دام برس - وسيم قشلان:

مع إسدال الستار عن عام 2014، نتطرق إلى أبرز الأحداث الكروية التي عايشناها في موسم مثير، شهد فوز ألمانيا بكأس العالم، وهيمنة الأندية الإسبانية على البطولات القارية والعالمية.
بدايةً نتطرق إلى أبطال الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، في إسبانيا وإنكلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا.
أتلتيكو مدريد يكسر هيمنة قطبي الكرة الإسبانية
حقق أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني "لاليغا" للمرة الأولى منذ خمسة عشر عاماً، ليكسر بذلك هيمنة برشلونة وريال مدريد على اللقب المحلي لأكثر من عشر مواسم.
أتلتيكو مدريد حسم اللقب في المرحلة الأخيرة، وحقق اللقب من أرض برشلونة بعدما نجح بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وهو ما كان يحتاجه الأركنتيني "سميوني" للظفر بالبطولة.

مانشستر سيتي يخطف اللقب من ليفربول
فاز مانشستر سيتي على ويست هام يونايتد بثلاثية بيضاء، الفوز كان كافياً لتحقيق اللقب على حساب ليفربول، الأخير كان قد فرط باللقب بعد أن خسر على أرضة أمام تشيلسي بهدفين، الأمر الذي استغلال لاعبو الأوروغواياني "بيلغريني" أفضل استغلال في المراحل آخر أسبوعين من الدوري.

يوفنتوس يفوز بالسيري دون أي دون متاعب
للعام الثالث على التوالي السيدة العجوز تهيمن على لقب الدوري الإيطالي، في ظل عدم المنافسة الفعلية والتدهور الاقتصادي للعديد من الأندية أمثال ميلان وانتر ولاتسيو.
يوفنتوس حسم اللقب قبل أربع جولات من النهاية على حساب وصيفه روما.

غوارديولا يقود البايرن لبوندسليغا مثالية
واصل الإسباني "جوسيب غوارديولا" الفترة الذهبية التي يعيشها النادي البافاري، محققاً لقبي الدوري والكأس تباعاً، زعيم الكرة الألمانية تلقى خسارتين فقط طيلة موسم كامل وحسم اللقب أمام أقرب منافسيه بوروسيا دورتموند قبل نهاية البوندسليغا بست جولات.

نادي العاصمة يحقق اللقب للعام الثاني على التوالي
باريس سان جيرمان واصل تربعه على عرش الكرة الفرنسية، محققاً لقب الدوري الفرنسي "ليغ آن" للعام الثاني على التوالي، الفريق العاصمي قدم مستوى ثابتاً طيلة موسم كامل تحت قيادة المدرب "لوران بلان"، في حين حلّ موناكو ثانيا وضمن مشاركته في دوري أبطال أوروبا.

المانشافت بطلاً للعالم للمرة الرابعة.. وكبار الفرق تتهاوى في البرازيل
مع طي صفحة الدوريات الأوربية جاءت البطولة الأغلى على مستوى القارات، والحديث هنا عن المونديال الذي نجحت البرازيل بتنظيمه على أتم وجه، لكن لم تنجح السامبا بتقديم عرض ساحر كما اعتاد الجميع.
مستوى ثابت بدأه الألمان منذ بداية المونديال وختموه بنجمة رابعة ذهبية على قمصانهم الوطنية، ميسي ضحى ببرشلونة كرمى للتانغو، لم يشفع لمنتخبه بأكثر من الوصافة.
المفاجأة السارة للمونديال كانت الطواحين الهولندية، فريق ممزوج بين الشباب والخبرة، أمتع الجميع وكاد يصل لأيعد من البرونز لولا ركلات الترجيح، بدورها البرازيل المنظمة وصاحبة أكثر التتويجات القارية سجلت رقماً قياسياً في مونديالها وإنما يُحسب ضدها، فانقادت لخسارة مذلة أمام المانشافت الالماني بسبعة أهداف لهدف، خسارة اضطرت الاتحاد البرازيلي لترتيب الاوراق سريعاً، فأقال مدرب السباعية "سكولاري" وعيّن مدرب مونديال جنوب إفريقيا "دونغا" بديلاً عنه.
أداء ملفت للنظر ذاك الذي أتحفنا فيه المنتخب الكوستاريكي المتواضع على الورق، الند على أرض الملعب، الفريق القادم كوصيف مجموعته في الكونكاكاف عبر مجموعته بكل اجتهاد محققاً الفوز على بطلي العالم، الأوروغواي وإيطالياً في الدور الأول، قبل أن تنهي الطواحين الهولندية مغامرته التاريخية بالاعتماد على ركلات الترجيح.
المنتخب الإسباني كان شبحاً حقيقياً على أبطال نسخة جنوب إفريقيا، نهاية جيل بأكمله سطرها روبين وشنايدر بخماسية لن ينساها كاسياس والرفاق، وأكملها سانشيز وفيدال بثنائية تشيلية أكدت أن لا شيء ثابت في عالم كرة القدم، ليشهد المونديال على نهاية جيل ذهبي أمتع العام لنصف عقد من الزمن.
ممثل العرب الوحيد الجزائر، أثبت للجميع أن الكم ليس كل شيء، الجزائر سطّرت مونديالها بأحرف من ذهب بشهادة كل المتابعين والنقّاد، روح قتالة ولمسات فنية من طراز عالمي، أحرجت بطل العالم لاحقاً، وكادت توقف مشواره لولا الإنهاك البدني، فكانت الكرة الجزائرية خير مشرف للكرة العربية.
وترك المهاجم الأوروغوياني الدولي "لويس سواريز" بصمته الخاصة في البطولة عندما عضَّ "جورجيو كيليني" مدافع المنتخب الإيطالي في كتفه خلال مباراة الفريقين في الدور الأول للبطولة.
وكانت هذه هي واقعة "العض" الثالثة في مسيرة سواريز الكروية، مما أدى إلى قرار قاس من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بإيقافه تسع مباريات رسمية مع منتخب بلاده إضافة لإيقافه أربعة أشهر عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه الحالي برشلونة أو منتخب بلاده.

