Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 17:26:36
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
‘‘قادسية الجنوب‘‘.. معركة الفصل في كامل الجنوب السوري

دام برس :

محمود عبد اللطيف
طلبت غرفة الموك قبل شهرين من ميليشيا "حركة أحرار الشام" و "جبهة النصرة" القيام بعمل عسكري باتجاه مدينة البعث مركز محافظة القنيطرة، وبعد شهرين من الخلافات بين التنظيمين على اقتسام الدعم المالي البالغ 40 مليون دولار أمريكي، شنّا هجوماً في مناطق شمال القنيطرة بدعم إسرائيلي متكامل، وبرغم أن هدف الهجوم المعلن من قبل الميليشيات هو فك الطوق عن مناطق "الغوطة الغربية" لدمشق، والتي لم يتبقى فيها وجود مسلح إلا في "خان الشيح" و"الدرخبية"، إلا أنها ركزت على منطقتين أساسيتين بهدف إقامة خط فصل ميليشياوي بين شطري الجولان "المحرر والمحتل"، وهذا يهدف لتأمين الكيان الإسرائيلي بشكل أساسي من خطر نقل تجربة "حزب الله" إلى داخل الأراضي المحتلة.

الميليشيات شنّت هجومين أساسيين، الأول تحت مسمى "قادسية الجنوب" والثاني تحت مسمى "مجاهدون حتى النصر"، وركزت "القادسية" على الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية في مناطق الجولان المحرر "حضر – السرية الرابعة (سرية طرنجة) – مزارع الأمل"، فيما ركز الهجوم الثاني على المنطقة المعروفة باسم "مثلث الموت" وهي مثلث أرياف "دمشق – القنيطرة – درعا"، والغاية الإسرائيلية أن يتم إخلاء المناطق القريبة من شريط الفصل من الوجود السوري بما يمنع "نقل تجربة المقاومة"، في حين يعمل الهجوم الثاني على أخذ التلال الحاكمة في "مثلث الموت" كـ "تل بزاق – تل قرين – تل العلاقيات"، بما يؤمن عدم شن عملية معاكسة على المناطق التي يمكن أخذها بالقرب من شريط الفصل، ومن ثم التوسع لأخذ "أتوستراد السلام"، الأمر الذي يمنع القوات السورية من الوصول إلى "ريف القنيطرة".

برغم استحالة المهمة، بدأت "قادسية إسرائيل"، ومن خلال كافة محاورها في التقدم ركزت على الوصول إلى بلدة "حضر" الملاصقة لشريط الفصل، ومع إشاعة الميليشيات لنبأ حصارها للبلدة من ثلاثة جهات بعد سيطرتها المؤقتة على "تل الحمرية"، تحركت بعض الشخصيات الشعبية في قرية "مجدل شمس" الواقعة في الجزء المحتل لتوجيه الدعوة لسكان "حضر" للنزوح نحو الأراضي الخاضعة لسلطة الاحتلال، وبادر الأخير لتصدير أنباء عن "استعداده لتأمين الحماية للنازحين نحو مجدل شمس"، إلا أن قرار أهالي البلدة كان صريحاً متمثلاً بـ "المقاومة حتى الحي الأخير"، بمعنى أن النساء سيكنّ جزءاً من المعركة إن اقتضى الأمر، غير إن "الإسناد الشعبي" وصل سريعاً، ما نفى جملةً وتفصيلاً أي حصار للبلدة، ومع وصول التعزيزات العسكرية السورية بدأت عملية هجوم معاكس واسعة، مكنت القوات السورية من استعادة السيطرة على "تل الحمرية"، كما إن "سرية طرنجة" سجلت إعجازا عسكرياً بصمودها أمام الأعداد الضخمة المهاجمة، لتفوت "حضر" والمناطق القريبة منها الفرصة مجدداً على تل أبيب باصطياد "شرعنة إنسانية" لتحركاتها في مناطق الجولان.

