دام برس :

بعد مرور أشهر على صمته، نطق وزير خارجية النظام السعودي أمس عارضاً "خدماته" في إرسال "قوات خاصة" سعودية إلى سورية لقتال تنظيم داعش، ولكن بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، كما هو مُعتاد،  مُعيداً تكرار اسطوانة نظام بلاده المشروخة بأنه "لا مجال لانتهاء الحرب في سورية إلا بانتقال سياسي من دون الرئيس السوري بشار الأسد".
من غير المعلوم إن كان للنظام السعودي قوات خاصة أو "عامّة" لقتال داعش، لكن من المؤكد أن اليمنيين أثبتوا للعالم أن في السعدية لا يوجد "جيش وطني" وإنما مرتزقة يسهل "دعسها"، وأن مقاطع الفيديوهات التي يبثها الإعلام الحربي في اليمن للعمليات العسكرية ضد جيش النظام السعودي، كشفت أن هذا "الجيش" خبرة عتيقة بالفرار وإخلاء مواقعه مع أول رصاصة يُسمع صوتها في الأرجاء حتى ولو كانت رصاصة "صيد".
المدعو "الجبير" الذي أعلن استعداد بلاده لإرسال ما وصفها بـ"القوات الخاصة" إلى سورية بزعم محاربة  تنظيم "داعش" وتحت السقف الأمريكي، يعرف تماماً أن مجرّد وجود أي جندي سعودي في سورية يعني أن حرباً "عالمية" ستندلع، وستكون مملكة نظامه هي الضحية، وستكون كما هي أصلاً "الورقة المحروقة" في هذه المعركة.
صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية نقلت عن لسان "الجبير" أنه "توقّع عرض هذه الخطط قريباً على الولايات المتحدة"، وملمّحاً إلى أنه "يمكن تسليم مناطق (محرّرة) من سورية إلى المعارضة، وقال "إنّ الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من داعش، ولكن أيضاً ضمان ألّا تقع هذه المناطق في قبضة حزب الله أو إيران أو النظام". حسبما نقل عنه.
من غير المعروف كيف يريد الجبير حماية المناطق الموبوئة بالفكر الوهابي الذي يعتبر من أهم الإنتاجات السعودية، من وصول الجيش إليها والسيطرة عليها، فهاهي حلب شاهدةً على ذلك، وغداً درعا ومثلها في الأيام القليلة القادم محيط العاصمة دمشق أو ماتبقى منه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد طلب مؤخّراً من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، مراجعة الاستراتيجية الأميركية في سورية خلال فترة شهر، واقتراح خطوات جديدة بما فيها إرسال قوات عسكرية جديدة إلى ذلك البلد، فيما صرح منذ أيام عن إمكانية إنشاء مناطق آمنة في سورية ولكن بـ"تمويل سعودي - خليجي".

ا-ج