في الذكرى الأولى لاستشهاد الكاتب والمفكر المناضل اليساري ناهض حتر
دام برس :
كم أنت حيّ في موتك يا ناهض ، وكم غيرك من الأحياء أموات في الحقيقة !
الرحمة لروح فقيد الوطن والكادحين الشهيد ناهض حتر .
لقد أنصفت احتفالية الذكرى السنوية الأولى الشهيد أبا المعتزّ في الوقت الذي تنكّر له الكثيرون ممّن كنا نعتقد أنهم من الرفاق المخلصين لقضية الكادحين التي ناضل رفيقنا الراحل من أجلها جلّ سنوات عمره .
كم كان الموقف مهيبا عصر يوم الإثنين 25/9/2017 م عند ضريح الشهيد ناهض في مسقط رأسه الفحيص البطلة لإحياء ذكرى استشهاده ، عندما تجمّع ذلك الجمع الغفير من أبناء شعبنا ذوي الفكر التقدمي والتنويري على تنوّعهم ، فمنهم المسيحي والمسلم والشيوعي والقومي والأردني والفلسطيني والجنوبي والشمالي ، ومنهم رجال الدين من مسيحيين ومسلمين ، ورأينا سماحة الشيخ مصطفى أبو رمان عندما أغمي عليه من شدة تأثّره ، قبيل إلقاءه كلمته التأبينية على ضريح الشهيد… نعم ، هذا هو تأثير الشهيد ناهض على محبّيه ومريديه الكثر .
ناهض لم يكن يبحث عن زعامة أو عن مكسب شخصيّ ، بل لعلّي أزعم أنه كان متقشفا زاهدا ذا اتجاه أقرب إلى الصوفيّة والطهارة بمعناها الروحي العميق .
ولا أدري إن كنت أذيع سرّا إن قلت أنه كان متعلّقا بآل البيت ومتأثّرا بمظلوميّتهم ، بحيث أنه كان يحتفظ بقطعة من قماش مخمليّ ذي لون قرمزيّ داخل محفظته ، أخبرني بنفسه أنها من غطاء ضريح الإمام عليّ ( عليه السلام ) .
توالت كلمات التأبين التي افتتحها الرئيس السابق لمجلس النوّاب الأردني / السيد عبد الكريم الدغمي الذي أشاد بمناقب الشهيد وعناده الشديد بالدفاع عن الأردن وطنا وشعبا .
ثم تلاه العميد المتقاعد / علي الحباشنة الذي استفاض بشرح مواقف مفصليّة من حياة شهيد الحركة الوطنية الأردنية ، وخصوصا عن دوره بالتنسيق ما بين الحركة الوطنية الأردنية واللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين ، وكذلك عن دوره في إصدار بيان الأول من أيار / 2010 م الذي أصدرته اللجنة والذي ترك أصداء واسعة أردنيا وإقليميا وعالميا ، ويعتبر من الناحية العملية البداية الفعلية للحراك الذي شهده الأردن خلال الأربعة أعوام التالية .
وقد ذكر العميد المتقاعد الحباشنة أن الحركة الوطنية الأردنية في صدد رفع قضية أمام المحاكم الأردنية ضد كل من حرّض على اغتيال ناهض حتر وعلى رأسهم ( الملقي ) رئيس الوزراء ، وأضاف العميد الحباشنه أنه إذا لم يتمكنوا من رفع القضية أمام القضاء الأردني ، فإنهم سيلجأون إلى محكمة العدل الدولية .
وتكلم بعده المناضل الشيوعي / فهمي الكتوت ، والذي جمعته برفيقنا الراحل الكبير ناهض حتر مسيرة نضالية مشتركة لسنين عديدة .
واختتمت الإحتفالية بكلمة قصيرة للسيد / خالد حتر ، شقيق المرحوم الذي شكر الجمع الغقير على تجشّمهم عناء ومشقّة الحضور إلى ضريح الشهيد ناهض لإحياء ذكرى استشهاده .
وقد مثّل شبكة ” الأردن العربي ” الإخبارية الإلكترونية في هذا التأبين الرفيق / عاطف زيد الكيلاني – المدير العام للشبكة .
الأردن العربي
اقرأ أيضا ...
