًا لبعض الروايات فإن أول حوادث الشغب في إنجلترا تعود إلى عام 1880 حيث كانت المدن الإنجليزية والأحياء خاضعة لحكم العصابات. 

هناك واقعة يذكرها الإنجليز جيدًا في عام 1885 في مباراة بين بريستون نورث وأستون فيلا، والتي انتهت بفوز الأول 5/0، حيث شهدت معركة طاحنة بين جمهور الفريقين، استخدموا فيها الحجارة والعصي حتى أن بعض اللاعبين تعرضوا لإصابات عنيفة.

نعم تبدل الحال قليلاً، وانحدرت ظاهرة «الهوليجانز» في إنجلترا، والفضل بنسبة كبيرة يعود إلى رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجرت تاتشر الملقبة «بالمرأة الحديدة»، حيث سنت الحكومة البريطانية في عهدها قوانين مشددة، تقضي بسجن مثيري الشغب، ومن ينضم إلى هذه القواعد العنيفة من الجماهير، وقد نجحت هذه الخطط بنسبة كبيرة، ولا عليك سوى مشاهدة أي مباراة في إنجلترا، ستجد عدم وجود أي حواجز بين المدرجات والملاعب، ففي بعض الملاعب تجد أن المسافة بين المدرجات والملعب نفسه أقل من متر!

وعلى الرغم من تقلص ظاهرة الهوليجانز، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود بعض الجماهير الإنجليزية المعروفة بعنفها، دعونا نستعرض معكم أبرزها استنادًا للموسم الماضي، ولبعض الحقائق التاريخية.

- والسال

قد تندهش عندما تعلم أن القاعدة الجماهيرة الأكثر خطورة في إنجلترا، هي تلك التي يمتلكها نادي والسال، الواقع في وست ميدلاندز، خاصة أن النادي ليس من الأندية المرموقة في إنجلترا!

استنادًا إلى بعض الإحصائيات وتقرير نشره موقع «بليتشر ريبورت» الأمريكي في فبراير الماضي، فإن عدد المعتقلين من جماهير والسال بلغ 42 معتقلاً من متوسط حضور جماهيري بلغ أكثر من 42 ألف متفرج، أي بنسبة 0.99%.

15 مشجعًا لفريق والسال اعتقال بتهمة «إثارة العنف»، وواحد لحيازة سلاح، وفي 14 أكتوبر الماضي تم تسجيل أضرارًا عامة قدرت بقيمة 60 ألف جنيه إسترليني، بسبب شجارات وقعت بين مشجعي والسار ومشجعي شروسبري الذي يدخل يمتلك مجموعات عنيفة هو الآخر.

- ميلوول

إذا كانت هناك مباراة طرفها نادي ميلوول، فعليك توقع الأسوأ، هل تعرف ماهي كلمات النشيد الذي يتغنى به جمهور ميلوول، يقول «لا أحد يحبنا، لا أحد يهمنا!».

جمهور ميلوول لديه تاريخ طويل من العنف، وهو ما طغى على سمتعهم، ففي عام 1965 استخدمت الشرطة البريطانية القنابل اليدوية خلال مباراة لميلوول أمام برنتفورد! 

في عام 2013، قام مشجعو ميلوول بأعمال شغب خلال مباراة ويجان في كأس إنجلترا، ما أدى إلى اعتقال 11 منهم، وأسفرت هذه الأعمال عن إصابة 4 من رجال الشرطة!

- نوتنجهام فورست

تعرض 69 مشجعًا لنوتنجهام فورست «بطل أوروبا مرتين» للاعتقال منهم 16 اتهموا بإثارة الشغب، كما أعلن العام الماضي. نسبة المعتقلين من القاعدة الجماهيرية الخاصة بنوتنجهام فورست بلغت 0.27%. وكشف تقرير لصحيفة الميرور عن سجن 15 من مثيري الشغب بعد مشاجرة جماعية مرعبة في إحدى محطات القطار، أغلبهم كانوا من أنصار نوتنجهام.

بعد شهور من ذلك الحادث، وقعت مشاجرة في حانة بين بعض أنصار نوتنجهام وخصومهم في منطقة ميدلاند الشرقية، ديربي كاونتي بعد المباراة التي فاز بها نوتنجهام بهدف دون رد.

- نيوكاسل يونايتد

وصفت صحيفة «ديلي ميرور» جماهير نادي نيوكاسل يونايتد بأنها الأسوأ على الإطلاق!. عليكم فقط أن تنظروا للوجوه مدرجات ملعب «سان جيمس بارك»، لتعرفوا أنكم في مكان ليس بالسهل على الإطلاق!، ستجدهم دائمًا عراة في أجواء شديدة البرودة!

حتى أحصنة رجال الشرطة لم تسلم من عنف جماهير نيوكاسل، ففي عام 2013 وبعد الخسارة أمام الغريم سندرلاند، قامت جماهير النادي بأعمال شغب عنيفة للغاية، تعرض خلالها أحد رجال الشرطة لإصابة نقل على إثرها إلى المستشفى، وأسفرت عن اعتقال 27 شخصًا.

أحد مشجعي نيوكاسل قام بضرب أحد الخيول التي تستخدمها الشرطة ما أدى إلى إصابته، بعض جماهير سندرلاند استغلت هذا الأمر، وقامت بزيارة هذا الحصان، وأهدته وشاح النادي!

- بريستول روفرز

يرى البعض أن جماهير بريستول روفرز هي الأخطر في إنجلترا، استنادًا إلى الواقعة الغريبة التي حدثت الموسم الماضي، حين اقتحم مشجعو النادي الملعب أثناء مباراة أمام مانزفيلد تاون في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، حيث وصفت جريدة بريستول بوست المحلية «المشجعون جلبوا العار للمدينة».

أشهر صورة لهذه الأحداث، كانت لرجال الشرطة وهم يقتحمون الملعب بالخيول، لمحاولة السيطرة على الموقف. وطوال الموسم تم اعتقال 57 شخصًا، ووجهت تهم إثارة الشغب لـ35% منهم.

- شوروسبري تاون

رغم أنه نادٍ صغير للغاية في إنجلترا، إلا أنه جماهيره تصنف من ضمن أعنف القواعد الجماهيرية الإنجليزية، فبحسب إحصائية فإن متوسط الحضور الجماهيري لشوروسبري يبلغ 5.735 مشجعًا، 0.54% منهم يتم اعتقاله بتهم إثارة الشغب!

تشيلسي واجه رحلة محفوفة بالمخاطر هذا الموسم إلى شوروسبري عندما واجهه في دور الـ16 من كأس الرابطة، ومرت الأمور بسلام، حيث فاز بشق الأنفس بهدفين مقابل هدف.

- مانشستر يونايتد

من المعروف أن ملعب «أولد ترافورد» لم يعد أسعد مكان في إنجلترا منذ رحيل السير أليكس فيرجسون. هذا على ما يبدو السبب في إثارة غضب بعض جماهير الفريق، فبحسب «مانشستر إيفنينج نيوز» فإن 112 مشجعًا اعتقلوا الموسم الماضي بسبب حوادث شغب، وهو الرقم الأكبر من بين أندية البريميرليج الموسم الماضي.

ووفق التقرير فشرطة مانشستر الكبرى تعاملت مع أعمال عنف قامت بها مجموعة من جماهير النادي، ووقعت معارك في الحانات ومواقف السيارات، كما اقتحم أنصار النادي بعض البوابات في المباريات.