عام ملكي بامتياز
على مستوى البطولات الأوروبية كانت الأندية الإسبانية في الموعد كعادتها، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد كانا حاضرين لأول مرة في نهائي أوربي خالص في لشبونة كأول ناديين يخوضان النهائي من ذات المدينة، "راموس" أعاد الملكي للحياة بعدما دخل الشك واليأس قلب كل مشجع للفريق برأسية قاتلة في الدقيقة الثالثة والتسعين، ليكمل بعدها الفريق مهرجاناً تهديفياً في الأشواط الإضافية أكد بأنهم الأحق بالظفر بالعاشرة التي طال انتظارها مدة عقدٍ كامل.
هيمنة ريال مدريد القارية تواصلت فحقق لقب كأس السوبر الإسباني على حساب مواطنه إشبيلية بهدفين في سوانسزي الويلزية وببصمة برتغالية أصبحت معتادة لعشاق الفريق، متمثلةً بالهداف" كريستيانو رونالدو".
وقبل أيامٍ قليلة أكمل الملكي عامه الناجح مضيفاً سان لورنزو الأرجنتيني إلى قائمة ضحاياه، ليظفر ببطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه تحت مسماها الجديد، ولينهي عامه الكروي بتدوين اثنين وعشرين انتصاراً متتالياً، كاسراً رقم غريمه برشلونة موسم 2004، وليصبح بحاجة إلى ثلاثة انتصارات ليتخطى رقم كوريتيبا البرازيلي عام 2011، ويدخل موسوعة غينيس كأكثر نادي في العالم يحقق انتصارات متتالية.
وأكمل إشبيلية الهيمنة الإسبانية على الساحة الأوروبية محققاً لقب بطولة الدوري الأوروبي على حساب بنفيكا البرتغالي بركلات الترجيح، للمرة الثالثة في تاريخه.

عام السباق بين رونالدو وميسي
وعلى مستوى الجوائز الفردية، ظفر البرتغالي "رونالدو" بجائزة الحذاء الذهبي، مناصفةً مع الأوروغواياني "لويس سواريز" بتسجيلهما أكبر عدد من الاهداف في موسم 2013-2014، وبرصيد واحدٍ وثلاثين هدفاً.

الاتحاد الدولي لكرة القدم رشّح كل من البرتغالي رونالدو الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا في موسم واحد برصيد سبعة عشر هدفاً، والأرجنتيني ميسي والذي بات الهداف التاريخي الأول للدوري الإسباني كاسراً رقم تيلمو زارا والذي صمد لأكثر من ثلاثين عاماً، إضافة لتربعه على عرش هدافي دوري أبطال أوروبا مزيحاً هداف ريال مدريد التاريخي "راؤول غونزاليس" عن صدارة التهديف، والألماني مانويل نوير الفائز مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم الأخيرة، لجائرة الكرة الذهبية لعام 2014، تاريخ الإعلان عن الجائزة سيكون في زيوريخ السويسرية في الثالث عشر من يناير من العام الجديد.

عام لم يخل من مآسي
وشهد 2014 وفاة عدد من أعظم لاعبي كرة القدم السابقين مثل الأسطورة البرتغالي "إيزيبيو" والأسطورة الأرجنتيني- الأسباني "ألفريدو ستيفانو" والنجم الإنجليزي "توم فيني".
كما توفي كل من تيتو فيلانوفا المدير الفني السابق لبرشلونة، ومواطنه لويس أراغونيس المدير الفني السابق للمنتخب الأسباني الفائز بلقب يورو .2008
وتسبب تفشي وباء الإيبولا بغرب إفريقيا في مطالبة المغرب بتأجيل استضافتها لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2015 ولكن الاتحاد الإفريقي للعبة (كاف) رفض هذا وقرر نقل البطولة، التي تنطلق فعالياتها في 17 يناير/ كانون الثاني المقبل، إلى غينيا الاستوائية لتقام في نفس موعدها المحدد سلفا.

فضائح الفيفا تتواصل
وبالنسبة للفيفا، انتهى عام 2014 مثلما بدأ انصب معظم الجدل في الأسابيع الأخيرة على بطولة كأس العالم 2022 في قطر والتحقيقات التي أجريت بشأن ادعاءات الفساد في عملية منح استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب.
ويقرر الفيفا في 2015 إمكانية نقل البطولة إلى فصل الشتاء في قطر، كما أشار الفيفا مؤخرا إلى أنه سينشر نسخة منقحة من التقرير الكامل للتحقيقات التي أجريت بشأن بطولتي 2018 و2022 رغم تأكيده على عدم إعادة التصويت على أي من البطولتين.