دام برس :

لم تشفع الكرات التي تصدى لها حارس المنتخب السوري للناشئين "وليم غنام" له من هدف غير شرعي , لكن هذه المرة كان عبر النيران الصديقة المتمثلة بالاتحاد الرياضي السوري والذي سجل هدفاً غير شرعي في شباك الموهبة السورية الصاعدة وليم غنام الذي تلقى عرضاً للاحتراف في أحد الأندية الألمانية ليتفاجئ عند الحدود السورية اللبنانية بمنعه من السفر بقرار تعسفي من اتحاد الكرة السوري الذي حال بين الموهبة السورية الصاعدة ورحلة الاحتراف في بلاد " البوندسليغا " .

"غنام" الذي لم يجد مبرراً لقرار منع السفر الصادم من قبل الاتحاد الرياضي في سوريا حيث شكل القرار عقبةً كبيرةً أمام مستقبل الشاب السوري صاحب الابتسامة الوسيمة الذي لم يستطع السيطرة على موجة الاحباط التي اجتاحت حياته بعد القرار الظالم حيث غرد حارس عرين ناشئو سوريا على صفحته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي :

" أين الحل ؟! .. أبي يرفض عودتي للعب كرة القدم في سوريا بعد الموقف الذي حصل على الحدود وقصة منع السفر الغير قانونية ..

فقد وضعني والدي بين خيارين فإما السفر والاحتراف ولعب كرة القدم في الخارج والعودة لتمثيل المنتخب السوري في حال تم استدعائي لتمثيله في أي بطولة . ( فبلدي أولاً) أو العودة لمقاعد الدراسة ونسيان كرة القدم والكلام للغنام ..

واستطرد الشاب الذي شارك في تأهل المنتخب السوري للناشئين لنهائيات كأس العالم في " تشيلي " العام القادم حيث تابع في تغريدته : أنا لا أستطيع السفر بسبب قرار المنع الصادر من قبل الاتحاد فعذراً جمهورنا عذراً سوريا " ما باليد حيلة " , الكلمة والقرار الفصل لأبي فأنا لازلت دون السن القانوني وأبي يريد لي مستقبلاً جيداً و يرى أنه لا مستقبل للاعب كرة القدم في بلدنا .. شكراً جمهورنا شكراً لكل من دعمني في مسيرتي التي انتهت قبل أن تبدأ , وداعاً حلمي وداعاً كرة القدم , ختم الغنام .. !

ليست غريبةً القرارات التعسفية والمعتادة للاتحاد الرياضي العام الذي غفل سابقاً عن رعاية المواهب السورية محلياً كما غفل أو تغافل عن استدعاء الكثير من المواهب السورية السابقة والحالية في ملاعب أوروبا لتمثيل المنتخبات الوطنية وليس غريباً عن اسماءٍ صمدت في سدة القرار الرياضي أن تلتزم العقلية الخشبية الرتيبة والمعادية لنهوض وتطور الرياضة في بلد يمتلك من المواهب ما يجعله قادراً على التواجد بين مصاف الدول المتقدمة رياضياً في آسيا على أقل تقدير ..

المشكلة الحقيقية لا تكمن في القضاء على موهبة سورية صاعدة كـ " وليم " ولا في عدم استدعاء لاعب كـ " عمر السومة " لتمثيل المنتخب السوري خاصةً بعد أن لفت اللاعب انتباه مسؤولي نادي فيردير بريمن الألماني على الرغم أن "السومة" قدم اعتذاراً خطياً عن موقفه السياسي وصرح عن رغبته الكبيرة في تمثيل المنتخب الوطني السوري , الكثير يعرفون فراس معلا وهشام المصري ومجد غزال وغادة شعاع وعهد شغيلي وغيرهم الكثير من الأبطال الذين رفعوا علم الوطن عالياً وجميعهم كانوا ممن مارس ألعاب الفردية وهذا يدل على عجز الاتحاد الرياضي عن دعم الألعاب الجماعية وأن الانجاز السوري يتحقق بجهود فردية صرفة دون دعم أو مؤازرة من الاتحاد المسؤول عن دعم المواهب الصاعدة والعمل على تنظيم العمل خصوصاً ضمن الفئات العمرية التي تشكل نواة المنتخبات الوطنية في سوريا ..

من حق الرياضة السورية خصوصاً في الألعاب الجماعية أن تنافس في البطولات العربية والعالمية ومن حق الجمهور و الرياضيين السوريين أن يروا منتخباً يمثل وطنهم في المحافل العالمية ولو لمرة واحدة , من حق الشباب السوري أن يحظى بوزارة للشباب والرياضة بحيث يتم استثمار المواهب والطاقات الشابة ضمن عمل مؤسساتي منظم خاضع لرقابة الدولة السورية وليس لبيروقراطية وسلطة المكاتب ..