دام برس – قصي المحمد:

كشف الدكتور كنان ياغي استاذ الاقتصاد في الجامعة الأوروبية عن المحاور الرئيسة التي تضمّنها التقرير الاقتصادي الذي أطلقه مركز دمشق الأبحاث والدراسات – مداد، وهي: الناتج المحلي الإجمالي، التضخم، سعر صرف الليرة السورية، الموازنة العامة للدولة والعجز، التجارة الخارجية، القطاع المصرفي. وأشار إلى أنّ التقرير أعطى عرض عن أثر الأزمة على الاقتصاد السوري خلال السنوات الــ/6/ الماضية.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز  يوم أمس، في دمشق، بمناسبة  إطلاق تقريرهُ "تأثيرات الأزمة في الاقتصاد السوري"، وبحضور مجموعة من الخبراء الاقتصاديين والصحفيين المختصين بالشؤون الاقتصادية، بيّن ياغي أنّ قضية إعادة الإعمار في هذه المرحلة التي نمر بها، تحتاج إلى بيانات وأرقام كبيرة تشكل قاعدة رئيسة لمتخذ  القرار لبناء  قرار اقتصادي صائب، موضّحاً أنّ التقرير قدم بيانات وأرقام  تفصيلية تحدّد التغيرات التي مر بها الاقتصاد السوري خلال الأزمة ، مما تسهم في تحديد ودعم مستلزمات  المرحلة المقبلة "إعادة الإعمار".

وأكّد ياغي أنّ أهم ما يميز هذا التقرير، الانطلاق من مهنية العمل البحثي و الموضوعية التي كانت ركن أساسي بالعمل، كما إنّ عملنا اليوم كباحثين جاء  من أرض الواقع .. هناك الكثير من المراكز الخارجية  تصدر عنها دراسات حول الاقتصاد السوري وهي بعيدة كل البعد عنه. وأضاف، ضمن مركز مداد يكتمل عملنا من خلال التنسيق مع جهات حكومية للحصول على المعلومات والأرقام الحقيقية والدقيقة والأقرب للواقع، من هنا يمكن أن نقول: أننا قدمنا قيمة  مضافة لأننا أبناء البلد ... ركيزة عملنا البحثي الانطلاق من الواقع.

وعن رؤية مستقبلية للاقتصاد السوري لفت ياغي الحديث إلى أنّ الموضوع مرتبط بمدى وجود الأزمة، هل ستنتهي قريباً أم أنها ستطول ؟ قد يكون الموضوع مرتبط بممولي الحرب  على سورية واصرارهم  لتغذية التطرف.  وأضاف، رغم ذلك نحن صامدون وهناك ثمن سندفعه والازمة أوشكت على الانتهاء وما يهمنا اليوم هو الاستقرار  في سعر الصرف والحفاظ على السعر الذي وصل إليه.

وعن هوية الاقتصاد السوري قال: " من خلال الخبرات والكفاءات العلمية الموجودة لدينا في سورية نحن قادرين  على تحديد هوية الاقتصاد السوري،  فهم الأكثر دراية بما يحب أن يكون عليه الاقتصاد السوري وهذا موضوع مهم يجب أن يكون من الاولويات في المرحلة المقبلة.

وخلال افتتاح المؤتمر الصحفي قدّم مدير مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد، عرضاً سريعاً عن المركز وأهدافه ومهامه، كمؤسسة بحثية مستقلة تأسست عام 2015، تهتم بالسياسات العامة والشؤون الإقليمية والدولية وقضايا العلوم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية، بالإضافة إلى عنايتها بالدراسات المستقبلية الاستشرافية وتركيزها على السياسات و القضايا الراهنة، ومتابعة فاعلي السياسة المحلية والإقليمية والدولية، على أساس النقد والتقييم، واستقصاء التداعيات المحتملة والبدائل والخيارات الممكنة حيالها.

هدف التقرير:

يهدف إلى تقدير تأثيرات الأزمة في الاقتصاد السوري في الفترة الزمنية الممتدة من 2011-2015 من خلال مجموعة من المؤشرات الاقتصادية البديلة في ظل غياب شبه كامل للأرقام والاحصاءات الاقتصادية الرسمية.

ويمكن الإشارة إلى أنّ الأرقام والمؤشرات الاقتصادية الواردة في التقرير، بالإضافة إلى النتائج والتوصيات التي نشرها مركز دمشق الأبحاث والدراسات – مداد على الموقع الرسمي له يوم أمس، هي حصيلة عمل جماعي لمجموعة من الخبراء الاقتصاديين اعتمدوا كافة معايير المهنية والكفاءة والوطنية في تقديرها وبموضوعية تامة لوضعها في خدمة متخذ القرار، وتشكل مساهمة متواضعة في الجهود المبذولة لإصلاح ما خلفته الحرب على سورية.