دام برس – قصي المحمد:

رغم الظروف التي تمر بها سورية اليوم والحرب الشرسة التي تحاك على الشعب السوري بمختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، تبقى الإرادة السورية بالصمود والصبر هي السبيل الوحيد للانتصار، وما يدعم هذا الكلام ما شهدناه في اليومين الماضيين من وجود سوري قوي وبشكل كبير في مدينة المعارض الدولية في مركز البيال  يلبعلصمة اللبنانية بيروت، وتعتبر المشاركة السورية في معرض "سيريا مودا" هي الأولى خارجياً في هذا العام  بمشاركة /100/ شركة سورية مصنعة للألبسة والجلود والصناعات النسيجية من حلب وحمص ودمشق واللاذقية .. حيث جسّدت هذه المشاركة  قوّة الاقتصاد السوري في التغلب على الأزمات ، وصمود السوريون والاقتصاديين منهم في سبيل دعم المنتج لسوري ليبقى الرائد دائماً، وهذا واضح من خلال المتابعة المستمرة لفعاليات المعرض.

وقبل افتتاح المعرض بساعات  في تصريح خاص للسيد إيهاب اسمندر المدير العام لهيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية  أكّد فيه أنّ معرض "سيريامودا" في دورته الجديدة ذو دلالة واضحة بأنّ الصناعة السورية مستمرة بتألقها ونجاحها وأنّ الصناعي والمصدر السوري عازمان على إيصال المنتجات السورية إلى كل دول العالم، رغم ظروف الأزمة الحالية وما يرافقها من حصار جائر لاقتصادنا الوطني ، وأضاف اسمندر: "أنّه هناك إصرار من الجهات المنظمة والداعمة للمشاركة السورية أن تكون فاتحة المعارض الخارجية لعام 2016 مميزة ومبشرة، وعليه وبما أنّ المعرض مخصص لصناعة رائدة في سورية وهي صناعة الألبسة فإن النجاح اللافت سيحالفه بكل تأكيد" .
وكان أسنمدر قد توقع حينها أنّه سيشهد المعرض إقبالاً كبيراً من المهتمين بصناعة الألبسة السورية من دول عربية عديدة، وهذا ما بدا واضحاً من خلال المواكبة المستمرة للمعرض".

شارك في الافتتاح وزير الصناعة والتجارة اللبناني حسين حاج حسن ويرافقه رئيس المجلس الأعلى السوري اللبناني السيد نصري الخوري والقائم بالأعمال بالسفارة السورية ببيروت، والسيد محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين وخازن الاتحاد السيد أياد محمد وعدد كبير من رجالا الأعمال .

وخلال الافتتاح كانت هناك جولة  في المعرض أكّد خلالها وزير الصناعة اللبناني أنّ المشاركة السورية هي دليل على تعافي الاقتصاد السوري وهو مؤشر على مقاومة الصناعة السورية لمختلف أشكال الإرهاب الذي يواجه الشعب السوري، وتابع مضيفاً أنّ الوقوف اليوم مع سورية هو ليس فقط على صعيد مكافحة الارهاب ولكن يجب أن تكون لبنان نقطة إنطلاق هامة للمنتج السوري إلى الأسواق العالمية.

 بدوره بيّن السيد نصري الخوري بيّن أهمية عودة الاقتصاد السوري الى ما كان علية، وقال: أنّ المعرض يشكل حالة إيجابية لمواجه الاقتصاد السوري لكل أشكال الارهاب الذي تستهدفه ، وإنّ استمرار المعرض بالانطلاق يدل على أنّ الحرب على سورية هي ليست سياسية فقط بل اقتصادية ايضاً بسبب تقدم الاقتصاد السوري في السنوات الأخيرة التي سبقت حدوت الأزمة.

