دام برس - مروى عودة :

تشكل مسألة الحصول على المحروقات بمختلف أنواعها هاجس حقيقي للمواطن وما بين فقدان المادة أو قلة تواجدها يبحث المواطن عن حلول في السوق السوداء وبالتالي عليه أن يشتري المادة بأسعار مضاعفة.

وبعيداً عن مسألة المحروقات تظهر العديد من المشكلات اليومية للمواطني والتي تتخصص بفقدان مواد أولية من السوق لتتم المتاجرة بها أيضاً عبر السوق السوداء وبإشراف من تجار الأزمات.

كما علينا أن نذكر بالدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطنين السوريين وتحديداً بشأن مادة المازوت والتي تعتبر من المواد الرئيسية خاصة من أجل التدفئة.

كما علينا أن نذكر من يوجه النقد للحكومة بأن هناك في كل عمل خلل إلا أن استمرار تقديم الدعم للمواطن رغم سنوات الحرب والإرهاب يعتبر انجاز يحسب للحكومة كما علينا في الوقت نفسه أن نطالب الحكومة بالمزيد من الاجراءات العملية لدعم صمود المواطن.

من هنا كان لابد للجهات المعنية بإيجاد حلول ترضي المواطنين وتخفف العبئ عنهم من هنا  بنت وزارة النفط والثروة المعدنية رؤيتها لمشروع البطاقة اﻹلكترونية الذكية كأداة حكومية متعددة الاستخدامات للتواصل بين أي مواطن في أي مكان على خارطة الوطن مع الحكومة ليضمن حصوله على المواد المقننة أو الدفعات النقدية وضمان إيصال الدعم لمستحقيه حيث يضمن استخدام هذه البطاقة حصول المواطن على المواد العينية أو الدفعات النقدية وبالتالي  وصول الدعم الحكومي لمختلف اﻷشكال للمواطن المستهدف بشكل مباشر ودون وسطاء.

من أجل ذلك  قامت شركة محروقات التابعة للوزارة بإطلاق المرحلة الثالثة من المشروع الوطني للبطاقة الذكية في منطقة القدموس بمحافظة طرطوس لتقديم خدمة توزيع المشتقات النفطية (البنزين_المازوت_أسطوانات الغاز) والخدمات اﻷخرى (مواد استهلاكية وخبز وغيرها) وذلك تنفيذا لتوجهات الحكومة لضبط الاستهلاك ومحاربة الهدر وضبط وتنظيم عمليات توزيع المواد المقننةولتواصل المواطنين مع هذه البطاقة فقد تم بناء شبكة من نقاط البيع /pos/ مجهزة بكل مايلزم لتشغيل آمن ومستقر لنظام التحكم في خيارات الاتصال المتاحة بالمنطقة والتغذية الكهربائية اﻷساسية والاحتياطية ، حيث تم إنشاء هذه الشبكة في محافظة السويداء لتشغيل مشروع بطاقة اﻵليات للأخوة المواطنين كما تم تجهيز /26/ نقطة بيع في منطقة القدموس في نقاط حددتها محافظة طرطوس من منافذ بيع المؤسسة العامة الاستهلاكية والمؤسسة العامة للخزن والتسويق وفرن القدموس ومراكز توزيع الغاز ومحطات الوقود وصهاريج توزيع المازت في عدد من النواحي التابعة لمنطقة القدموس وستقوم نقاط البيع هذه باستقبال اﻷخوة المواطنين عند استلامهم للبطاقات التي سيصدرها المصرف التجاري السوري لكل عائلة بالمنطقة، حيث سيتم إصدار هذه البطاقات من المصرف التجاري السوري وربطها بحساب مصرفي لكل عائلة يتم من خلاله صرف المبالغ النقدية للعائلات في حال قررت الحكومة تقديم التعويض المادي.مشروع البطاقة الذكية في مرحلته الثالثة تم بالتعاون بين وزارة النفط والثروة المعدنية ممثلة بشركة محروقات ووزارة اﻹدارة المحلية والبيئة ممثلة بمحافظات السويداء وطرطوس ودمشق ووزارة التجارة الداخلية ممثلة بمؤسساتها وشركاتها والمصرف التجاري السوري لتقديم خدمات البطاقة الذكية للمواطنين بما يحقق أهداف المحافظات والوزارات المعنية بتنظيم وضبط عمليات إيصال المواد المدعومة حكوميا للعائلات المقيمة في هذه المحافظات بعدالة وبما يمنع الهدر والتهريب والتداول غير المشروع لهذه المواد المدعومة وقد نفذت وزارة النفط هذا المشروع من خلال العقد الذي وقعته مع شركة تكامل للتجارة التي قامت بدورها في جمع البيانات وإصدار بطاقة اﻵليات وتوزيعها على المواطنين وإنشاء البنية التحتية ونشر نقاط البيع وتوفير إمكانية اختيار المواد مهما كان عددها وحجز الرصيد لكل مادة ولكل عائلة حسب عدد أفرادها والتدخل لحل أي مشكلة وإيقاف البطاقة التي تقوم بالاستجرار غير المشروعأما المرحلة الثانية من المشروع فقد تم تطبيقها في محافظة السويداء لكل أنواع الآليات الخاصة بالأخوة المواطنين حيث تم توزيع بطاقات الآليات وإيقاف العمل بالقسائم الورقية الخاصة بالمحافظة بشكل نهائي ، وحالياً تعمل /76/ محطة وقود بالبطاقة الذكية موصولة على نظام التحكم المركزي وتقوم بعمليات البيع بحالة (on line) وذلك حسب الخطة الموضوعة من شركة محروقات ومحافظة السويداءوتم توزيع /51352/ بطاقة وقود للآليات العاملة على البنزين ويتم حالياً توزيع الوقود في محطات البنزين لكامل محافظة السويداء لكامل المحافظة باستخدام البطاقة الذكيةوقد تم الإطلاق الفعلي التدريجي للمشروع الوطني للبطاقة الذكية في مرحلته الأولى على الآليات الحكومية منذ تاريخ 1/7/2014 وبلغ عدد المحطات العاملة بنظام البطاقة الذكية حتى الآن /91/ محطة في سبعة محافظات : دمشق وريفها وطرطوس واللاذقية وحمص والسويداء وحماه وقد بلغ الوفر الإجمالي من تطبيق المشروع على الآليات الحكومية منذ تارلايخ 1/7/2014 ولغاية 31/7/2016 حوالي /2.9/ مليار ليرة سورية وقد بلغ عدد البطاقات الذكية الموزعة حتى الآن على لكافة الجهات الحكومية المشتركة بالمشروع أكثر من /40/ ألف بطاقة  والجدير بالذكر هو مشاركة جرحى الجيش وذوي الشهداء في هذا المشروع من خلال توظيفهم للعمل في نقاط البيع لتأمين فرص عمل لهم بعد توفير التدريب اللازم لهم.

في الختام هذه التجربة المعممة تشكل نقطة تحول بأسلوب متابعة حياة المواطنين اليومية ولابد أن تنعكس بشكل إيجابي على الواقع المعيشي.