في "مثلث الموت" كان المشهد، فـ "هوشة العرب" التي أسميت بـ "مجاهدون حتى النصر" لم تمنح الميليشيات إلا أرقاماً إضافية من القتلى على تخوم التلال، ناهيك عن استهداف الطيران الحربي بـ 16 طلعة جوية لمواقع المسلحين في "كفر ناسج"، القرية الملاصقة لتل قرين، وبرغم إن القرية تعتبر ساقطة "تكتيكياً" لإشراف "تل قرين" عليها بالكامل، إلا أن المسلحين حاولوا أن يجعلوا منها منطلقاً للهجوم على التل لتجنب المرور في المساحات المكشوفة المحيطة به.

بالعودة إلى الطموحات الإسرائيلية من هكذا مغامرات، يجد المتتبع لمسار الأزمة السورية إن تل أبيب تمتلك مخاوف جدية من تعهد الرئيس بشار الأسد بأن تحرير الأراضي السوري لن يقتصر على ما احتلته الميليشيات المسلحة وأن معركة الجولان واحدة من معارك التحرير، كما إنها تدرك تماماً إن الأمين العام لحزب الله حينما قال إن المقاومة تعمل على نقل تجربتها في الجنوب إلى داخل الأراضي السورية المحتلة لم يكن قولا عابراً، وعلى هذا الأساس كان اغتيال الشهيد "جهاد عماد مغنية" في شباط من العام الماضي، وعلى هذا الأساس أيضاً كان اغتيال الشهيدين "سمير القنطار" و "فرحان الشعلان" في كانون الأول من العام الماضي أيضاً، والهدف الإسرائيلي من هذه المقامرة وسابقاتها تحويل الميليشيات المسلحة إلى خط دفاعي بديل عن "خط آلون" الذي سقط في حرب تشرين العام 1973، والفارق بين الخط القديم وما تريده إسرائيل الآن، إن "آلون" كان عبارة عن تحصينات هندسية اعتقدت تل أبيب إنها مستحيلة السقوط، في حين إن الخط المراد إنشائه الآن سيكون عبارة عن "تجمعات ميليشياوية" تدافع عن وجود الكيان قبيل أن يدخل "جيشها" في مثل هذا الدفاع، وهذا الخط سيكون مقاتلوه "الجهاديين" أرخص من الحطب في أتون أي مواجهة مباشرة ما بين جيش الاحتلال والجيش السوري مدعوما بالمقاومة اللبنانية في حال نشوب حرب مباشرة.

ومع استمرار الميليشيات المسلحة في عبثية تحركاتها في المنطقة، لا يبدو إن الهجومين سيكون لهما أي أثر، فالخيار السوري على المستويين الحكومي والشعبي، يقضي بأنه من المحظورات التخلي عن أي شبر في المنطقة، وعلى العكس، طلب من قيادة القوات في المنطقة أن تعمل على صد الهجوم وتوسيع الطوق الآمن للمناطق التي تمت مهاجمتها من قبل الميليشيات، ويقول القادة العسكريون في المنطقة، إن "قادسية إسرائيل" ستكون وبالاً على "جهادييها" بكونها جاءت في مرحلة حساسة جداً من عمر الأزمة السورية ومن مجريات الميدان في كامل الجغرافية السورية، والتوسع العسكري للقوات السورية في المنطقة تيعا لقرار "عال المستوى" سيكون حتمياً خلال الأيام القليلة القادمة، وما يجري في المنطقة سيحدد وجه المعارك في عموم الجنوب، فإما أن تتمكن الميليشيات من التموضع في المناطق المستهدفة – وهذا مستحيل قياساً على مجريات المعركة-، وإما أن يكون فشل المعركتين، مقدمة لانهيارات ميليشياوية كبرى في عموم الجنوب السوري مع العلم إن السيناريو المعتاد للميليشيات بعد كل "فشل ميداني" بدأ بـ "تبادل الاتهامات بالخيانة والتخاذل والعمالة".
عاجل

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-09-16 11:36:45   ماذا يقول كلاب جوبر
ماذا يقول كلاب جوبر هذا فيديو كلاب اورينت من جوبر - لن تهنئ العاصمة الا بتدمير حي جوبر حي حي حتى ننتهي منها
ماذا يقول كلاب جوبر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz