Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 01:40:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ميناء الفاخورة شاهد على عراقة الحضارة السورية خلال الفترات الزمنية المتعاقبة
دام برس : دام برس | ميناء الفاخورة شاهد على عراقة الحضارة السورية خلال الفترات الزمنية المتعاقبة

دام برس:

يحتضن الساحل السوري عشرات الموانئ المغمورة في البحر والعائدة إلى الألف الثانية قبل الميلاد أبرزها البيضا وأوغاريت والفاخورة والتي كانت تشكل مرسى لأساطيل ضخمة تملكها شعوب تلك الحقبات.

وميناء الفاخورة على وجه الخصوص يشكل خليجا طبيعيا ومصنعا للفخار البيزنطي يعلوه مصنع آخر اقدم عهدا يظن أنه أوغاريتي المنشأ وسمي بهذا الاسم نسبة لوجود مصنع فخار يقع على الجانب الشمالي من الخليج كان يستخدم لتصدير الآنية الفخارية الى البلدان القريبة وتلك التي تقع ما وراء البحار.

ويوضح مدير آثار اللاذقية الدكتور جمال حيدر أن الوثائق الأثرية الحسية تشير إلى أن أوغاريت كانت تملك أسطولا من السفن يضم 150 سفينة تجوب البحر المتوسط شرقا وغربا عبر موانئه لتنقل ثقافة واقتصاد وتجارة أوغاريت بواسطة ملاحين سوريين وفينيقيين لافتا إلى أنه من أبرز تلك الموانئ الأوغاريتية الفاخورة الذي أشار إليه الخبير والباحث البحري حسين حجازي في كتابه الموانئ والمرافئ والمراسي البحرية القديمة.

ويشير حيدر إلى أن هذا الميناء يحتوي رصيفا مغمورا يتراءى للناظر للوهلة الأولى أن حافته العمودية من صنع الإنسان لكنه في الواقع رصيف بحري طبيعي استخدمه الإنسان عندما كان مستوى سطح البحر أقل مما هو عليه الآن ما يشير بوضوح الى قدم استخدام هذا المرفأ.

ويتابع.. يشاهد في ميناء الفاخورة بقايا جدار استنادي مبني من حجارة منحوتة بعلو مترين ونصف لم يبق منه إلا عدة مداميك لكن سكان المنطقة يقولون أنه يتم حتى الآن العثور على أدوات ولوازم شباك الصيد في ركام تربة الحافة والجدار ما يدل على أن المكان كان فيه مصنع لإنتاج أدوات صيد السمك.

ويؤكد حيدر أن انتشار الكسر الفخارية وأجزاء مختلفة للأنية الفخارية السليمة والمحطمة والحديثة والقديمة التي يمكن مشاهدتها في طين قاع هذا الخليج ورماله بسماكة متر تقريبا يدل على كثافة استخدام هذا الثغر الحيوي الميناء.

ويضيف حيدر أن وجود حطام لأسفل سفينة غارقة يدل على أن هذا الثغر كان مركزا لتصدير مختلف أنواع الفخار خلال فترات زمنية متعاقبة مشيرا إلى أنه تم العثور على بقايا حمولة سفينة من أحفورات عملاقة تعود إلى العصر الهلنستي المتأخر وانتشال عدد منها وهي بحالة سليمة ومازالت الفرصة سانحة لالتقاط بعض من حمولة السفينة في عمليات تنقيب أخرى.

ويشير الى ان بعض أجزاء الأنية المحطمة المحروقة يدل على أن حريقا أتى على السفينة التي كانت تقل هذه الحمولة من الاحفورات والتهمها على ما يبدو بالكامل لتستقر بقايا السفينة في مكانها حيث كانت ترسو مبينا وجود بعض حطامها الذي بقي في مكانه منذ نشوب الحريق.

ويلفت الى انه تم العثور في ميناء الفاخورة على أثر حفريات خاصة لطريق مرصوف من حجارة مفردة والى الشمال قليلا وجدت ساحة مرصوفة من نفس نوع وطراز وتنضيد حجارة الطريق يظن أنها كانت محطة انتظار أو كان لهذا المكان صفة رسمية خاصة.

ويبين حيدر أن الطريق الذي تم الكشف عنه أثناء الحفريات في أوغاريت كان يصل بين ميناء البيضا والفاخورة وابن هاني والتينة في رأس ابن هاني كما يصل إلى مرافق بحرية أخرى ومن هنا تكمن أهميته في الربط بين مدينة أوغاريت ومرافقها البحرية في ثغورها العديدة لتصل أوغاريت مع دول ما وراء البحار.

سلوى سليمان -سانا

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz