دام برس:

البروفسور البريطاني بيتر: ميدالياتكم البرونزية أهم من الميداليات الذهبية للكثير من الدول.

البروفسورالهولندي هانز: بلوغكم الميداليات العالمية دليل نجاح استراتيجية مشروع أولمبيادكم.
  

 استثنائية.. بل ذهبية.. كانت سنة 2013 على الأولمبياد العلمي السوري وهو يدخل التاريخ من البوابة العالمية في محطة تحول وتألق بالغة الأهمية وغير مسبوقة.
إنه الوعد الواثق في تموز حيث المشاركة في الأولمبيادات العالمية التي تقام بشكل سنوي. لكن النسخة الأخيرة حملت الفرح والفوز والألق لسورية وهي تتباهى بإبنائها وهم يعتلون منصات التتويج العالمية في إنجاز غير مسبوق بعمر الأولمبياد العلمي السوري الفتي وهو يختصر المسافات ويحرق المراحل ويبلغ مراتبا عليا من أقصر درب وأسرع طريق...
إنه عام الإنجازات العالمية.. والنجاحات التاريخية...
• عن باقة الإنجازات العالمية يقول الأستاذ عماد موفق العزب (رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري):
مبروك لسورية هذا الإنجاز العالمي الذي تحقق في أكبر استحقاق علمي لهذه الشريحة العمرية من الشباب على مستوى الكرة الأرضية.
لقد كانت سنة 2013 ذهبية على الأولمبياد العلمي السوري وهو يلامس أحلامه ويحقق طموحاته الأولية بطريقة ممنهجة ومدروسة. فالخطوط البيانية للمشاركات السورية في الأولمبيادات العالمية توحي من خلال تصاعدها إلى حالة التطور والتنامي التي يعيشها الأولمبياد العلمي السوري. وبمقارنة ما حققه أولمبيادنا في السنة الحالية مع ما تحقق السنة الماضية 2012  تبدو الفوارق الكبيرة والهائلة. ففي العام الماضي كانت حصيلتنا في المشاركات العالمية محصورة بشهادات التقدير الأربع(4).
أما في السنة الحالية فقد كانت الحصيلة أوسع وأكبر وأعلى. فللمرة الأولى بتاريخه يتجاوز الأولمبياد العلمي السوري مرتبة شهادات التقدير ويعتلي منصات التتويج العالمية.

وللمرة الأولى بتاريخ الأولمبياد العالمي يرفرف العلم السوري بأجواء الأولمبيادات العالمية بهذا العدد من المرات خلال (5) عمليات تتويج على منصات العلم العالمي.
• ويضيف (العزب):
لم يكن الفوز بالميداليات وحده مصدر فرح وفخر واعتزاز. وإنما بماهية الفوز بتلك الميداليات التي جاءت كتقييم عام للفائزين ضمن شريحة معينة من العلامات. لكن ضمنيا كان الفائزون السوريون هم الأفضل بين المتوجين بالميداليات البرونزية على اعتبار أن علاماتهم هي الأعلى. بل كانت الأقرب إلى الميدالية الفضية. وأقل من درجتين كانتا تفصلان فائزينا عن الميداليات الفضية.
هذا بالنسبة للترتيب العالمي أما عربيا فالأولمبياد العلمي السوري كان أيضا في المقدمة وحتى الدول العربية التي توجت معه بالبرونز فقد تفوقنا عليها بالعلامات وأبرزها السعودية التي تتنفق على أولمبيادها العلمي (أضعاف أضعاف) ما ينفق على أولمبيادنا ومع ذلك فإن النتيجة النوعية تبدو أفضل لنا. ويكفينا فخرا أن الفرق الوطنية للأولمبياد العلمي السوري تتأهل وتتدرب علميا بإشراف كفاءات علمية سورية. فيما تقوم السعودية باستقدام أهم الخبراء الأجانب وتدفع لهم مئات ألوف الدولارات لتدريب فرقها العلمية الدولية وآخرهم كان البروفسور البريطاني بيتر وودز وهو رئيس قسم الكيمياء بجامعة كامبردج. إضافة لكونه رئيسا للجنة الدولية للكيمياء. ورغم كل التدريبات والتحضيرات التي تحققت للفريق السعودي سواء في بلاده أو ضمن المعسكر العلمي الخارجي الذي أجراه في جامعة كامبردج. فإنه لم يقدر على تخطي ما حققه الفريق الوطني السوري.
وثمة ملاحظة أخرى وهامة بأن الفريق الوطني السوري كان أصغر الفرق المشاركة عمرا وأقلهم عددا. فيما كانت تشارك دولا عديدة بطلاب مرحلة تعليمية خاصة لمابعد مرحلة التعليم الثانوي بإسم (هاي سكول) وهي تعادل أول سنتين في التعليم الجامعي لدينا.
                              
