دام برس :

تركزت محاور المؤتمر العلمي الأول في الإدارة والتمويل والاقتصاد الذي نظمته الجامعة العربية الدولية الخاصة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في فندق شيراتون بدمشق على مواضيع أبرزها الاطار الاستراتيجي لإعادة البناء في سورية وديناميكية العلاقة بين مؤشر أسعار الأسهم وأسعار الصرف وتقييم قدرة المصارف على تحمل مخاطر التمويل.

 وخلال المؤتمر أكّد الدكتور ماهر قباقيبي رئيس الجامعة العربية الدولية الخاصة على ضرورة انعقاد المؤتمرات العلمية البحثية اليوم في ظل الظروف الحالية، وخاصة أننا مقبلين على مرحلة إعادة إعمار، وقال قباقيبي: إنّ الإهتمام بالتعليم العالي والدراسات العليا مهم جداً لأنه بداية تأهيل لمفكرين وباحثين ما يضمن محور أساس لتطوّر الدول وتقدّمها.

وأضاف، إن الجامعة تحرص على ربط برنامجها التعليمي بمتطلبات المجتمع وسوق العمل مع التركيز على المناهج الحديثة التي تواكب النهضة العلمية العالمية، مبيناً أن الجامعة تعتمد  أساليب التعليم التفاعلي والتقييم المستمر للطلاب ودعم الانشطة الطلابية والتطوير الدائم للمناهج والبرامج. كما لفت  قباقيبي إلى ضرورة تركيز التعليم الجامعي على احتياجات سورية في المرحلة القادمة وأبرزها تأهيل كوادر قادرة على ادارة متطلبات إعادة الإعمار.

ومن جانبه الخبير الاقتصادي  رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الدولية الخاصة محمد العمادي قال: إنّ سورية اليوم بحاجة لكوادر وطنية كبيرة ونوعية في مختلف المجالات لتأهيل القطاعات المتضررة جراء الإرهاب كافة، لافتاً الى ضرورة إجراء دراسة شاملة للخسائر والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية وذلك لتقدير الاحتياجات الحقيقية لمرحلة إعادة الاعمار وإعادة بناء سورية. وأشار العمادي إلى أن قوانين الاستثمار في سورية جيدة إلا أن المشاريع تحتاج أيضا إلى تسهيل الاجراءات وتوفير البنى التحتية والكوادر البشرية المناسبة مع رفع الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.

وبدوره رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية الدكتور عابد فضلية قال: إنّ المؤتمر هو مؤشر لتعافي الاقتصاد السوري وخروجه إلى مرحلة جديدة تمهيداً لإعادة الإعمار المقبلة، حيث بدأ المفكرون والمستثمرون والأكاديميون بوضع خطة اقتصادية وابحاث ومفاهيم واستراتيجيات تساعد في تسريع إعادة الاعمار من أجل التقليل من الخسائر التي سببتها الحرب الظالمة على سورية من خسائر في  مختلف القطاعات. وبيّن  فضلية إلى أن المغتربين السوريين ينتظرون الفرصة المناسبة للعودة إلى بلدهم والاستثمار فيها والبدء بجميع أنواع المشروعات والإعمار والبناء.

وبينّ استاذ الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور كنان ياغي أنه من  المهم اليوم العمل على نشر ثقافة المؤتمرات العلمية البحثية في سورية وخاصّة أنّ الجميع يعرف أننا بحاجة إلى ندوات علمية تشاركية بين المختصين لتكون الأوراق والأبحاث التي تخرج منها مفاتيح حلول للأزمة التي نعيشها ونعرف أنّها أزمة اقتصادية أثرت على الاقتصاد السوري وأدت الى خسائر كبيرة في  مختلف القطاعات.

أمّا بالنسبة المعوقات التي قد تقف أما عمل هؤلاء الباحثين وأمام نتائج الأوراق العلمية التي تخرج بها هذه المؤتمرات قال ياغي: الأزمة أفرزت الكثير من المعوقات، واليوم هذه المؤتمرات هي بداية لعمل مستقبلي مهم الكل بانتضاره، وأي ورقة علمية حقيقة  يجب أن تكون لها نتائج وهذه النتائج تحتاج إلى تطبيق لترفع إلى الجهات المعنية المطلوب من المؤتمر تقديم هذه الأوراق وتحويلها إلى سياسات وبرامج عمل  لترجمتها على أرض الواقع لأن الواقع الاقتصادي والاجتماعي اليوم بحاجة إلى حلول ممكنة لأنه لدينا كم كبير من مشاكل كمفرزات الأزمة. وأضاف ياغي، المشكلة هي الفصل بين الجانبين البحثي، الأكاديمي والتطبيقي اذ لابد من الوصل بين هذين الطرفين.

وأشار  استاذ السياسة النقدية بجامعة دمشق الدكتور علي كنعان إلى الحاجة الماسة في سورية التي تدفع  الى غقد المؤتمرات العلمية الاقتصادية التي تجمع الآراء والخبرات التي تحضّر فيه وتتوجه الى إعادة الإعمار وتوسيع عمل المصالحات في مختلف المناطق، وبين كنعان أنّ اللقاء  بحد ذاته مع الباحثين هو تبادل وجهات نظر وتقارب بين الآراء.

أما ما يخص المال قال كنعان: اعادة الإعمار مرحلة مهمة جداً مقبلين عليها،  وضرورية وخاصة سورية تمر في ضائقة  مالية كبيرة  والحرب أثرت كثيراً على المصارف وشركات التأمين الخاصة والحكومية، وبالتالي فإن عقد هذه المؤتمرات يبعث الأمل لدى المستثمرين والعمال  للعودة إلى البلد وكذلك أصحاب الشركات التي تضررت والعودة لإعادة تأهيل منشآتهم وترميمها ورفدها بالكوادر والخبرات وهذا يعطي نوع من التفائل للمواطن في الداخل ورسالة  للخارج.

وأضاف، المؤتمر سيقدم مقترحات ودليل عمل للمرحلة المقبلة يقرأها المستثمر ورجل الأعمال، وقال كنعان: "بشكل عام اليوم حقيقة الموارد قليلة ورأس المال جبان وصاحبه لا يستطيع أن يفرد ما لديه من مال مباشرة بمجرد سماع آراء وكلام إذ لا بدّ من تعزيز دور الحكومة للبدء بتحفيز المستثمرين على العمل.

وبيّن الدكتور زياد عربش على أهمية هذا المؤتمر كونه مؤتمر وطني يجمع عدد من الخبراء  والأكاديميين والاقتصاديين من  يؤمنون أنّ مصلحة الوطن فوق كل شيء ، وقال: إن هدف المؤتمر عرض أوراق عمل تهم مرحلة اعادة البناء وتبرز اهمية البحث العلمي وقدرات الباحثين الموجودين في الجامعة تمهيداً لمشاركات أوسع في مؤتمرات علمية أخرى". وأكّد عربش على أهمية التخاطب الفكري فيما بين الباحثين  للوصول إلى نتيجة مهمة واستدراكاً للمستقبل لافتاً إلى برامج عمل تعمل على وضعها الحكومة.

 حضر المؤتمر وزيرا التعليم العالي الدكتور عاطف نداف والمالية الدكتور مأمون حمدان وخبراء واختصاصيون وطلاب. ويذكر أن الجامعة نشرت خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 38 بحثا اهتم بعضها بموضوع إعادة البناء والإعمار وذلك في اطار اهتمامها وتشجيعها للبحث العلمي التطبيقي.