 وصرّح رئيس اتحاد المصدرين السيد محمد السواح لوسائل الاعلام أنّ المعرض بات من أهم معارض الألبسة الإقليمية التي تستقطب المستوردين والتجار من مختلف البلدان خاصة لبنان والخليج والعراق والسودان والجزائر وتونس وشمال افريقيا وغيرها، بغية عقد صفقات لصالح أسواق بلدانهم خاصة مع تعافي قطاع صناعة السوري، ولفت السواح إلى أنّ المصانع السورية تمكنت من النهوض رغم الأزمة و العودة إلى واجهة مشهد سوق الألبسة كمورد أساسي و مهم و بتنافسية عالية سعراً وجودة .

وأشار السواح إلى  أنّ تعافي صناعة النسيج السورية أذهلت الكثير من المستوردين متوقعا أن يعود الصناعيون السوريون بما يكفيهم من العقود التصديرية لموسم ربيع - صيف 2016 خاصة أن "سيريامودا" بات عنواناً رئيسياً على أجندات المستوردين.

وكشف السواح أنّ الاتحاد لديه أجندة غنية خلال العام 2016 تساعده  في إعادة تموضع المنتجات السورية في الأسواق التصديرية  وتحقيق حضور متميز لها مشيراً إلى وجود مشاركات خارجية عدّة يجري الاستعداد لها في عدد من المعارض الكبرى أقربها معرض غلف فود/ في دبي.

الاستاذ إياد محمد عضو مجلس إدارة وخازن اتحاد المصدرين في تصريح بـ 20/1/2016م بيّن أهمّية معرض "سيريامودا" بالقول: شاهدنا إقبالاً متميزاً من فعاليات اقتصادية وتجارية في معظم الدول العربية ومنهم من تكررت زياراتهم إلى المعرض أيضاً، وتابع  محمد قائلاً:  نأمل أن يشهد المعرض اليوم إقبالاً لتجار كثر من عدة دول عربية ، خاصة بعد أن تحسن الوضع في سورية وعادت عجلة الإنتاج إلى الدوران بشكل كبير جداً.
كما اعتبر محمد بأنّ إقامة المعرض في موعده مع بداية هذا العام يقدم رسالة إلى كل المهتمين في هذا المجال بأنّ صناعة الألبسة السورية ما زالت على خارطة التسويق في المنطقة العربية ، لافتاً بأنّ معرض سيريا مودا أصبح النافذة الأهم لمصنعي الأقمشة والألبسة لعرض منتجاتهم وتقديمها إلى الزوار، وأضاف محمد  بأنّ المعرض أثبت أنّ المنتج السوري قادر على الاستمرار مهما كانت الظروف .

وأوضح محمد أنّه كان هناك عدد كبير من الزوار العرب والاجانب قبل الافتتاح تصل الى /500/ زائر عراقي- مقارنة بعدد الزوار في المعارض السابقة التي لا تتجاوز 20 – 25 زائر ، وكانت هناك مشاركة واضحة للجنة الزراعية في اتحاد المصدرين بمعرض لنباتات الزينة وأزهار القطف ومنتجاتها".

كما أشار موقع "سينسيريا" إلى أنه كان هناك معرضين للزهور والجلديات  على هامش "سيريا مودا" مما شكل لفتة وإعجاب لعدد كبيرة  من الزائرين.

اليوم الثاني من المعرض في تصريح لسفير سورية بلبنان  نشرته الوكالة السورية لأنباء "سانا" السيد علي عبد الكريم أكّد خلاله على حيوية الشعب السوري التي جسدها الصناعي رغم الحرب المدمّرة التي تواجهها سورية منذ خمس سنوات، ولفت عبد الكريم خلال زيارته للمعرض الى الجودة العالية التي تتميز بها الصناعة السورية والتي أثبتت أنها قادرة على الاستمرار والتطور".

 وفقاً لمصادر مشاركة متواجدةّ بيّنت أن جميع الصناعيين المشاركين والزوار من العراق وليبيا ولبنان  والاردن والجزائر في المعرض أكّدوا أن معرض "سيريا مودا" المقام في بيروت هي من أفضل الدورات من حيث الترويج الاعلاني والاعلامي ، إضافة إلى أنذ دعوة تحاد المصدرين للزوار العرب كانت مبادرة جميلة تكللت بالنجاح".