وضاعت ميداليتان إحدهما فضية..!

• وعن أداء الأولمبياد العلمي السوري في الأولمبيادات العالمية يقول (العزب):
الأمر اللافت في ذلك الإنجاز أنه تحقق نتيجة امتياز طلابنا بالإختبارات العملية. سواء بالفيزياء أو الكيمياء. رغم عدم تفعيل المخابر في معظم مدارسنا (اللهم إن وجدت) وهذا يعكس الجهد الكبير المبذول في تأهيل وتدريب فرق الأولمبياد العلمي السوري وبأهم مخابر الصروح العلمية في القطر ومنها الجامعات. وهذا ما أوصل عضوا الفريق الوطني السوري للكيمياء (يزن غنام وعصام الأنوف) لتحقيق (35 من 40) بالإختبارات العلمية في موسكو.
وبذات الوقت فقد كان من الممكن أن تكون الحصيلة السورية العالمية أكبر لو أن الوقت أسعف السوري عصام الأنوف لحل مسألة أخرى رغم معرفته بطريقة حلها لكن انتهاء الوقت المحدد للإختبارات فوت عليه فرصة فوز مؤكد بميدالية فضية بدلا من البرونزية التي حققها.
والشئ نفسه حدث مع الطالب غدير شعبان الذي هم بحل مسألة أخرى وهو واثق من معرفة حلها. لكن انتهاء الوقت حال دون المتابعة ولو حل جزءا منها لإحرز ميدالية برونزية بدلا من شهادة التقدير. وأظن أن ماحدث مع (عصام وغدير) هو عبارة عن ضعف خبرة في التعامل مع النمط العالمي ومساءلة بالغة الصعوبة التي تتطلب وقتا كبير في محاولة الحل وهنا يجدر بالطالب البدء بالمسألة القابلة للحل بالنسبة له والقادر على الوصول معها إلى نتيجة إيجابية حرصا على الوقت المتاح في الإختبار ومدته (5) ساعات.
وحتى في مشاركتنا العالمية للرياضيات بكولومبيا فقد كان ممكنا إحراز الميدالية البرونزية لولا الظروف التي أحاطت بالفريق في مسألة السفر واقتصار مشاركتنا على (4) شبان بدلا من (6) ومع ذلك فلم يسافر إلا إثنان وبقي إثنان بسبب إجراءات سفر دولية (خارجة عن إرادتنا ومسؤولياتنا) ليلحق بهما الإثنان الآخران بعد أيام ويصلان إلى كولومبيا بعد بدء الأخبارات العالمية بدقائق ومشكورة اللجنة الدولية التي تفهمت الموضوع وقدرت تعب وجهد شباننا وأشركتهم بالإختبارات. ليحق فيها أحمد رامي رحمة شهادة تقدير. وبرأيي ورأي اللجنة العلمية أن ظروف السفر لو كانت طبيعية لأحرز رامي وشقيقه سامي ميدالية برونزية. لكن الواضح أن حالة السفر المترددة انعكست على نفسياتهم وأفقدتهم تركيزا معينا. فالمعلومات كانت لديهما لكنها بحاجة لتنظيم ولكن...!

  بيتر: برونزيتكم أهم من ذهبهم..!
 جوردان: أولمبيادكم يتصاعد بطريقة لافتة..

