دام برس :
الخطوة الإماراتية الأخيرة التي كانت ترمي إلى استئجار جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في قلب المحيط الهندي، لا تزال تداعياتها تأخذ الحيز الأكبر من التحليل، خاصةً وسط ما تتحدث عنه وسائل إعلامية، برفع المئات من أبناء الجزيرة أعلام دولة الإمارات مع صور أولاد زايد في مهرجان جماهيري عبّروا فيه عن ترحيبهم بأي استثمارات إماراتية في الجزيرة، وجاء المهرجان قبيل وصول الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى الجزيرة بصورة مفاجئة حيث التقى بعدد من المسؤولين هناك، وبينهم مسؤولون إماراتيون.
الواضح، أن زيارة الرئيس الفار في إطار الترتيب لصفقة تأجير الجزيرة لدولة الإمارات لقاء مشاركتها في العدوان على اليمن، يضاف إليها قرار عزل المحافظ السابق سالم باحقيبة الذي يعدّ من القيادات البارزة في الجزيرة ويحظى باحترام أبنائها، ثم تنصيب العميد سالم عبدالله عيسى السقطري المقرّب من الإمارات محافظ بديلاً، يأتي من ضمن الترتيبات الهادفة إلى تأجير الجزيرة للإمارات لـ99 سنة، في حين رأى مراقبون أن المهرجان يأتي في إطار تهيئة المجتمع المحلي في الجزيرة لتقبّل أيّ قرار قد يصدر بطريقة رسمية أو غير رسمية بشأن الجزيرة في قادم الأيام، مشيرين إلى أن الترتيبات ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود، لا سيما أن 15 ألف أسرة سقطرية تعيش في الإمارات والآلاف من أبناء الجزيرة يحملون جنسيتها، إضافةً إلى نشاط أبو ظبي المتصاعد في الجانب الإنساني والتنموي في الجزيرة، الذي قد يسهم في تقبّل المجتمع تنفيذ أي صفقة تأجير مقبلة.
الأكيد من الكلام السابق، أن أهداف العدوان على اليمن في السيطرة على مقدرات اليمن وثرواته يتحقق من خلال الفوضى السائدة فيه، وهو الأمر الذي يدفع السعودية ومن يتحالف معها إلى تعطيل الحل السياسي، إذ لا يختلف اثنان على أن الولايات المتحدة التي كانت مسؤولة وراء الكواليس عن تعطيل جولة الحوار اليمني الماضية في جنيف، وهي أرادت أن تستمر الحملة العسكرية السعودية، لأن سيطرة أنصار الله والحلفاء على مساحات شاسعة مرفوضة أكثر من سيطرة "القاعدة" و"داعش" لدى الأميركيين الذين يفضّلون الفوضى على كسب الخصم مواقع على حساب استراتيجيتهم!.
عربي برس - ايفين دوبا