وخلال  ذلك أشاد المشاركون بالتنظيم المتقن من قبل اتحاد المصدرين ورابطة مصدري النسيج في سورية والذي أتاح لهم توقيع عقود مع رجال أعمال من دول عربية ومكنهم من تسويق منتجاتهم الأمر الذي يبشر بعودة المنتج السوري إلى دائرة الاهتمام:

ومن بين المشاركات الملفتة في المعرض كانت تلك الخاصة بالصناعيين القادمين من حلب حيث أكّد علاء الدين مكي صاحب شركة مكي للألبسة الداخلية، أنّ المعرض كان ساحة تفاعل بين المنتج والمستورد لافتاً إلى أنّ مشاركته فيه اثمرت عن توقيع عقود تصدير مع تجار من مصر والأردن والعراق ولبنان .

من جانبه رأى محمود نجار من شركة بركستون في حلب أنّ معرض سيريا مود أصبح النافذة الأهم لمصنعي الأقمشة والألبسة لعرض منتجاتهم مشيراً إلى أنّ مبادرة اتحاد المصدرين لاقت ارتياحا كبيراً لدى المشاركين ودفعتهم للتواجد في هذا المعرض وعرض منتجاتهم وتوقيع عقود تصدير ستنعكس إيجاباً على سرعة عودة صناعة النسيج في محافظة حلب إلى تألقها المعهود.

بدورها بينت سوسن خرفان من شركة “منيت” في حلب أنّ معرض سيريا مود يعني التاجر والمصدر السوري كثيراً، مشيرة إلى أنّ عدد الزوار الكبير أثمر عن توقيع عقود تصدير مع تجار من لبنان.

من جانبه قال فراس الجاجة أمين سر غرفة صناعة دمشق: إنّ هذا الإقبال الذي شهده المعرض يعني أنُّه حقق الأهداف المرجوة منه من حيث وجود الزوار والزبائن للاطلاع على ما تعرضه نحو 100 شركة سورية متخصصة من منتجات سورية وصناعات نسيجية مواكبة لأحدث الموديلات، مبيناً أنّ هذا المعرض فرصة للمنتج السوري لتصدير إنتاجه من خلال التواصل المباشر مع المستوردين القادمين نظراً لسمعة الصناعة السورية التي حافظت على أصالتها وتألقها رغم كل الظروف.

ورأى غياث حجار صاحب شركة حجار المختصة بصناعة البسة الأطفال أنّ مشاركة الصناعيين السوريين في المعرض أثبتت أنه رغم محاولات الإرهاب لتدمير هذه الصناعة العريقة إلاّ انّها مستمرة وباقية منوها بجهود اتحاد المصدرين السوري ورابطة مصدري النسيج.

إلى ذلك أكّدت ميرنا جاكيش من شركة جاكيش لألبسة الأطفال أنّ المنتج السوري تميز بجودته وبسعره قياساً بمنتجات الدول الأخرى ويحقق حضوراً دائماً، لافتة إلى أنّ هناك عشرات الزوار من تجار وأصحاب شركات قدموا إلى “سيريا مود” للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الصناعة السورية من منتجات الألبسة والنسيج.

وفي تصريح لموقع الاقتصاد السوري "سينسيريا" بيّن أنه خلال فعاليات المعرض صرّح القائمين في بنك الشام أنّ رعايتهم للمعرض هي من أجل خدمة قطاع الاعمال وتطوير الانتاج ، كما تعتبر هذه الرعاية هي دليل واضح استمرار البنك بتقديم خدمات التمويل بكافة أشكاله للمؤسسات والافراد ، والسعي لطرح منتجات جديدة تعود بالفائدة على البنك والعملاء.

وفي مساء الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني أختتم معرض "سيريامودا" فعالياته وكان للمشاركة السورية دور مهم،  "سيريامودا" كان سوقاً لعرض ما ينتجه السوريون للعالم الخارجي ، ولكن ما جعل لهذا المعرض من أهمّية كبرى وعزز المشاركة والوجود السوري هي الاتفاقيات المتنوعة التي تم ابرامتها العديد من الشركات السورية المصنّعة مع  عدد كبير من رجال الاعمال والتجار من دول أخرى.