• وعن أصداء الإنجاز السوري في الواحة العالمية يقول الأستاذ عماد:
وقع الفوز السوري بالميداليات العالمية كان كبيرا ومؤثرا لدى المشاركين بالأولمبيادات العالمية وشخصياتها العلمية التي أبدت شهادات رائعة ومشرفة بحق الأولمبياد العلمي السوري.
فالبريطالني بيتر ووذرز (رئيس اللجنة الدولية للكيمياء) أكد أن الميداليات البرونزية التي حققتها سورية أهم من الميداليات الذهبية التي حققتها غيرها من الدول. لأن ما نجح بتحقيقه الأولمبياد العلمي السوري هو فوزا نوعيا تحقق رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها بلده ورغم ذلك فإن الخط البياني للأولمبياد السوري آخذ بالتصاعد. وهو دليل على عمل استراتيجي ينفذ بطريقة دقيقة. كما أبدى إعجابه بآلية عمل الأولمبياد العلمي ومسابقاته في سورية مؤكدا أنها طريقة فريدة وقلما نجدها على مستوى العالم حيث الإتساع بقاعدة المشاركة في المنافسات الوطنية.
والإعجاب لم يتوقف عند (البروفسور بيتر) بل تعداه للبروفسور الهولندي هانز جوردان (رئيس اللجنة الدولية للفيزياء) الذي كرر إعجابه بعمل الأولمبياد العلمي السوري وأبدى سعادته بما حققه مؤكدا أنه نتيجة تطور الأولمبياد الذي يتصاعد بطريقة تثير الإحترام والتقدير وسلامة عمله في التأهيل والتدريب العملي والنظي. وانتقاله من مرحلة شهادات التقدير إلى منصات التتويج بالميداليات هي نقلة تاريخية هامة تستوجب الإستمرار ومواصلة دعمها لبلوغ المستقبل الاستراتيجي المرجو من الأولمبياد.
في الوقت الذي لوحظ فيه تفاعل غالبية الحضور لعمليات التتويج (فيزياء أو كيمياء) مع الفريق السوري والتصفيق الذي كان يملأ المسرح لحظة إعلان فوز سوري.

• وختم (رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري):
للفوز العالمي حلاوته لكنه بنفس الوقت يحملنا مسؤولية كبيرة. فالحفاظ على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها. ووصولنا للميداليات البرونزية العالمية ينقلنا لمرحلة البحث في كيفية الوصول للميداليات الفضية وحتى الذهبية وهذا ليس مستحيلا. وبالتالي علينا أن نبدأ من الآن بالإعداد للمرحلة القادمة والتحضير للمشاركة العالمية. حيث العمل على محوري (الكم) والـ (نوع) وذلك بالتعاون مع اللجان العلمية المركزية ذات الجهود المشكورة في عملية التأهيل والتدريب الفرعي والعملي. والذي أثمر رغم صعوبة الظروف المحطية والتي فرضت علينا أنماظا معينة من التأهيل وحتى أليات المنافسات. ورغم الكثير من المتغيرات إلا أن الدعم للمشروع بقي ثابتا  ومتواصلا من القيادة العليا وهي كلمة شكر وعرفان للسيدة أسماء الأسد على ما توليه لمشروع الأولمبياد العلمي السوري من رعاية واهتمام ومتابعة وتكريم للمبدعين.

 أصحاب السجل الذهبي

الميداليات
- يزن غنام ( الميدالية البرونزية بالأولمبياد العالمي للكيمياء بروسيا 2013)
- عصام الأنوف (الميدالية البرونزية بالأولمبياد العالمي للكيمياء بروسيا 2013)
- أسامة ياغي (الميدالية البرونزية الأولمبياد العالمي للفيزياء بالدنمارك 2013)
 شهادات التقدير
- غدير شعبان (شهادة تقدير بالأولمبياد العالمي للفيزياء بالدنمارك 2013)
- أحمد رامي رحمة (شهادة تقدير بالأولمبياد العالمي للرياضيات بكولومبيا 2013)